تحقيقات وحوارات

الجمعة - 23 نوفمبر 2018 - الساعة 06:32 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

أعلن رئيس حكومة الشرعية الدكتور معين عبدالملك، موقفه من المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بقوله: يحق لأي مكون أو طرف التعبير عن رأيه بطريقة سلمية، وإن كل المكونات متاح لها التعبير عن آرائها، وأكد أن هناك تغييرات حكومية ستتم بالوقت المناسب.

وخلال لقائه في البرنامج الأسبوعي "اليمن في أسبوع" الذي يقدمه الإعلامي ياسر عبدالله، كل يوم جمعة على شاشة قناة أبوظبي ورصد تفاصيله موقع "عدن برس"، أكد الدكتور معين، أن الحكومة هي حكومة لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً والمساحة تتسع للجميع وأهم شيء البعد عن التحركات المسلحة، لأن ذلك يقوض الدولة وهي الإشكالية التي نعاني منها.

وقال: إن الشعب صابر بشكل استثنائي، وإن الحكومة تعمل على ترتيب بعض الإدارات وتقوم بالمتابعة المستمرة، وبدأت مرحلة أخذ الثقة بالنظام الاقتصادي وتحسنت دورة البنك المركزي اليمني، وحالياً تغيرت الحالة النفسية للناس، ونحن نعمل بالحد الأدنى ولكننا ننشد ما هو أكبر لإتاحة الفرصة للمواطن من أجل العيش بالمستوى الذي ضحى من أجله والضريبة التي دفعها في عدن وبقية المحافظات.

وأشاد بالمنح السعودية والدعم الإماراتي في تحسن الأوضاع الاقتصادية والعودة التدريجية للأسعار نزولاً للوصول إلى أوضاعها الطبيعية، وتطرق إلى الخطط الاقتصادية المرتقبة للمساهمة في إيصال الغذاء والمساعدات للجميع في شتى أرجاء البلاد، ولفت إلى أن دعم الإمارات والسعودية سيدخل مرحلة جديدة وهي تقديم الدعم الحقيقي في مجالات البنية التحتية وإعادة الإعمار إلى جانب الغذاء، وأن المرحلة القادمة يجب أن يشعر خلالها المواطن بشيء يرتقي إلى المستوى المطلوب.

وأشار إلى أن الحكومة تواجه تحديات وصعوبات كثيرة، وأن الحكومة والبلاد ستواجه تحديات كبيرة في الجيل القادم، نتيجة استمرار الميليشيات الانقلابية الحوثية في تدمير كل شيء بما فيها المدارس والتعليم، وتحدث حول التحسن في قطاع الكهرباء، والذي يعود إلى اتخاذ الحكومة سلسلة إجراءات وبصدارتها الرقابة الشفافة على استهلاك الوقود، وأنه تم ضبط بعض الإشكاليات وتحقيق موارد من شأنها المساهمة في مواجهة الصيف القادم، كما أنه يتم حالياً التفكير بخطة الوقود والتوليد والتوزيع الكهربائي لمحطة الكهرباء الإماراتية 100 ميجا في عدن.

وأكد أن الحكومة تعمل حالياً على دراسة وتحديد مكامن الخلل من خلال تفعيل الرقابة الداخلية بكافة مؤسسات الدولة، لإجراء عملية إصلاحات على مستوى الحكومة والمؤسسات لتجفيف منابع الفساد، كما يتم العمل على تحسين الأداء الحكومي، وذلك بالاستعانة والاستفادة من التجارب الخارجية بما فيها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تحسين الأداء الحكومي.

وقال الدكتور معين عبدالملك، إن الحكومة هي الإطار الشرعي الذي يتعامل معه المجتمع الدولي بشكل واضح، وإن شرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، هي العصا التي بقيت للحفاظ على الدولة، وإن الرئيس هادي هو المقاتل الأخير الذي ظل واقفاً عندما أنهارت كل المؤسسات في صنعاء، وإنه لو كان قدم تنازلات إضافية لكان الحوثيين ينكلوا باليمنيين أكثر من ما هو عليه الوضع حالياً ودخلت اليمن نفقاً مظلماً صعب الخروج منه.

