كتابات وآراء


الثلاثاء - 14 أبريل 2020 - الساعة 11:05 ص

كُتب بواسطة : سامي العثمان - ارشيف الكاتب


عودة

على ذي بدء

بعد أخر لقاء جمعني مع أبوبكر سالم رحمه الله في منزل المخرج الاستاذ عبدالله المحيسن بعدها تم ابتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية لتكملة دراستي وانقطعت علاقاتي بأبو أصيل وبصالونه الفني الثقافي الفكري الأدبي والذي أضاف لي الكثير، وعندما عدت من امريكا علمت ان أبوبكر اصبح يعيش بين الرياض ودبي وغالباً مايكون في دبي
نظراً لارتباطه بالعديد من الأعمال الفنية، عودة مرة أخرى لذكريات الصبا، فقد عشت في منزلنا في الملز بالعاصمة السعودية الرياض وقد احاط بنا أكثر من جار من ذوي أصول جنوبية أذكر منهم العطاس باوزير، العوبثاني وابناءهم من أصدقاء طفولتي وكانوا يدعونني احياناً لتناول العشاء معهم من هنا عرفت معظم مأكولات الجنوب، الحنيذ والمظبي والزربيان.

أما الشاي العدني الأسود فذلك قصة أخرى، كان كبار السن من تلك العوائل يحكون لي حكاياتهم وكيف كانوا يعيشون في بلادهم الأصلية وعبق ذكرياتهم، وكيف قدموا للسعودية بحثاً عن الرزق، فضلا ان الوضع في الحنوب ومنذ عام 1967 نزاع وصراع سياسي بين اجنحة الحكم في الجبهة القومية والاشتراكية مرورا بالاغتيالات والفوضى الخلاقة التي عاشها الجنوب في تلك الفترة، اضافة لحرب الشمال والحرب بين الشمال والجنوب 1979 وهي امتداد لحرب 1972 وغير ذلك من أحداث عجلت بخروجنا من الجنوب وكيف استقبلتهم السعودية بكل ترحاب ومحبة وكيف عملوا وكدحوا في سبيل العيش لحياة كريمة حتى استطاعوا ان يصبحوا تجارا ويملكون محلات ومؤسسات.

وكيف كانت سلوكهم الأمانة والصدق مع الآخرين، وكسب ثقة الجميع، ولعلي اتذكر انني أصتحبت بعضهم لرئيس الجالية الجنوبية في الرياض وكان أسمه الشيخ باراسين، وكان يقطن في منطقة المرقب في جنوب الرياض وكان يسمى (حلة العبيد) وكان شيخهم باراسين يقوم بتعريف ابناء الجنوب واعتقد انه كان يملك ختم يستخدمه في التعريف.

يبقى ان اقول لكم أيها السادة أن ما يواجه الجنوب العربي اكثر بكثير من التداعيات السابقة، وما يواجه الجنوب قضية وجود وهي الأهم في المشهد السياسي الجنوبي الذي يهدده المشروع الاخواني الفارسي الحوثي التركي، وتحالفهم مع الشيطان في سبيل تحقيق مشروعهم الاستعماري الاستيطاني ونشر الفتن والقلاقل والانقسام والصراعات الجانبية في الجسد الجنوبي مستغلين بذلك بعض الخونة والمرتزقة من ابناء الجنوب الذين باعوا ارضهم وعرضهم لتلك القوى مقابل حفنة من الأموال القطرية الملوثة.

كما اود التأكيد بأن ذلك المشروع الصهيوني الأخواني الحوثي الفارسي التركي الذي يرعاه الغرب وأمريكا على وجه الخصوص ليس موجهاً لشمال اليمن والجنوب العربي فحسب، إنما يمتد هذا المشروع ويتحرك ليشمل العالمين العربي والإسلامي لتمزيقه وتقسيمه وكما هو مخطط فى المشروع الامريكي المسمى الشرق الأوسط الجديد وتحويل العرب والمسلمين من اسياد لعبيد.

وفيما يتعلق بمحاولات جعل الجنوب العربي بوابة تسلل للعالم العربي وتوغل وتغول ذلك المشروع للجسد العربي والإسلامي أوقفه وبكل قوة رجال صدقوا مع الله ثم مع أنفسهم وشعبهم نعم هم رجال المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزعيم الذي يعمل بصمت والذي يؤمن بأن الأفعال اصدق من الأقوال الرئيس عيدروس الزبيدي ونائبه بن بريك، هؤلاء فقط من سيحمي بعد الله عمقنا العربي الاستراتيجي الجنوبي من المهرة وما قبلها وحتى ما بعد باب المندب.

والله الحافظ والموفق …