تحقيقات وحوارات

الجمعة - 14 ديسمبر 2018 - الساعة 06:52 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

استضافت قناة أبوظبي الفضائية، اليوم الجمعة، نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك، في البرنامج الأسبوعي "اليمن في أسبوع"، الذي يقدمه الإعلامي ياسر فيصل عبدالله.

وتحدث الشيخ بن بريك، خلال الحلقة بمشاركة كل من العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، والإعلامي وديع منصور، والتي رصد "عدن برس" كل ما دار فيها من نقاشات حول عدد من الملفات بينها أسباب تعرضه للاستهداف بأكثر من مناسبة من جانب حزب الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين، وحقيقة تعرضه لحالة تسمم وأيضاً إقصاء المجلس الانتقالي من مشاورات السويد.
 
وقال الشيخ هاني بن بريك: إن الاستهداف واضح وجلي، وابدأ من زيارتي إلى أوروبا، حيث أوضحنا سبب هذا الاستهداف، وفي مقابلتنا للمسؤولين في أوروبا كان الحديث حول دورنا بمكافحة الإرهاب، وباختصار شديد ذكرت لهم أن ما قامت به الإمارات العربية المتحدة عبر رجال الأرض من أبناء الجنوب وبالخبرات الإماراتية والدعم اللوجيستي الإماراتي بمحاربة الإرهاب، لم تقم به دول الغرب مجتمعة في منطقتنا طوال الـ 25 عاماً الماضية، ولكن قامت به دولة الإمارات ورجال الجنوب في الأرض وعلى رأسهم أكرمني الله أن أكون أنا واحداً منهم، ولهذا كان من الطبيعي أن يكون هاني بن بريك هو المستهدف والرأس المطلوب لهذه الجماعات الإرهابية ومن يقف خلفها، كما تعمل هذه الجماعات كأذرعة لخدمة التيارات الحزبية المعروفة وهي بكل صراحة ووضوح "حزب الإصلاح".

وحول اتهامه باغتيال الشيخ الراوي رحمة الله عليه، تحدث الشيخ بريك بقوله، أنا أجدها فرصة لتذكير أسرة الأخ راوي أن يتجنبوا الاستغلال والتوظيف السياسي بمقتل الأخ راوي، كما تواصلت عن طريق بعض الأقارب معهم وعرفنا منهم السبب خلف هذا التصعيد والزج باسمي في المظاهرات الأخيرة، وعلمنا أنهم تفاجئوا بوجود صورتي، وإنه لم يكن هذا من مطالبهم وخطتهم أن توضع صورة هاني بن بريك في المظاهرات، ولكنهم تفاجئوا بها وانها كانت من أشخاص لا يعلمون عنهم، وإنه كان حدود مطالبهم في هذا التجمع هو المطالبة بتسليم قتلة الأخ راوي، إذا كانوا فعلاً موجودين لدى الأمن، وأُثبتت عليهم اعترافات كما يُقال ويُشاع.

وتابع الشيخ هاني بقوله: كما علمت أن خلف هذه التحركات والإشاعات هو هاني اليزيدي مأمور مديرية البريقة بمحافظة عدن، وعندما علمت بالأمر راسلته مباشرة وكانت بيني وبينه مودة أثناء الحرب، وكنت مصدقاً أنه ترك الحزبية وانخرط بالحراك بكل صدق، وعاملته بمعاملة المقاتلين في الأرض أو المسؤولين عن بعض المجاميع معاملة الأخوة، وعندما راسلته قلت له "الله المستعان يا هاني اليزيدي، ما وجدت غير هاني بن بريك لتتخذه عدواً، وتحرض عليه لتنتقم من الإمارات التي انقذت حياتك وحياتي وحياة شعبنا وبلدنا وبهذا تكون قدمت لك الإمارات ما لم تقدمه الشرعية".

أما بشأن تعرضه لحالة تسمم، أكد الشيخ هاني بن بريك، أنه والحمدلله بصحة وعافية، وكان سيطلع مباشرة بعد إعلان تسممه ولكن نصحوه بعدم الخروج حتى يستمرون بكذبتهم، وقال بن بريك، إنهم الآن سيخرجون ويقولون لماذا وضع شعار عام زايد، وأنا في الإمارات وأبوظبي، وقلت من على أكبر قناة فضائية أوروبية هي (BBC)، أنا سعودي أنا إماراتي أنا جنوبي، واعتز بهذا وشعار الشيخ زايد وعام زايد أضعه على صدري شرفاً وأتشرف به ويضعه كل جنوبي محب للإمارات وصادق في محبة الإمارات.

