تحقيقات وحوارات

الأحد - 13 مايو 2018 - الساعة 07:20 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / تقرير خاص

شهر رمضان يقترب ونستعد له بالذكر والقرآن والتسبيح التي تعلو كل مآذن عدن، في كل عام تمتلئ الأسواق بالمواطنين من منتصف شعبان لشراء كافة احتياجات هذا الشهر الفضيل فله طابعه الخاص دينياً واجتماعياً.

ولكن هذا العام - وبسبب الأوضاع المعيشية المتردية، والاقتصاد المتدهور بسبب ارتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، إضافة إلى تأخر صرف المرتبات وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية - يبدو أن المواطن البسيط لن يعيش نفحات الشهر الفضيل إلا بالآهات والتحسر على ما مضى من سنوات.

واستطلع "عدن برس" طبيعة الأوضاع في أسواق مديريات عدن، لمعرفة أحوال المواطنين والاستعداد لشهر رمضان 2018، ولمس تحسراً وقهراً على الأوضاع المعيشية المزرية في العاصمة عدن.

وقال التربوي جودت عبدالستار، هناك معاناة نعيشها يومياً في عدن، وأصبحت تزداد وخصوصاً خلال قدوم شهر رمضان في هذا العام فقد أصبح الوضع كارثياً جداً، بسبب حالة الغلاء التي تحرقنا بنارها في الأسواق ونحن نستعد للشهر الفضيل، وما يزيد الأوضاع سوءً هو تأخر صرف مرتبات ومعاشات كثير من المواطنين البسطاء التي أصبحت رواتبهم لا تكفيهم حتى الأسبوع الثالث من الشهر، كون أسعار المواد الغذائية ارتفعت، والخضروات ارتفعت، والمواد الاستهلاكية ارتفعت، وتساءل: كيف السبيل لحل هذه الأوضاع السيئة في ظل غياب حكومتنا التي لم تمنع حتى اللحظة حال تدهور العملة المحلية مقابل الأجنبية.

ومن جانبه أشار الناشط المجتمعي عامر عبدالكريم، إلى محاولات منظمات المجتمع المدني لتنبيه الحكومة لما وصل إليه حال المواطن، وقال: ليس بجديد علينا مشكلة رفع الأسعار في عدن، وحاولت منظمات المجتمع المدني كثيراً أن ترفع المعاناة إلى الحكومة بكل الوسائل الممكنة من أجل خفض الأسعار وتوصيل رسالة للجهة المسؤولة والنظر إلى الشعب الفقير الذي صار يعيش ويقاوم بقوة من أجل الصمود، وأعتقد ذلك من أجل عدن، ولا أعتقد بأن هناك حل لهذه المسألة التي هي رفع الأسعار، لأن عدن واقعة بين أزمات سياسية لا وضوح لها، ونحن نريد العيش بسلام وأمان ونريد حقوقنا وهي توفير الرواتب والكهرباء وهذه حقوقنا، كون الرواتب مازالت متأخرة إلى متى ستبقى عدن مسلوبة الحقوق؟!.

وبدوره مختار عوبل هو أيضاً ناشط مجتمعي يوضح كيف أن غلاء الأسعار يرمي بظلاله على أجواء رمضان فيقول: للأسف رمضان شهر الخير شهر فيه البركات، ولكن الارتفاع الجنوني بأسعار المواد الغذائية يفسد لذة رمضان وحلاوة قدومه، فلك أن تتخيل أن المواطن في عدن يستلم راتب أقل من 100 دولار !! ويمكن أقل وهذا ان استلمه في ظل تأخر الرواتب لأشهر وتدهور العملة أمام العملة الصعبة، فالعلبة الحليب يصل سعرها إلى 11 ألف ريال !! وغيرها من الأشياء الكثيرة التي تلامس حياتنا اليومية وأسعارها مرتفعة نار، وهنا يجب على الجهات المعنية العمل من أجل الحد من تدهور العملة وإلزام التجار بسعر يتناسب مع حاجات الناس وان تقوم الحكومة بواجبها بدلاً من المماحكات السياسية واللهث وراء السلطة على حساب المواطن.

