تحقيقات وحوارات

الإثنين - 24 ديسمبر 2018 - الساعة 10:51 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / الخليج

طوال الأعوام الماضية، ومنذ أن دخلت الإمارات العربية المتحدة في اليمن كشريك رئيسي وبارز ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية واليمنيين في وجه انقلاب الميليشيات الحوثية الإيرانية، عززت الإمارات حضورها الإنساني الحافل في تطبيب جراح العباد والبلاد من خلال تقديم العون والإغاثة للمتضررين من حرب الحوثيين التي أكلت الأخضر واليابس وأوصلت اليمن إلى مستويات متدنية وغير مسبوقة في مختلف نواحي الحياة التي تمس بشكل مباشر الإنسان اليمني.

ضاعفت الإمارات عبر أياديها وأذرعها البيضاء والإنسانية، ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وجمعية أم الإمارات، في العام 2018 عطاءها الإنساني المرصع بالأعمال والمشاريع الخيرية الضخمة التي عادت بالنفع والفائدة على شرائح وفئات واسعة من أبناء الشعب اليمني، وذلك امتداداً لمسيرة الخير والعطاء وللأدوار الريادية الإماراتية في تقديم العون والإغاثة للمحتاجين في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بينها اليمن، منذ عهد الوالد المؤسس لدولة الإمارات رائد الخير والإنسانية الراحل المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

فقد نفذت الإمارات العديد من المشاريع الإنسانية منها الإغاثية والتنموية في اليمن، في 2018 عام زايد، تخليداً لذكرى القائد الفذ المغفور له الشيخ زايد، وتمجيداً لأثره وإرثه، وترسيخاً للقيم التي غرسها وعمل جاهدا لنشرها عبر مبادرات مبتكرة.

وفي أواخر ابريل الماضي، أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قرارها بتنظيم سلسلة من الأعراس الجماعية لحوالي ألفين و 200 شاب وفتاة من مختلف الفئات المجتمعية في ثماني محافظات يمنية، وذلك بتوجيهات ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتشتعل فرحة عارمة بين أوساط الشباب والفتيات بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، نظراً لأهمية المشروع الاجتماعي ومساهمته في إسعادهم وتخفيف معاناتهم المترتبة عن التكاليف الباهظة للزواج وإكمال نصف دينهم، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، بسبب الحرب الحوثية التي دمرت وشوهت الحياة اليمنية، وألقت بظلالها السلبية على كافة فئات وشرائح المجتمع ومنها فئة الشباب التي تشكل نسبة عالية بين أوساط السكان.

واعتبر الشارع اليمني، قرار "الهلال الإماراتي" خبرا سارا وخطوة من شأنها رسم الفرحة والبهجة والسرور على الشباب والفتيات الذين شملهم مشروع الأعراس الجماعية، وأسرهم وذويهم وكافة أصدقائهم وأحبابهم الذين شاركوهم الأفراح والمسرات.

وترجمت دولة الإمارات مشروعها الانساني، في حجم مساعداتها الإغاثية الضخمة المقدمة لليمن واليمنيين، وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني منذ شهر أبريل 2015 حتى ديسمبر 2018، نحو 18,06 مليار درهم (4,91 مليار دولار أمريكي)، استفاد منها ما يزيد عن 17 مليون يمني منهم 11 مليون طفل و3,2 مليون من النساء، وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في عدد من المحافظات المحررة وتوفير سُبل المعيشة والاستقرار في مختلف المجالات. كما شملت المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن 14 قطاعاً رئيسياً من القطاعات، وتضمنت 45 قطاعاً فرعياً، وهو ما يدل على شمولية هذه المساعدات واحتوائها لكافة مظاهر الحياة، وذلك بهدف المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في اليمن.

وبلغ إجمالي ما قدمته دولة الإمارات من مساعدات إلى اليمن منذ بداية العام 2018، نحو 7,838 مليار درهم (2,13 مليار دولار أمريكي) منها 1,840 مليار درهم (500 مليون دولار) تم تخصيصها لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018، كما حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لخدمة التتبع المالي "FTS" لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية والتابعة للأمم المتحدة، على المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني لعام 2018، كمساعدات تنفذ بشكل مباشر، وذلك نظير تقديم الإمارات مساعداتها الإنسانية لليمن منذ بداية عام 2018 حتى الخامس من أغسطس الماضي.

وتشهد شتى مجالات وقطاعات الحياة في اليمن، الحجم الكبير من المساعدات الإنسانية الإماراتية التي ساهمت في القيام بأدوار إستراتيجية وحيوية هامة في انتشال عدد من تلك القطاعات وإعادة الروح إلى قطاعات أخرى، وجميع تلك القطاعات مرتبطة بشكل رئيسي ومباشر بحياة مختلف فئات وشرائح المجتمع في عموم محافظات اليمن ولا سيّما المحافظات المحررة، وذلك يعد تجسيداً حقيقياً وجلياً للمواقف الإماراتية المشرّفة على الصعيد الإنساني، فضلاً عن الصعيد العسكري إلى جانب اليمن والشعب اليمني خلال محنة الحرب، وعكست تلك المواقف مدى أصالة وكرم وعطاء وسخاء الإمارات في سبيل نصرة وإغاثة المنكوبين بهدف التخفيف من المعاناة المتولدة عن الحرب التي أشعلتها الميليشيات الانقلابية الحوثية أداة إيران الطامعة لتنفيذ مشروعها التوسعي في خاصرة الخليج والمنطقة العربية.