وحول سر عداء الإصلاح للجنوب والإمارات، قال الشيخ بن بريك: الإخوان المسلمون، وأنا لا أحب اسميهم بهذا الاسم لأنهم "خوان المسلمين" كما قال مشائخ الدعوة السلفية، وهم الخونة لم يجدوا دولة كشفت عن عوارهم وفضحتهم وفتحت أعين كثير من الحكومات والدول العربية على خبث هذا التنظيم سوا دولة الإمارات، وهذا حزب قوما بُهت لا يذكرون الفضل والإحسان، وهم حزب توسعي مشروعه قائم على الحكم لكل الدول الإسلامية والتوسع لغزو الدول الغير إسلامية، فمن الطبيعي أن يكون الجنوب هدف لهم، كون خروج الجنوب عن حكمهم وسيطرتهم يخل بأساس المشروع الاخونجي التوسعي، ولهذا من الطبيعي معاداتهم للجنوب وهم الذين سيستميتون لبقاء الجنوب في حكم الشمال.

وأشار نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني، إلى أن شخصية هاني بن بريك كانت على مستوى المنابر والمحاضرات والدروس الشخصية مصادمة لهذا التيار الإخواني، وأنه دخل في المجلس الانتقالي الجنوبي وكان من قبل تأسيس المجلس، في تأسيس مجلس قيادة المقاومة الجنوبية واشترط حينها أن يكون قوام مجلس المقاومة لا وجود فيه لأي شخص له اتصال بتنظيم القاعدة أو له علاقة بحزب الإصلاح وهما شرطان من ضمن أربعة شروط لمجلس المقاومة شملت أيضاً أن يكون موجود في الميدان وتخلى عن حزبه، وأن عداء الإخوان للشيخ هاني، كونه قام بفصل المقاومة بفضل الله له من الارتباط بالقاعدة وحزب الإصلاح. 

وحول علاقة القاعدة وحزب الإصلاح ببعضهما، قال الشيخ بن بريك: يقول الشاعر "ولا يصح في الأذهان شيئاً إذا احتاج النهار إلى دليل"، وأنا أعطيك بالأدلة والإثباتات العابرة، إن كبريات شخصيات تنظيم الإصلاح مطالبة في الدول الكبرى كشخصيات إرهابية، وإن التمويل والتسهيل يتم عبر حزب الإصلاح للقيادات الإرهابية، وإن بعض قيادات حزب الإصلاح فجّرت فندق عدن ثم أوت إلى بيت أحد كبار قيادات حزب الإصلاح في عدن، وهذه مؤكدة ومثبتة وثم يُعطى له منصب عضو لجنة دائمة في المؤتمر الشعبي العام.

وذكر أن الشباب الذين تم الزج بهم في مواطن الصراع في العراق وسوريا وفي كل مواطن الصراع بالعالم، فان حزب الإصلاح وجمعية الحكمة هم من يرسلهم إلى هناك، كما لفت إلى أنه تحدث من مسجد ابن القيم على تغريدة يستغلها الاخونجية وأذنابهم مفادها أن هاني بن بريك سيصفي المساجد بمعنى سيقتل، لأن هذه ثقافتهم القتل، بينما هو قال "لا بد من تصفية المساجد التي هي أوكار لتنظيم القاعدة من هذا الفكر عبر تغيير الأئمة، لتصفية هذه المساجد من الأفكار الخارجية".

وأما بشأن إقصاء المجلس الانتقالي الجنوبي من مشاورات السويد، قال نائب رئيس الانتقالي الجنوبي الشيخ بن بريك: تحدثنا وحديثنا واضح، كما تحدثت في قناة فرانس 24، بان التحالف لم يأتِ لفك الارتباط وإعطاء الجنوبيين الاستقلال، وفي تدشين الجمعية الوطنية الجنوبية قلت إن استقلال الجنوب لن يأتي به لنا التحالف، بل سنأتي به نحن بأنفسنا، وهذه المشاورات قائمة أساساً على التفويض الذي مُنح للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، وغريفيث لم يُعطى له التفويض بالنظر في فك الارتباط وحل القضية الجنوبية، هذا كلامي أنا شخصياً، وإن حرص المجلس الانتقالي بخطاباته الرسمية وقيادات المجلس للحضور، هو عبارة عن قاعدة الموازين في الأرض.

