الثلاثاء - 01 مايو 2018 - الساعة 03:27 ص
لا قبول لأي تسويق لغير دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة عن اليمن وطن وشعب ودولة بهوية جنوبية عربية .. شعبنا الجنوبي لم يفوض مسوقي الفيدرالية بتقرير مصيره، فقد قرره أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية أثناء مواجهتهم للعدوان الحوث عفاشي في 2015 وكنا بانتظار إعلان دولة الأمر الواقع على أرضنا المحررة بدمنا، لكن من تولى قيادتنا تعاطى مع أشقائنا في التحالف العربي بثقة لاحدود لها، ولا نعتقد ان ثقتنا بهم ستخيب، ومع ذلك علينا طرح تطلعات شعبنا التي لارجوع عنها لنرى مصداقية اخوتنا معنا وبذلك يتجلى لنا ان كانت ثقتنا وصدقنا في معاركنا مع خصمنا وخصم دول التحالف العربي في محلها أو اننا نتعاطى بأوهام ونعمل لغير الهدف الذي سخرنا تضحيات شعبنا لأجل تحقيقه ..
من كان لديه علاقة ازلية بالوطن عليه التمسك بأهداف ثورة شعبنا الجنوبي ومقاومته المسلحة، أما ان تكون ثمرة تضحيات شعبنا الجنوبي لا تتجاوز حل مشكلة نظام صنعاء مع قوى ما تسمى بالمعارضة اليمنية .. ابدال النظام المركزي (بالنظام الفيدرالي) فهذا انما يذكرنا بمثل شعبي يقول (عين الشلالة تسقي لغير أهلها) ونقول لكل من له علاقة بحل ما تسمى بالمشكلة اليمنية، أن الجنوب وطن وشعب لم يكن يوما في التاريخ القديم والحديث فرع من أصل، كما روجت لذلك قوى النفوذ اليمنية حكام صنعاء بعد مايو90 .. أو كما اقر قادة الحزب الاشتراكي بعد إعدام الشهيد الرئيس سالمين، شعارات الوهم ((واحدية الأرض والإنسان في الجنوب والشمال)) و (توحيد اداة الثورة اليمنية الواحدة في الجنوب والشمال) فكل ما صدر عن أقطاب سلطة صنعاء وأقطاب سلطة عدن من شعارات، إنما تمثل أطماع عدوانية كل طرف يسعى لإسقاط الطرف الآخر .. وقد اتضح اليوم زيف الشعارات العدوانية التي لا تتفق غير مع حكام لا يعنيهم من أمر شعوبهم غير السيطرة والحكم ونهب الخيرات باسم الدولة ..
الفيدرالية مع اليمن بعد تحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني لا يعني غير العودة الى سيول جديدة من الدم والدموع .. لن يستكين شباب المقاومة الجنوبية ولن يقبلوا ببيع دم زملاؤهم الشهداء بمقايضات جديدة لمشاريع ما قبل التحرير 2015. وليعلم القاصي والداني ان لا وكيل على شعبنا ولا قبول عندنا لبيع الأوهام، إرضاء للقوى الفاسدة اليمنية ولقيادات معارك (محلك سر) ... نحن نثق بشعبنا الجنوبي ونعلم اعتزازه وقدسيته لدماء شهداء الجنوب التي ظلت تسيل منذ وحلة الشؤم عام 90 مرورا بحرب اجتياح الجنوب في 94 وانتهاء بحرب تحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني في 2015، ولن يرضى بغير الدولة الجنوبية المستقلة ثمنا لتلك الدماء ... علينا أن نكون متيقظين لما يحاك عبر من لا تعنيه تضحيات شعبنا ولا سال دم ابنه ولا أبوه ولا أخوه ولم يشارك في معارك التحرير بل ولا يتفق مع أهدافها .. نقول لاشقاءنا شرعية اليمن ان كنتم متفقين يمنيين وجنوبيين فاعلموا إننا لم ولن نتفق مع مشروع دولتكم الاتحادية، لكم دولتكم ولنا دولتنا المستقلة، ولا يحق لبائعي الاوطان والراقصون فوق دماء شهداء الجنوب الحديث باسم قضية الجنوب العربي، الذي حتى اليوم لايعترفون بها. وننصح أشقاءنا حكام ما تسمى دولة اليمن بتغيير اسم دولتهم المبني على أطماع (الاستيلاء على كامل تراب الجهورية اليمانية) وإلا لما جعلوا من اسم اليمن الجهوري دولة وهم يعلمون ان مساحة دولتهم تمثل جزء صغير جدا من مساحة اليمن الجهوري .. وثانيا نقول لهم انتم معذورين عن إقامة دولة النظام والقانون فمطالبة الإنسان بما لا يعرفه خطيئة، تستطيعون العودة لنظام اللا دولة فقط، طالما ظلت سيطرة رموز نظام اللا دولة قائمة .. لكن شعبنا في الجنوب العربي لم ولن يقبل اي ارتباط بنظامكم، ومن يعتقد بانه سيفرض على شعبنا الجنوبي ما لا يقبله سيرى منه ما لا يعجبه .. نعتقد ان مهمة المبعوث الدولي حل مشكلة نظام الفساد والإفساد (شرعية وانقلابيين) المتصارعين على النفوذ بقصد النهب في ظل الإبقاء على نظام اللا دولة. أما ان يبحث عن نظام يظل الجنوب العربي طرفا فيه فهذا امر إنما يجر الجنوبيين لحمل السلاح وترسيم الحدود الدولية مع اليمن والاستعداد للدفاع عن الجنوب المحرر وإعلان الدولة المستقلة ..
ونعتقد ان قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي هي المعنية بهذه المهمة الوطنية، وفاءً لالتزاماتها أمام أهالي الشهداء ومليونيات شعبنا ووثائق المجلس المقرة من قبل الجمعية الوطنية للمجلس .. من يساوم على عودة الجنوب في إطار دولة اتحادية مع اليمن، تحت مسمى (ضمانات إقليمية ودولية على قبول تقرير مصير شعبنا الجنوبي) انما يسخر ويستخف بتضحيات شعبنا طوال فترة ما بعد احتلال 94... يعلم ثوار ومقاومة الجنوب العربي إننا اليوم أمام استحقاق مفصلي بقيام دولتنا المستقلة، ومن يحيل عن هذا الهدف عليه ان يستريح ويريح شعبنا ويترك القيادة لغيره ..