الإثنين - 11 يونيو 2018 - الساعة 10:18 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن برس / تقرير خاص
ها هو شهر الخير والرحمة والغفران ينقضي ويبدأ المواطن في الاستعداد لعيد الفطر، لكن هذا العام على ما يبدو وفي ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور العملة وارتفاع سعر الصرف والغياب التام للحكومة الشرعية التي ما زالت حتى اللحظة لا تعير المواطن أي اهتمام في توفير أبسط حقوقه المشروعة بكل القوانين والأعراف الدولية.
وتلمس محرر "عدن برس"، أحوال المواطنين واستعدادهم لاستقبال عيد الفطر المبارك، وكانت الحسرة تخيم على محيا الأطفال والكبار على حد سواء، وسار في الأسواق الكبرى وبعض المراكز التجارية، ولم يجد إلا قلة قليلة تتبضع للعيد من هناك، وقرر النزول إلى الأسواق الشعبية التي في العادة تكتظ بالمتسوقين في هذا الموسم والتعود على الإقبال في الشراء خلاله، إلا أن الصدمة كانت في البداية عندما استوقفه مشهد أب يـجـّـر ابنه مهرولاً من أمام بائع أحد البسطات والطفل يبكي ويقول "يا أباه والله عجبتنا، استوقفنا الأب وسألناه ماذا حصل؟"
فجأة الرد كالصاعقة .. ((أنا مش سارق عشان اشتري لابني بدلة ب (14 ألف ريال) عاد باقي اخوانه اثنين بالعافية نوفر حق الأكل والشرب حتى كسوة أولادنا حرمتنا منها حكومة الشرعية)) ..
لم يكتف بهذا فقرر أن يسأل أغلب الموجودين في السوق فكانت هذه آراء المواطنين ..
في أحد محلات الملابس النسائية تقدمنا وطلبنا من الأخت خلود خالد أن تنقل لنا وجهة نظرها حول أسعار الملابس فبادرتنا بالقول: منهم لله سعر الشميز ب ٩٠٠٠ والمعوز ب١٢.٠٠٠ بطلت اكسي ابي وخرجت وأتيت إلى هنا قلت بكسي نفسي، بلوزة عادية طلعت قيمتها ٥٠٠٠ وبنطلون جينز ٩٠٠٠ فين نروح عاد؟!، وبدلة لطفل عمره 9 قيمتها ١٥.٠٠٠بطلنا نعيد.
خرجنا من هذا المحل، وقابلنا الشاب مسعد فؤاد وسألناه عن أسعار ملابس العيد والغلاء الحاصل فيها فشرح لنا وجهة نظره .. وقال أولاً: كل الذي حاصل هو عدم الخوف من الله وتلاعب في الأمانة التى من المفروض على الجميع أن يتحلى بها، وثانياً: كل هذا الارتفاع بأسعار الملابس أو غيرها من السلع يرجع إلى أغلبية التجار الذين ما يرحموا المحلات أو أي مشتري ببيع السلعة بسعر عالي جداً فوق فوائده بسبب ارتفاع الدولار وهذه كذبة مستمرين فيها، وثالثاً: سبب آخر هو عدم مراعاة الأغنياء الأغلبية ما يهتموا بالسعر مهما كان وما يحاسبوا على تبذيرهم ولا يهتموا بأن في غيرهم محتاج أو لا يقدر على شراء هذه السلعة بالمبلغ العالي.
وأضاف: ورابعاً: العيب فينا بأننا صامتين عن هذا الموضوع مع أنه جداً مهم لأن الرواتب بالعافية تمشي حال احتياجات بيتك من مواد غذائية وغيرها وقوت يومك والسلام، وخامساً: ارتفعت الأسعار والراتب ثابت مكانه ما يزيد ولا نقصت الأسعار حتى يستطيع الفرد وجماعته الاكتفاء بذاته، وسادساً: مجتمع ظالم بحق الله أي مجتمع هذا الذي لا يقدر أن يجعل السلعة المباعه بمبلغ موحد بدل اختلاف الأسعار على نفس السلعة، حسبي الله ونعم الوكيل.
أحمد فؤاد شاب يحاول أن يخفف من معاناة أسرته في ظل الأوضاع المتردية معيشياً يقول: والله نحن الشباب نحاول نشتغل ونساعد أهالينا ونستلم راتب لكن فوق هذا كله ما نقدر بسبب غلاء الأسعار الجنوني .. نرجع نبحث عن المحلات التي توفر ملابس رخيصة وإن كانت جودتها سيئة بعض الأحيان مثلا قيمة البنطلون والجرم تطلع 9000 ألف ريال .. قبل أيام خرجت وأنا اسير بجانب أحد محلات بيع المحلا، وأعجبني جرم لا بأس به يعني .. دخلت جربته وتعرفت على ألوانه، وقلت لصاحب المحل كم سعره قال لي 9000 ريال من نفسه .. طبعاً في شباب وجدوا شمزان من 24 ألف وفي بنطلون من 17 ألف ريال.