فمنذ الوهلة الأولى لتحرير مدينة عدن من ميليشيات الحوثي، في منتصف يوليو 2015، وذلك في إطار عملية "السهم الذهبي"، نهضت دولة الإمارات بأدوار محورية واستراتيجية شملت تقديم الدعم العسكري لقوات الشرعية جيشاً وشرطة وتدريباً وتسليحاً حتى تحقق التحرير في مناطق عدة، وتزامنت تلك الانتصارات مع أدوار إنسانية إماراتية لا تقل أهمية ومكانة عظيمة عن الأدوار العسكرية، وذلك عن طريق جسور جوية وبحرية نقلت المساعدات الإغاثية والإنسانية من الغذاء والدواء ومستلزمات النهوض بالخدمات الأساسية في جوانب الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والثقافة والصحة والاهتمام بدور ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشاريع الخيرية للأيتام وأسر شهداء الحرب، كما برزت أيضاً المساهمات الإماراتية الفاعلة في إعادة الروح للمنشآت والمؤسسات الحيوية والاستراتيجية، وفي مقدمتها قصر معاشيق الرئاسي، ومطار عدن الدولي، ومشاريع بناء وحدات سكنية في سقطرى، وكذا المساهمة في بناء المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتخريج الآلاف من القوات في عدن ولحج وأبين والنخبة الحضرمية والشبوانية، كما اهتمت بتأهيل السلطة القضائية من أجل المساهمة في عودتها للعمل.

وحظيت المواقف والمساعدات الإماراتية، بإشادة وتقدير واسعين، عكستهما الآراء والمواقف الرسمية والشعبية في اليمن والتي أكدت أن الدعم الإماراتي ليس بغريب على أهل الكرم، بل يعتبر امتداداً للمواقف المشرفة وجهود ودعم دولة الإمارات لأشقائها منذ بداية عدوان الميليشيات الانقلابية، ولا أحد يمكنه ان ينسى ما قدمته الإمارات من تضحية بالدم والروح بالتزامن مع تقديم المساعدات الإغاثية ودعم الخدمات، وأن تلك المواقف والجهود الإماراتية مستمرة من خلال الأدوار الإماراتية الكبيرة في سبيل تخفيف معاناة الحرب عن السكان.

وأكد اليمنيون أنه كانت للإمارات بصمات واضحة وجلية في البلاد بمختلف المجالات والقطاعات، وأن الدعم الإماراتي الكبير ساهم في إنعاش الحياة خلال زمن قياسي، ويأتي ذلك امتداداً للعطاءات والتضحيات والدعم الإماراتي السخي والكبير المقدم من القيادة الإماراتية الرشيدة وأبناء دولة الإمارات البواسل، من أجل إغاثة السكان، وهو الأمر الذي يجدد التأكيد بصورة دائمة على مدى عظمة الإمارات وشعبها، ومواقفها المشرّفة والنبيلة ومشاعرها الإنسانية تجاه اليمن واليمنيين في مختلف جوانب ومجالات الحياة.

مواقف خالدة

وأشاد المواطنون اليمنيون بالإمارات التي اثبتت بالعمل الصالح وقوفها إلى جانب اليمن واليمنيين،حيث عملت منذ البداية على إرسال الجنود والعتاد العسكري جواً وبحراً لحسم معركة تحرير عدن من قبضة ميليشيات الحوثي، إضافة إلى إرسال الآليات والمعدات المخصصة لعودة نشاط وحركة الملاحة الجوية في مطار عدن الدولي لوضعها الطبيعي، واستئناف رحلات شركات الطيران العالمية وتنقل المسافرين من وإلى عدن بكل طمأنينة وسهولة ويسر، وتقديم المولدات الكهربائية لتعزيز ورفع قدرة توليد الطاقة الكهربائية، وغيرها من آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية والإنسانية وتشمل مواد غذائية وطبية لاحتواء تداعيات وآلام الحرب.

كما ثمن المواطنون اليمنيون المواقف والمساندة الأخوية من جانب قيادة دولة الإمارات والشعب الإماراتي الشقيق، وشددت الإشادات اليمنية على خلود تلك المواقف العروبية الأصيلة والمساعدات الإنسانية السخية والكريمة التي قدمتها الإمارات من خلال تنفيذ المشاريع الخيرية التي كان لها الفضل في تعزيز إرساء مداميك العلاقات الإنسانية والأخوية بين الجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكدوا أيضاً أن تلك العطاءات والتضحيات والمواقف الإماراتية المشرّفة قيادة وشعباً، خالدة في قلوب ووجدان اليمنيين الذين يعبرون عن جزيل شكرهم وامتنانهم للأدوار الإماراتية في معارك التحرير وعمليات الإغاثة والبناء وتطبيع الحياة العامة، معتبرين أن الإمارات كانت وما زالت من أوائل الداعمين لليمن منذ نشأة دولة الإمارات وحتى الآن، لتجدد دولة الإمارات تأكيدها بأنها ماضية في السير على النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تقديم المساعدات لكل محتاج، ومد يد العون لمن هم بحاجة له، حيث وصلت مساعداتها إلى شتى بقاع الأرض.