وأضاف: نحن ملتزمون التزاماً كلياً وأدبياً وأخلاقياً، والجنوبيون أهل وفاء ولسنا أهل غدر ولا خيانة ولا في الليل ملكية وفي النهار جمهورية، ونحن ليلنا ونهارنا سواء نعامل التحالف العربي بكل نقاء، والتزمنا بالمشروع الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وهو القضاء على المشروع الفارسي والمشروع المعلن وهو استعادة الشرعية، كما نقول إن مجلسنا هو مجلس انتقالي يُمهّد لدولة جنوبية قادمة ولكن هذه الدولة الجنوبية لن تكون بفلتة ولا بغمضة عين ولا بضغطة زر، وهنا لا بد التمهيد لها وإعادة أجهزة الدولة وهذا كله لن يتم وهناك دولة غائبة ولا بد أن يكون في حضور دولة وأن يتم بسلم وسلام، ولكن بالمقابل الجنوبيون لن يرضوا أن يفرض عليهم أحد الوحدة بالقوة.

وتابع حديثه: أنا أقول كثيرون من يتحدثون بأنهم أنصار وهم بالحقيقة خُصّار، يريدون أن يدفعون بك ويزجون بك للصدام ولخسارة ثقة التحالف والمجتمع الدولي، وخطابنا الجنوبي السياسي ارتقى وصارت القيادة الجنوبية من النضوج والعقل والإدراك لكل ما يُحاك ويُدار أكبر من مجرد كاتب في فيسبوك ومغرد في تويتر، وأنا أقول دائماً لأخوتي وزملائي في القيادة لا يجب أن يؤثر علينا ذلك ونبعد عن السير الصحيح، وتصوير عدم حضور الانتقالي في مشاورات السويد أنه فشل، وأنا عن نفسي شخصياً لا أراه فشلاً، ولكن شرك فينا، بمعنى نحنا هنا على الأرض وأي مشاورات هناك تضر بشعبنا نحن غير ملتزمين بها، ولكن حضورنا سيكون كالمشرعن، مثل مؤتمر الحوار بصنعاء الذي شاركت فيه بعض القيادات الجنوبية مع أنهم رفضوا تلك المخرجات وخرجوا وانسحبوا منها، بينما البعض يصرون أن الجنوبيين حضروا الحوار وأن مخرجاته ملزمة لكل الجنوبيين.

كما أكد الشيخ هاني بن بريك بقوله: نحن مع الاتفاقيات في حدود ما يضع المخرج للقضية الجنوبية، وذلك بصورة مزمنة، ونحن لا نريد القول إننا نريد على طول فصل الجنوب، ونريد أن يتم ذلك عبر برنامج مزمن وآلية محددة، وأن يتم في ظل الدولة الواحدة حل القضية الجنوبية وعودة دولة الجنوب لأهله وسلامة الشمال بأهله وحفظ سلامة ومصالح الشمال، كما أريد أن أنبه لأمر وهنا أخاطب كل أصحاب المصالح في الشمال سواءً على مستوى البائع العادي وصاحب البسطة والعربية التي يجول بها في العاصمة عدن والجنوب، أو على مستوى أصحاب الوكالات والتجار الكبار، أنه لن تتضرر مصالحكم في الجنوب والذي سيتصور أنه بمجرد الانفصال سيتم طرد الشماليين، فأقول لهم هؤلاء مننا وفينا ولحم ودم وعرب، والذي يصور أن مصالح الشماليين ستضيع وأن وكالاتهم سيتم نهبها وممتلكاتهم ستضيع وأنه سيتم رميهم بقلاب إلى الشمال، أقول له هذا كلام يروجه حزب الإصلاح، بينما الأشياء السيادية تعود إلى الدولة، وأي شيء تم أخذه بغير حق سيًعاد النظر فيه، وما تم أخذه بوجه حق سيبقى كما هو عليه، وأما الأشياء التي سُلبت ونُهبت وأُخذت بغير وجه حق وبرشاوي وبلف ودوران وبامتيازات يضر بها الشعب سواءً في الشمال والجنوب، فهذه لا بد أن تعود لدولة صالحة.

