كتابات وآراء


السبت - 13 يونيو 2020 - الساعة 09:56 م

كُتب بواسطة : قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


اضاعت الشرعية الدولة في صنعاء بعد ان سلمتها لمليشيا الحوثي ويتذكر الناس بان الرئيس هادي عندما ذهب لاستقبالهم في عمران قال بان مدينة عمران عادت الى حضن الدولة وبعدها فتحت لهم أبواب صنعاء وتسابقوا جميعا للترحيب بمن أتى من جبال مران ليستلم مقاليد الحكم في العاصمة صنعاء بعد ان فر قائد الفرقة مدرع وقائد المنطقة الشمالية الغربية تحت مسمى حرم السفير السعودي وغادر الى الرياض بينما الزعيم كان قد تحالف مع الحوثي واما حزب الإصلاح فقد اوفد قيادته الى صعدة ليقدم الطاعة والولاء لسيد مران.

عن أي دولة يأتون بجيشهم العرمرم يبحثون عنها في صحراء شقره بعد ان أخلوا مواقعهم في نهم والجوف للحوثيين معلنين بانهم خلال سويعات. سيكونون في عدن بعد ان ضمنوا بان لا طيران من السماء سيردعهم كما في المرة السابقة في اغسطس من العام الماضي عندما وصلوا إلى مشارف عدن حاملين بيارق القاعدة وداعش السوداء على مدرعاتهم وطواقمهم لاحتلال عدن وتحويلها إلى إمارة داعشية لكنهم اخطأوا في حساباتهم هذه المرة ولَم يعملوا حساب بان أسود الجنوب كانت لهم بالمرصاد وتم التهامهم وجبة بعد أخرى وكانت صحراء شقرة تمتلئ بجثث قتلاهم.

كانت توقعاتنا بان ذلك الجيش الذي يخيم في مأرب ونهم والجوف لمدة خمس سنوات وأكثر ولَم يتقدم خطوة واحدة باتجاه صنعاء وأيضا الجيش الذي يرابط على حقول النفط في حضرموت وشبوة كان معد لهدف آخر غير استعادة الدولة في صنعاء وقد سمعنا تصريحات لوزير الدفاع ووزير الاعلام بانهم ليسوا من أهدافهم اقتحام صنعاء لأنها مدينة حضارية ومليئة بالسكان ولَم يتخذوا قرارا في ذلك بعد ... وكما يصرحون بأنهم كانوا يريدون يمارسوا ضغوط على الحوثي للوصول إلى طاولة الحوار فقط.

نبهنا خلال الخمس السنوات الماضية إلى خطورة تواجد جيش بهذا الحجم وغير قادر على تنفيذ مهام قتالية بينما الهدف صنعاء على مرمى حجر وبأن الجنوب هو الهدف لإعادة السيطرة عليه بعقلية تحالف 7/7 الذي غزا الجنوب في العام 94م أما صنعاء فهي بالحفظ والصون بأيدي أمينه في قبضة الحوثي سليل العائلة اليمنية الهاشمية التي تمتلك الحق الإلهي في الحكم .... لكن الجنوب لا يمكن أن يخرج عن سيطرة الهضبة فهذا يتطلب حشد الجيوش والمجاهدين الأفغان وحتى يتم طلب النجدة من زعيم الاخوان المسلمين في انقره ليكمل حشد الدواعش السورية والأجنبية لكي يعيد لهم عدن والجنوب إلى حضنهم ولَم يفكروا بالحوار مع الجنوبيين ولا يعتبرون سكان عدن بشر ولا ضير من تدمير عدن بمن فيها المهم أن تعود لهم وهم يعتقدون أن الشرعية المعترف بها دوليا شيك على بياض تستطيع أن تستخدم دعم التحالف العربي والدعم الدولي لتحقيق مآرب لا علاقة لها باستعادة دولتهم في صنعاء وإنما بإيجاد دولة بديلة لهم في عدن والجنوب.

طيب وين الجنوب وشعبه ما أحد عمل حسابه وهل نسوا أن الجنوب انتفض ضدهم عندما كانوا شركاء لعفاش في الحكم في صنعاء وقدم الجنوب عشرات الآلاف من الشهداء على مذبح الحرية؟ وهل نسوا ان الجنوب بمقاومته قد حرر عدن والمحافظات الجنوبية وأعاد لهم شرعيتهم؟ هل قدم الجنوبيون التضحيات من أجل سواد عيونهم لكي يعيدوا التحكم بالجنوب؟ ولكن الجنوب كان كريم معهم أهداهم النصر من أجل مساعدتهم لكي يحرروا الشمال والعودة إلى صنعاء وفِي نفس الوقت ساهم الجنوب في تحرير مناطق شمالية حتى الوصول إلى وسط الحديدة ودفع من أجل ذلك الشهداء والجرحى كل هذا تناسوه واعتبروا دماء الجنوبيين لا تساوي شيء في نظرهم.

لو افترضنا بان الجنوب لم يتصدر المقاومة لغزو الحوثي وعفاش لعدن والمحافظات الجنوبية ولَم يحقق النصر اليتيم ماذا كان سيكون وضع الشرعية .... بالتأكيد ستكون في خبر كان ولَم يعد لها وجود. على الإطلاق فالجنوب يا ساده هو الرقم الصعب الذي يجب ان يتم التعامل معه باحترام ... وهذا ما لم تستطع الشرعية ان تفهمه وتصرفت مع الجنوب بتعالي وتكبر وبتوهم انها تستطيع ان تجبره على الخضوع باعتبار ان العالم لا يعترف الا بها وان كل دعم يقدم لها .... ونحن نقول نعم إذا كانت الشرعية لديها الرغبة للعودة إلى صنعاء فالجنوب سيساعدها لكن غير ذلك فهي تعيش الوهم وستعرف ان زمن الالغاء والاقصاء والتهميش قد ولى ولن يعود وان الجنوب قد شب عن الطوق واصبح يملك قراره بيده ولديه ممثل تم تفويضه من قبل شعب الجنوب ليقود المسيرة حتى استعادة الدولة الجنوبية وبدل من هدر الإمكانيات والوقت والدماء على الشرعية ان تفكر بطريقة عقلانية للحوار مع الجنوب عبر ممثله المفوض للخروج بصيغة تحقن الدماء والامكانيات والوقت وبالاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب الجنوب والغير قابلة للانتقاص.