وأضاف: لدينا موقف استثنائي سيذكره التاريخ للرئيس هادي ولدينا قيادة استثنائية في السعودية والإمارات تدخلت في لحظة للحفاظ على اليمن ووحدته واستقراره وأمنه، كون اليمن درع من دروع الجزيرة والوطن العربي وهذا التدخل هو الذي ساعد على عدم انزلاق اليمن لمنحذرات خطيرة، وذكر أن إيران ظلت لعقدين من الزمن تبني للسيطرة على اليمن، وبالمقابل الشرعية والتحالف قطعوا شوطاً كبيراً للحفاظ على اليمن، وحذر من أي اختراق لليمن، كونه يعتبر اختراقاً لأمن الجزيرة والوطن العربي.

وبشأن ملف السلام، جدد معين عبدالملك، التأكيد على موقف القيادة السياسية والحكومة وهو الموقف الواضح الذي جاء في كلمة اليمن أمام مجلس الأمن الدولي، والذي أعلن الترحيب بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ودعم المشاورات القادمة في السويد، واليمن مع أي اتفاق سلام وفقاً للمرجعيات الثلاث ومع أي أطر لا تخرج عن المرجعيات.

وقال: وبالمقابل الحوثيون تخلفوا في السابق عن مشاورات جنيف، كما لا توجد أي بوادر سلام للحوثيين على الأرض، وهم يقومون بتلغيم الحديدة، وقبل فترة أحرقوا مخزناً فيه مواد كهربائية لمشروع الطاقة الكهربائية لليمن مقدمة من الصندوق السعودي للتنمية سيغطي عدد من المحافظات في توزيع الطاقة الكهربائية بقيمة 60 مليون دولار، وتابع بقوله: هذه ميليشيا تبحث عن التدمير، وإنه غير واضح للمبعوث الدولي حجم التدمير الذي يطال المدن من وراء إقدام الحوثيين على تفجير وتلغيم وإحراق البلاد، واستدل بإحراق الحوثيين المواد الكهربائية التي تحمل النور لكل اليمنيين وتدمير المدارس، كونه لا يهمهم أن يتعلم الأجيال، لأن ما يهمهم فقط، هو أن تبقى اليمن غارقة في عصور من الظلام.

وأكد تركيز الحكومة في الوقت الراهن بشكل فعلي على الجوانب الاقتصادية والخدمية، كون الوضع استثنائي نتيجة تراكم 4 سنوات من الحرب، وهذا ما سيمكنها من الحديث في الجانب السياسي، لأنه إذا لم يجد المواطن أي تحسن في وضعه، من الطبيعي لن يستمع إلى خطاب من السياسة الداخلية المستمد من قوة الحكومة على الأرض، وذكر أن السياسة الخارجية يتولاها الرئيس هادي.

وبالنسبة للأوضاع في محافظات البلاد بما فيها محافظة المهرة التي ضربها الإعصار (لبان)، مؤخراً، ذكر الدكتور معين، أن العمل مستمر لامتصاص الصدمة الأولى، وأن الخسائر المادية ستتطلب وقت لإعادة إعمارها، وأنه يتم تشكيل وحدة تنفيذية والبحث عن دعم، والجانب السعودي لديهم برنامج تنموي يعمل بشكل سريع، وأن الأمر قد نحتاج إلى جهود مضاعفة ودعم إضافي.

وتطرق إلى أن ضعف الدولة وتفكك الأجهزة كان أحد أسباب الاضطرابات التي تم التخطيط لها في اليمن، حتى دخلت الميليشيات الحوثية صنعاء وبدأت عملية تفكيك أجهزة الدولة، كما بدأ استهداف المؤسسات الأمنية والضباط من جانب الحوثيين والقاعدة، وبالمقابل أكد أن السعودية والإمارات تقفان إلى جانب اليمن بكل قوة لاستعادة الدولة، بينما هناك قوى أخرى تقف وراء مساعي تفتيت الدولة من خلال إرسالها الأموال إلى بلد فيه فقر، ووجدت من يستلم تلك الأموال ليقوم بزعزعة الدولة.