وبخصوص الحديث حول عدم اعتراف بعض المكونات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، قال الشيخ بن بريك: تذكرت بعض الأسئلة الموجهة لنا عند زيارة بريطانيا والمانيا وفرنسا، وقلت للأوروبيين أنتم عندكم في النظام الديمقراطي نسبة 51 في المئة تعطي الأحقية في التمثيل، وأنا لا ادّعي أن الانتقالي يمثل الجنوبيين بنسبة 100 في المئة، وإنه لو بقي واحد وهو جنوبي في رأس جبل يقول أنا لست مع الانتقالي، فهذه النسبة تختل، ولكن سؤالي للأوروبيين كم هي نسبة الانتقالي في الجنوب هل هي 51 في المئة، وأجابوا بقولهم: لا هي أكثر بكثير، وقلنا لهم حينها إذاً خلاص أنتم منحتمونا الاعتراف والتفويض والتمثيل، ولفت إلى أن الجمهورية الفرنسية سواءً الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة ونحن الآن في الخامسة، قامت بثورة ولم تقم بانتخابات، وكان هناك من يريد الملكية تبقى ومن يريد لويس السادس عشر يبقى، ومع ذلك قلتم هذا خيار الشعب، فالثورة لا يأتي بها الصندوق ولا الانتخاب، وإن شئتم انتخابات فنحن حاضرون.

واستطرد حديثه قائلاً: أطلق سيدي الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، منذ فترة دعوة للحوار الجنوبي - الجنوبي، ونحن على ذلك ومصرين على ذلك، وثقوا ثقة كاملة أن أي جنوبي مع عودة الجنوب، وأنا لا أخفي سراً عندما أقول إن كلامنا مع سعادة المبعوث الأممي إن أي جنوبي يحمل القضية الجنوبية وعودة الجنوب، حياه الله يأتي معنا ولا يُشترط أن يكون بالمجلس الانتقالي، وتساءل بن بريك بقوله: فهل هذا فيه لوي ذراع والاستفراد بالمشهد كما يقول خصوم المجلس، أم هي سعة صدر المجلس واحتوائه للجميع.

كما قال: وأذكر من هذا المكان بالتحديد - استيديو قناة أبوظبي - عتبت على دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس مسألة تصويره الدائم بأن الجنوبيين لم يجتمعوا، وهذا لا يخدم أبداً الجنوبيين ولا قضية الجنوب، ولا حدث أبداً اجتماع في العالم بل في مر التاريخ، ولم يجتمع على الأنبياء وهم موحى إليهم من رب العالمين، حيث يأتي نبي يوم القيامة ومعه أكثر من واحد، بينما يأتي نبي ولا معه أحد وهو نبي مؤيد، فكيف بمجلس انتقالي أو مجلس أو مكون سياسي كان، أن تشترط أن يجتمع عليه الجميع.

وأما بشأن المجلس العسكري للمجلس الانتقالي، قال الشيخ بن بريك: إن المجلس الانتقالي تكوّن من قيادات في الأرض لها دور منذ عام 2007م وقبل 2007م، وأنا أتكلم عن المجلس الانتقالي ليس على مستوى الرئاسة فقط، بل على كل المجلس الانتقالي من الجمعية الوطنية والقيادات المحلية بالمحافظات وكل دوائر وهيئات المجلس الانتقالي الجنوبي، كما أعجبني قول أحد الكتّاب عندما قال إن المجلس الانتقالي لو أخرج فقط أعضائه بكل الجنوب الذين انتسبوا لهيئاته ودوائره رسمياً سيشكلون مظاهرة عظمى، وأكدنا من قبل أن الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي هو القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية وهاني بن بريك نائبه، وبالتالي المقاومة الجنوبية كلها على الأرض تحت قيادة هذا القائد وميدانياً تحت قيادة التحالف العربي وتحت خدمة عاصفة الحزم.

وأختتم نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك بقوله: لا توجد لدينا أي زيارة لدول عربية، كما لن تقدم لنا دعوات رسمية من جانب دول عربية لزيارتها، ولكن إذا وصلتنا دعوات من دول عربية لزيارتها فنحن مرحبين، كما قد نزور دول عربية وهي زيارات لعرض القضية الجنوبية لمراكز صنع القرار في تلك الدول.