كتابات وآراء


الإثنين - 14 مارس 2022 - الساعة 05:21 م

كُتب بواسطة : علي عبدالكريم - ارشيف الكاتب


نشرت جريدة عدن الغد في عددها الأخير رؤية سياسية مقدمة للتحالف العربي مذيلة ومعمدة من قبل الأستاذ الجليل محمد عبدالله الفسيل... رؤية كما تشير حيثياتها أنها حصيلة جهد مجموعة من المفكرين لا نعرف من هم ولا من يمثلون وهل يمثلون أصحاب مراكز بحثية أم أساتذة جامعات أم من ذوي الخبرات التي تزخر بها بلادنا ولم تشر الرسالة إلى الأرضية التي شكلت أرضية لهكذا توافق أولى مهد وهيأ لإعداد هذه الوثيقة التي تم نشرها عبر هذه الوسيلة الإعلامية وإذا كان لنا حق القول بشأن ما احتوته الوثيقة نقول أولا... لا حجر لأي جهة يهمها استتباب واستقرار بلادنا من أن تدلو بدلوها وبما يسهم ويضيف ويضع معالم على الطريق للخروج من نفق الأزمة الطاحنة التي طال مداها وزادتها الحرب وهي تلج عامها الثامن تعقيدات ونتائج وويلات كارثية يتحملها شعبنا بجميع مجالات حياته أمنا واقتصادا وخرابا سياسيا أسهمت في تجلياتها كل الأطياف التي تضمنتها الوثيقة المذكورة ولو أنها أي الوثيقة اغفلت وهي تتناول مرورا دور إيران المخرب أن توكد بأن وكيلها الداخلي في بلادنا كان سببا رئيسا في ما نشكو منه ولانقلابه الذي أسهم بتدمير وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي كانوا جزء منه كما أن هذه الوثيقة التي نعلق عليها وهي تطرح مقترحاتها للأسف الشديد لم تشر لا من بعيد ولا من قريب لتلك المخرجات التاريخية وأهميتها كأهم وثيقة إجماع وطني لامست كافة قضايا وجراح الوطن اليمني متضمنة حلولا واقعية وبالذات للقضية الجنوبية التي لا تزال تشكل مرتكزا للحل والمعالجة للقضية الوطنية أن احسنت أي وثيقة تقدم رؤية لمعالجة قضايا أزمة بلادنا الراهنة وأمر الحرب المستعرة وبضمنها رؤية لكيفية تلبية متطلبات حل القضية الجنوبية نعتقد أن ذلك يشكل مدخلا بدونه تعتبر الأمور قاصرة وناقصه.

أمر آخر استوقفني وهو توقيت كتابة ونشر هذه الوثيقة والسؤال الذي يتبادر للذهن هل كتبت هذة الرؤية لأن المبعوث الأممي لم يدعي جماعة المفكرين الذين اعدوا الوثيقة لجمهرة المية خبير الذين تم حشدهم بواسطة المبعوث الأممي لاجتماع الأردن الأخير ولا ندري كيف تم اختيارهم ومن يمثلون بالضبط.. خاصة بعد أن تم له إسقاط أربعة أسماء لسيدات كنا يشاركنا في حوارات سابقة وهو أمر وضعنا في حيرة أمام اختيارات المبعوث وتنقلاته فمرة يستنجد بمشايخ وأعيان القبائل ويرى فيهم المنقذ لسفينة اليمن من الغرق ومرة بالعشرات من أسماء تتقاطر وهكذا ينقلنا من مركب لحافلة وبالأردن الشقيق وكأن اي لقاء باليمن بات محرما... ما علينا نعود للرؤية الحاملة اسم استاذنا الجليل ونحن هنا نتوجه له بالتحية والسلام وندعو له بالصحة وطول العمر وقد علمت حين كنت بالقاهرة انه كان متوعكا وقد شرفه بالزيارة للاطمئنان عليه عزيزنا الرئيس علي ناصر محمد .....

تبقى أمر آخر ينبغي التأكيد عليه يتعلق بالكثير من المقترحات التي تضمنتها الوثيقة إذ هي أفكار متداوله وهي أفكار تلوكها الأطراف السياسية وجماعات وأفراد جزء منهم ضمن الشرعية أو ضمن عديد من الأطراف التي تم استنباتها وتخليقها على الأرض خلال مسارات التناقصات التي رافقت مسيرة الشرعية والعلاقات المتضاربة بينهما... نقول لا شك أن المفكرين الذين اعدوا الرؤية يدركون أبعاد وتفاصيل ما أقصد.... وفي كل الأحوال لا نود أن يظل ويصبح الشأن الوطني العام تحت هيمنة ووصاية طرف أو أطراف بعينها فما تمر به بلادنا من تشظ ومن أزمات طاحنة ومن تمزق نأمل أن يشكل ذلك مد ومدعاة لمن يجيشون ولمن يمولون أن الأمور هكذا لن تصلح حالا ولن تعالج ما نحن فيه ولا نريد إعادة أشرطة مملة لا تتضمن أكثر من حالة مثاقفة باهتة تدور ضمن عجلات طواحين اللعبة المكررة التي اسرت بلادنا داخلها ولم تتضمن مطلقا أي رؤية ومعالجات للأوضاع المزرية الراهنة في بلادنا امنا واستقرار ومعيشة بايسة... ما نعنيه لما نظل أسيري نظرة قاصرة همها تدوير دولاب الشرعية بغية المجي ببدائل لم تكن بعيدة عنها أن لم تكن جزءا منها...

العالم يمر بمرحلة عاصفة ستؤدي لا محالة إلى إعادة تشكل الكثير أن لم نقل أغلب معطيات الصراعات العالمية في المرحلة الماضية وبلادنا كانت في عمقها وان لم نحسن كقوى سياسية قراءة المشهد سيبدو الأمر وكأننا ندور داخل عجلة مفرغة... لا ينقص بلادنا شيء إلا الإرادة السياسية ذات الأبعاد الإستراتيجية التي تعاير السياسة بالمصالح والعالم كله له مصالح ببلادنا موقعا وثروة وها هو يتكالب على باطن أرضنا وتلك مهمة كل القوى لإعادة التوازن لمواقفها وتصحيح مسارات قراءتها السابقة وبالذات قوى الشرعية والقوى الداعمة لها مع بقية الأطياف التي تم تركيبها وإعدادها وكان آخر اهتماماتها انجاز مشروع وطني حقيقي يحقق طموحات شعبنا باستعادة مكانة الدولة ودورها ضمن ما يدور في الكون والمنطقة من مشاريع بعيدا عن التوزيع المبكر للغنائم لهذا الطرف أو ذلك كما وجدناه وقرءناه بالوثيقة التي حملت اسم المناضل الكبير الأستاذ محمد عبدالله الفسيل الذي سبق له ووجه رسالة قبل فترة للمجلس الانتقالي بها الكثير مما حوته الورقة الأخيرة من أفكار..... تقبلوا تحياتي من مدينة عدن