عدن برس / كتب : المحرر السياسي
على مدى عقدين من الزمان ظل شعب الجنوب العربي يحتفل بذكرى 7 يوليو على أنها ذكرى مؤلمة وماسأوية، خسر خلالها وطنه الذي إجتاحته القوات الشمالية لتفرض عليه "الوحدة" التي وافق عليها الجنوب طوعاً في 22 مايو 1990م، وأعلن بعد أربع سنوات الغدر والخداع إنتهائها.
ولقد مثل يوم السابع من يوليو من عام 1994 يوما أسوداً في تاريخ شعب الجنوب الحر الأبي، ولم ولن يستطع عقدين ونصف من الزمان أن ينسيه أو يمحي مشاهد هذا اليوم المشؤوم الذي أمعنت فيه القوات الشمالية قتلاً وسلباً ونهباً في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية كاملة.
وبعد النصر العظيم الذي تحقق لشعبنا الأبي على ميليشيا إيران ومن ساندهم من قوات علي صالح عام 2015، حاول تحالف 7 يوليو في شكله الجديد وبمسميات مختلفة أن يعيد صياغة هذا اليوم، لكن هيهات أن يتمكنوا من ذلك، فشعب الجنوب لهم بالمرصاد وأحبط كل محاولاتهم الخادعة لتحقيق مساعيهم في إعادة الماضي الذي طواه شعب الجنوب بدماء الاف الشهداء والجرحى.
واليوم، يحيي شعب الجنوب هذه الذكرى دون أن يتذكر مآسيها، ولكنه يحييها وهو يشاهد تهاوي وإنهيار تحالف 7 / 7 الذي كان بالأمس يتجبر ويتحكم بكامل مقدرات الجنوب، مغتراً بآلته العسكرية التي دمرتها إرادة وإصرار شعب الجنوب.
لقد أضحت هذه الذكرى المؤلمة بالأمس، ذكرى إنتصار اليوم، في ظل النجاحات التي يحققها المجلس الإنتقالي الجنوبي وتحركاته الثابتة والواثقة محلياً ودولياً نحو إستعادة الدولة المنهوبة وبدء عهد عنوانه المستقبل المدني الضامن للاستقرار والتنمية الإنسانية الحقيقية.