تحقيقات وحوارات

الأحد - 20 يناير 2019 - الساعة 09:29 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / عدن

في اغسطس 2012 تمت اقالة وزير النفط اليمني هشام شرف بعد تعيينه بأقل من ستة اشهر تحت مبررات غير واضحة اهمها بحسب المقربين من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ولاء شرف للرئيس السابق علي عبدالله صالح. الغير معروف للكثيرين ان الرجل حاول ان يبدأ فترته بعدد من الاصلاحات اهمها اعادة تقييم عمل مجموعة الشركات النفطية الدولية  التي تعمل تحت مسميات مختلفة لكنها في حقيقة الامر تعمل بالتنسيق مع قيادات عسكرية وقبلية مقابل حصص ونسب محددة يتم الاتفاق عليها مسبقا عبر وسطاء محليين.

وعندما هدد هشام شرف بايقاف عقد الشركة في اليمن تحرك الاحمر على عجالة وطلب من الرئيس اليمني اقالة الرجل بحجة قربه من دائرة الرئيس السابق صالح, وفعلا اصدر الرئيس هادي قراره بتكليف نائب وزير النفط بالقيام بعمل الوزير المقال، حينها كانت الحكومة تدار من قبل حزب الاصلاح الاسلامي او تجمع الاخوان المسلمين في اليمن عبر رئيس وزرائها باسندوة الذي تم ترشيحه لهذا المنصب بعد احداث 2011م اللواء الاحمر نفسه والشيخ حميد الاحمر احد حيتان الفساد النفطي والتجاري والقيادي المعروف في حزب الاصلاح في اليمن والمقيم حاليا في تركيا بعد انقلاب الحوثيين وفرار العديد من قادة الاخوان المسلمين من البلاد.

بعد عاصفة الحزم كانت OMV النمساوية اول الشركات النفطية التي تعود للعمل في شبوة تحت حماية اللواء الاحمر وجيشه القابع في مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء برغم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدد من المناطق الجنوبية من تهديدات الجماعات المتطرفة ومنها تنظيم القاعدة الذي لم يقترب يوما من مصالح الاحمر وشركاته واقتصرت هجماته على الجنود الحكوميين وعلى رأسهم قوات النخبة الشبوانية التي نجحت بشكل كبير في صد هجمات التنظيم الارهابي ومثل تهديد كبير لتحركات القاعدة في المنطقة.

من الواضح ان الشرعية اعادت انتاج منظومة الفساد السابقة ولكن بصورة اسوأ من السابق وفي مختلف المجالات مستفيدة من احتكار القرار السياسي على الرئيس هادي وحده والذي يقع تحت تأثير نائبه الاحمر وقيادات حزب الاصلاح الاسلامي.

بسبب عمليات النهب المنظمة للثروات النفطية وتهريبها بحماية قوات وشخصيات تعمل تحت مظلة الشرعية بدأت تظهر  مطالبات من الوجهاء والنشطاء والمقاومة الجنوبية في محافظة شبوة بإزالة مكاتب الفساد، وتسليم القطاعات النفطية لحماية أمنية جديدة، وممارسة الرقابة المحلّية، بالاضافة لتفعيل الشراكة المحلّية، وإخضاع كلّ المؤسّسات النفطية لمكتب النفط بمحافظة شبوة والسلطة المحلّية.

ازعجت هذه المطالب اللواء الاحمر وحلفائه في مأرب لتبدأ تحركات متسارعة وغامضة لعناصر تنظيم القاعدة الارهابي على الحزام الامني في شبوة الا ان قوات الحزام استطاعت صدها وضربها في معاقلها وشل حركتها.

بعد فشل الاعمال الارهابية ومحاصرة عناصرها بدأت تتحرك قوات عسكرية تتبع القيادة العسكرية في مأرب بقيادة نائب الرئيس نفسه ووزير الدفاع محمد علي المقدشي المقرب منه في مواجهة مباشرة مع قبائل شبوة وقوات الحزام الامني بغرض القمع ومواجهة المطالب العادلة لابناء المحافظة الذين عانوا لسنوات عديدة  قبل الحرب وبعدها من تهميشهم ونهب ثرواتهم بصورة منظمة لحساب نافذين.

