تقارير ومتابعات

الخميس - 18 أكتوبر 2018 - الساعة 10:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / متابعات

بعد ما يزيد على أربعة أشهر من الاختفاء المفاجئ والقسري عاد محمد جابر المنصوب، الطفل البالغ من العمر 15 عاماً، مجدداً إلى منزل أسرته الكائن في منطقة "الجرداء" غربي صنعاء، لكن جثة هامدة في تكرار مروع لمشهد بات جزءاً من يوميات قاتمة لمدينة تخضع منذ شهر سبتمبر 2014م لسيطرة الميليشيات الانقلابية.

توقفت الشاحنة المدهونة بالطلاء الأخضر قبالة منزل أسرة الحاج جابر المنصوب ليترجل من صندوقها الخلفي ثلاثة مسلحين وهم يحملون جثماناً هامداً للطفل الضحية ملفوفاً بلحاف رث، قبيل أن يضعوا الجثة وسط صالة المنزل ويتقدم أحدهم ليصافح الأب المصدوم ويضع في يده ظرفاً يحتوي على مبلغ مئة ألف ريال، وهو المخصص المالي الذي تصرفه ميليشيات الحوثي لأسر قتلاها إلى جانب سلة غذائية.

"الخليج" التقت والد الطفل الضحية البالغ من العمر 55 عاماً والذي رفض رغم احتياجه استلام السلة الغذائية والمخصص المالي الضئيل، الذي قدمته له الميليشيات، وهي طقوس إجبارية فرضها الحوثيون بشكل متشدد على عائلات القتلى، عند استلامهم جثامين أبنائها.

وأكد الحاج "جابر المنصوب" ل"الخليج" أن نجله اختطف من قبل الميليشيات في نهاية شهر يونيو الماضي، أثناء عودته إلى المنزل من ساحة ترابية متاخمة، اعتاد هو وأصدقاؤه لعب كرة القدم فيها، مشيرا إلى أنه أُشعر من قبل مشرف الميليشيات في الحي، الذي يقطن فيه وقبل أسبوعين فقط من استلامه لجثمان نجله الأصغر بأنه يتواجد في جبهة الساحل الغربي وأنه لا يزال حي يرزق وسيعود قريبا لأسرته، وهو ما تحقق لكنه عاد جثة هامدة بلا حراك.

وكشف الأب سبب رفضه المخصص المالي والسلة الغذائية المقدمة من الحوثيين رغم فقر أسرته واحتياجها الشديد وامتناعه عن الانصياع لضغوط الميليشيات بإطلاق الرصاص، كنوع من التعبير عن الابتهاج باستقبال جثمان نجله "الشهيد"، وهي الصفة التي يطلقها الحوثيون على قتلاهم، بالقول: "لقد اختطف الحوثيون ابني وتسببوا في مقتله، بالدفع به إلى جبهة القتال، هم مجرد لصوص فكيف لي أن أقبل منحة مالية أو مواد غذائية".