ومن جهته نبيل الحاتمي طالب كلية إدارة الأعمال خلص في دراسة أكاديمية إلى أنه يجب وضع خطة للرقابة على الأسواق خلال شهر رمضان المبارك تهدف إلى توفير جميع السلع بمستويات أسعار مقبولة، وتلبية احتياجات المواطن في المجتمع وإشباع حاجة المستهلكين وتحديد أسباب غلاء الأسعار بدقة هو نصف حل هذه المشكلة، وهذا قد يعود إلى الاعتماد على ما تمر به الدولة من انتكاسة اقتصادية بدليل ارتفاع أسعار بعض السلع المحلية فعلى الدولة تفعيل جهازاً تسويقياً رقابياً على محمل الجد، والحد من كارثة غلاء الأسعار وعمل خطة تخدم المواطن البسيط ولا تقصم ظهره.
 
وشكا ناصر طاهر جندي الأوضاع المعيشية السيئة بالقول: والله ما عاد نستطيع تحمل هذا الغلاء، وتساءل بقوله: يرضي من أن علبة الحليب يصل سعرها إلى 11 ألف ريال، وحاجات رمضان هذه السنة ما أعتقد للمواطن البسيط قدرة على شرائها، لأن كل شيء أصبح نار، وأنا راتبي 60 ألف فقط، وأنا جندي في قوات الشرعية ما تكفي حتى مشتريات أسبوعين نظراً للغلاء الذي بات قاتلاً للمواطن، حسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن ناحيتها قالت الموظفة أم محمد نجيب، إنها هي وزوجها موظفان يسعيان لتوفير لقمة العيش لفلذات أكبادهما، وما يستكيعان على كل هذا الغلاء، وقالت: راتبي على راتبي زوجي ما يكفينا كل المواد الغذائية أصبحت غالية جداً، وبالمقابل هما موظفان حكوميان وراتبهما دون أي زيادة، فكيف نستطيع مواجهة كل هذا الغلاء بسبب تواصل ارتفاع العملات الأجنبية وعدم وجود أي إجراءات حكومية للحد من تدهور العملة وإنقاذ الشعب.

وقال البائع في محل لبيع المواد الغذائية يُدعى أبو محمد، رغم أن الأسعار مرتفعة عن العام الماضي إلا أن هناك بعض الناس تشتري، ولكن صحيح أن إقبال الناس ليس كالعام الماضي وهذا بسبب الارتفاع في الأسعار، وطبعاً هذا الارتفاع بسبب اننا حين نشتري من كبار التجار يفرضوا علينا الشراء بسعر مرتفع تحت حجة أنهم يشتروا هذه البضائع بالدولار وان الدولار سعر شرائه مرتفع، ولهذا نحن نشتري بسعر مرتفع ونبيع بسعر مرتفع شوية لكي نجني فائدة، لأنه ما ينفع نشتغل بخسارة، ولازم الدولة توجد حل لهبوط العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية.

كما نقلت ربة البيت أم وضاح، صور معاناة قدوم شهر رمضان في ظل هذه الظروف، قائلة: ولا حول ولا قوة إلا بالله، رمضان له طابعه الروحاني وله أكلات معينة فيه، ولكن هذه السنة ما اعتقد إننا نقدر نشتري الجيلي أو البودينج أو اللبن والكستر على كل هذا الغلاء، ولكن نحمد ونشكر الله لو قدرنا نشتري البر والدجرة ولو قدرنا العتر، حسبي الله ونعم الوكيل في حكومة تقتل شعبها.

وأختتم عفان عثمان طالب في كلية العلوم الإدارية ويعمل في أحد المحلات التجارية، الحديث حول الشهر الفضيل بقوله: نحن نعيش في أوضاع لاندري إلى أين نسير، ولكن نحتاج إلى تصحيح وإعادة هيكلة وإيجاد كل الحلول المناسبة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والعمل كفريق واحد من أجل الخروج من هذه الأزمات سواءً في تأخر المرتبات أو الغلاء القاتل للمواطن البسيط، وبالتالي يجب على الحكومة العمل لما فيه مصلحة الوطن ومصلحة الجميع.

إذاً يأتي رمضان والمواطنين في حالة سخط لما آل إليه الوضع الاقتصادي في البلد الذي عصفت به حرب 2015، ثم الحرب الاقتصادية التي لم تبقِ ولم تذر، إلى أين تسير الأوضاع الاقتصادية في البلد ربما القادم سنعيشه ونتألم منه إن لم تجد الحكومة الشرعية حلاً جذرياً لكل هذه الأزمات.