واظهرت بعض الصور المسربة عن بعض الناشطين والشخصيات القبلية في محافظة شبوة عمليات بيع النفط مباشرة بصورة بدائية عبر قاطرات نفط محلية تضخ النفط عبر انابيب الى داخل سفن مجهولة على سواحل شبوة مما اعتبره الكثيرين عملية فساد وتهريب واضح.

المنطقة الان تتجه نحو مواجهات مسلحة بين قبائل شبوة وقوات عسكرية تابعة للواء الاحمر بغرض اعادة السيطرة على المناطق النفطية والغازية في شبوة.

اثارت هذه التحركات لقوات تنطلق من مأرب لمواجهة ابناء شبوة العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين اللواء الاحمر وقيادات تنظيم القاعدة التي مثلت عدد من مناطق مأرب الملاذ الآمن لهم منذ مقتل القيادي في القاعدة الحارثي المطلوب امريكيا بطائرات امريكية بدون طيار عام 2001م حتى مقتل الارهابي جمال البدوي في مأرب في يناير الماضي وهو المطلوب ايضا من قبل الولايات المتحدة بتهمة الاعداد والتخطيط والمشاركة في الهجوم على المدمرة الامريكية USS Cole عام 2000 في خليج عدن.

وتمثل محافظة مأرب التي يسيطر عليها اللواء الاحمر بجيش كامل مسلح معظمه من اعضاء حزب الاصلاح مستنزفا الدعم العسكري الكبير المقدم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية موقع استراتيجي للتحرك نحو شبوة ومنها الى حضرموت وابين حيث تتواجد وتنتشر الجماعات المتطرفة والتي حاولت خلال عاصفة الحزم السيطرة على ميناء المكلا عاصمة حضرموت المطل على بحر العرب والقيام بتهريب النفط وبيعه، الا ان عمليات عسكرية مشتركة قامت بها المقاومة الجنوبية واسناد ودعم ومشاركة اماراتية وبالتعاون مع الولايات المتحدة في طرد القاعدة وتحرير المدينة الساحلية من سيطرة التنظيم الارهابي عام 2015م.

وتشير بعض المصادر المحلية الى ان حزب الاصلاح الاسلامي او تنظيم الاخوان المسلمين فرع اليمن يقوم ببناء جيش كامل العدة والتسليح في محافظة مأرب اليمنية بعد هزيمتهم وتشتتهم من قبل ميليشيات الحوثيين في سبتمبر 2014 مما يعتبره العديد من الخبراء الاستراتيجيين تموقع جديد للاسلاميين المتطرفين قد يمثل خطرا مستقبليا على دول الجوار خاصة وان مدارس للجهاديين الاسلاميين يديرها احد المتطرفين يدعى ابو انس المصري تتوسع وتستقطب العديد من الشباب من داخل المحافظة وخارجها.

وبحسب الخبراء فأن الدور القطري يبرز في الخفاء لتعزيز وتمويل هذه التحركات بالتنسيق مع قيادات حزب الاصلاح المتواجدين في تركيا والقيادة العسكرية في مأرب خاصة وان القيادات الدينية المتشددة وابرزهم عبدالمجيد الزنداني الصديق المقرب لزعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن مقيدة تحركاته داخل المملكة العربية السعودية بعد لجوئه اليها فارا من بطش الحوثيين بعد اعلان عاصفة الحزم عام 2015.

وبحسب مصادر استخباراتية غربية فأن القيادة العسكرية في محافظة مأرب اليمنية تقع تحت المجهر الامريكي وما عملية استهداف جمال البدوي الا رسالة قد تتبعها رسائل اخرى اكثر صرامة.

ومن المعروف ان الفرقة الاولى مدرع التي كان يقودها سابقا اللواء الاحمر احتضنت جميع المجاهدين اليمنيين والعرب او ما اطلق (عليهم الافغان العرب ) العائدين من افغانستان منتصف التسعينات من القرن الماضي بل وان معظم المجاهدين العرب الذين رفضت دولهم استقبالهم حصل على الجنسية اليمنية وبقى في اليمن.

باريس - تقرير خاص - الوكالة الدولية للصحافة والدراسات (ايجيس)