وأكد سعي الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة بالكامل، وأن ذلك يحتاج دعم حقيقي من دول التحالف العربي، كما أكد الحاجة لتوحيد كافة القوى التي تقاتل في كل مكان والتي وقفت خلف المشروع الوطني، كونه من المهم استيعابها في قوى منظمة ومرتبة وفي بناء القوى الأمنية والاستخباراتية، ونوه بتركيز الرئيس هادي، على توحيد جميع القوى بشكل حقيقي بالاستفادة من خبرات ودعم الجميع في التحالف العربي والدول الشقيقة والصديقة باعتبار ذلك هو الأساس لتحصين اليمن.

وأشار إلى انحسار القاعدة بشكل كبير، وأنه تبقت جيوب للقاعدة فقط، وأن البناء الأمني الذي تم مؤخراً، ساهم بالقضاء على القاعدة بعدما كانت تنشط وتهدد مدن رئيسية، كما لفت إلى أن الحكومة تعمل على ترتيب الكثير من الأمور والملفات التي تشمل ترتيب أوضاع الحكومة ومؤسسات الدولة وتوفير مليارات الريالات وغيرها من التوجهات القادمة والمستقبلية التي تشمل زيارات ميدانية لعدد من محافظات البلاد.

وقال رئيس حكومة الشرعية الدكتور معين عبدالملك، إن عدن مدينة استثنائية في التاريخ والجغرافيا، وقلعة صيرة تشهد على كثير من المراحل التاريخية، وإن عدن مدينة معاصرة وينبغي التفكير لها بطريقة استثنائية، كونها وصمدت ودفعت ثمن الخلافات والصراعات وآن لها أن ترتاح قليلاً ويكون هناك حوار مع الأبناء ونخبها لتطويرها بشكل مختلف، بالاستفادة من ثروتها الكبيرة كموقع ومنشآت وفيها مصافي وميناء وهذا ما سيكون باذن الله.

واستطرد حديثه بقوله: هناك خطط تتطلب للاستقرار الأمني في عدن واليمن، وستلحق ذلك الاستقرار تنمية واستثمار، وإن تلك الخطط موجودة وبحاجة للإرادة والتنفيذ، كما أكد أهمية استقرار اليمن لتحقيق مصالحها مع الدول الأخرى على قاعدة المصالح المشتركة بينها وبين أشقائها، وأكد أن مرحلة الفوضى كانت لقوى هشة مصيرها الانهيار، وأن المرحلة الحالية والجديدة تتسع للجميع وسيتم خلالها ترتيب الأوضاع والمصالح المشتركة مع الأشقاء لبناء يمن آمن ومستقر فيه للدولة قوانين للاستثمار وقوانين تنظم كل شيء، وجدد التأكيد أن هذا لن يتم إلا باستيراد كل أدوات الدولة، وأن الموضوع لا يتعلق بحكومة مؤقتة قائمة بالدكتور معين عبدالملك أو غيره ولكن الأساس هو السلطات الشرعية.

وأكد أن الحمل ثقيل على الحكومة، ولكن لن يكون ثقيلاً إذا وجدوا رجالاً صادقون للعمل، وتم إحضار أفضل الكفاءات اليمنية للعمل، وإجراء إصلاح حقيقي، لأن هناك رجال جيدون في كل مرفق، وقال: هذا ما وجدناه خلال فترة عملنا بالحكومة منذ ثلاثة سنوات، ومحتاجون حماية وتواصل معهم وكيفية تنسيق العمل، وإن الحمل سيكون ثقيلاً لو كانت المسؤولية ملقاة على عاتق شخص واحد، ولكن في النهاية يجب تكاتف الجميع فهذه بلدنا والتضحيات المقدمة من شهدائنا هي من أجل يمن جديد وبناء دولة ومؤسسات وأمن ونظام وقانون ولا يمكن خذلان هذه التضحيات.

وأختتم الدكتور معين بقوله: 30 نوفمبر ذكرى استقلال عظيمة لليمن، ولكنها أيضاً ذكرتني بذكرى غالية علينا وهي ذكرى يوم الشهيد الإماراتي، وهي ذكرى لشهداء الإمارات، كما اتذكر أنه بعد يومين العيد الوطني للإمارات، وهنأ حكام وشيوخ الإمارات، تلك الدولة النموذج العربي والعالمي الاستثنائي في الإدارة، كما اتذكر دور الشيخ زايد حكيم العرب في بناء الإمارات كدولة حديثة قائمة على العدالة والنظام والقانون.