الأخت سمية صالح، روت لنا قصة شاهدتها واعتصر قلبها من شدة الألم وقالت: حاجة تدمي القلب الحال الذي وصلته عدن، الوجع لما نخرج إلى السوق وتدخل محلاً تسمع عائلة تترجى صاحب المحل عشان يخفض لها السعر وهو يرد لهم بكل بساطة خذي أو اطرحي البضاعة بيجي غيرك يأخذها، ومن جهة ثانية أم معها أولادها وتسير من السوق سريع وتحاول تغالط أولادها بأي كلام من أجل ما ينتبهوا للملابس المعلقة ويطلبوها لأنها غالية جدا، وأيضاً تدخل محل تسمع ولد بعمر 11سنة يكلم أمه يشتي يأخذ بدلة وأمه تقول له بصوت منخفض يا ابني والله أبوك ما أعطاني فلوس كثيرة لا تحرجني ((هنا الوجع)).
جميل عبده شاب جامعي كان يعمل في أحد المحلات، ثم تفرغ للامتحانات وأصبح الآن بلا عمل يحكي لنا وضعه في ظل هذه الظروف ويقول: تعودنا في كل عام مع قدوم العيد على غلاء الأسعار في الملابس، ولكن انها توصل لهذه الدرجة بصراحة الأمر زاد عن حده بدرجة جنونية يعني قطعة تي شرت (جرم) يوصل سعره إلى 9000 أو بنطلون جينز يوصل 20.000 أو أكثر، وكذلك الأحذية عزكم الله.
وأضاف: الموضوع بجد زاد عن حده وإذا حاولنا نعالج الأمور يطلع الغلط مش من التجار بتاتاً، سكوتنا على ارتفاع الأسعار في الملابس أو في المواد الغذائية الذي تعتبر أهم من الملابس، فعلاً هو الأساس سكوتنا على ارتفاع الدولار، ما أدى إلى هبوط الصرف اليمني، وأعتقد نحنا وصلنا لحال مزري للغاية، وأكيد الشعب بيموت جوع، القهر والباطل يعود للمواطن الغلبان الذي وبهذه الظروف لا يوجد لديه ما يأكله .. أنا بصراحة أرى أن الحكومة هي سبب رئيسي للوضع الذي نحنا فيه لأنها السبب الأول للفساد الذي وصلنا له، ونحن محتاجين انتفاضة قوية من قبل الكل وتوصل رسالة لدول التحالف مفادها أن الشعب صبر الكثير ولا يمكن أن يتحمل أكثر من هكذا ظلم واضطهاد من الشرعية.
الشاب محمود كارم أصبح عاطلاً عن العمل وهو أحد متعاقدي تلفزيون عدن الذي ما زالت حكومة الشرعية غير مهتمة بإعادته للعمل وأصبح مغلقاً إلى أجل غير مسمى يقول:
ماذا نقول وماذا نتحدث عن الأسعار التي نراها في الأسواق المحلية في جنوب اليمن وعلى الخصوص مدينة عدن، أنا موظف (متعاقد) وراتبي 18700 ريال يمني فقط لا غير، عندما أريد أن انزل واكتسي ملابس العيد أرى جميع الأشياء في غلاء فاحش، حيث يصل سعر المعوز الواحد الذي كان في السنوات السابقة ما بين 5000 إلى 7000 ألف ريال، صار سعره في هذه السنة بين الـ 12000 إلى 25000 ألف ريال، والشميز الذي كان في السابق لايتجاوز الـ 2500 صار هذه السنة بـ 7000 ألف ريال، والأحذية صارت مابين الـ 10000 إلى 15000 ألف ريال، والملابس الداخلية الرجالية صارت أغلى وأغلى وكذلك ملابس الأطفال صارت في غلاء جنوني لا يوصف تتراوح بدلة الطفل أو الطفلة مابين الـ 20000 إلى الـ 25000 ألف ريال فقط للطفل أو الطفلة الواحدة.
وتابع: يا رب رحماك بنا والناس البسطاء محددوي الدخل وعديمي الدخل، فأنت أرحم بنا من أمهاتنا فأنزل في قلوب التجار الرحمة، وأنصفنا من حكومة الشرعية التي لا تهتم بشعبها.
إذاً هي السيطرة التي أصبحت مفقودة من قِبل حكومة الشرعية، وجعلت تجار الحروب يمتصون دماء المواطنين، تلك الشرعية المزعومة بحكومتها التي ما زالت تقطن إما معاشيق أو فنادق الرياض، تلك الشرعية التي لم تبقِ ولم تذرِ، إهمال متعمد منها وكأنها تعاقب الشعب في الجنوب، فهل سيبقى حال الحكومة الشرعية مستمر في الطغيان وامتصاص دماء المواطن، هل سيبقى المجتمع الدولي متفرجاً للقتل البطيء الذي تقوم به، نسأل الله العفو والعافية من كل هذا الجبروت المسمى شرعية!