عربي ودولي

الإثنين - 21 يناير 2019 - الساعة 10:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / وام


قالت نشرة " أخبار الساعة " إن المبادرات السبع التي أطلقتها اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، أول من أمس السبت، خلال اجتماعها الأول، تؤكد أن مسيرة التكامل الشامل بين الدولتين تمضي قدماً إلى الأمام في المجالات كافة، وذلك ترجمة لأهداف " استراتيجية العزم " التي تم إعلانها في يونيو من العام الماضي، وتسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وبما يسهم في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين.

وتحت عنوان "مبادرات مهمة ترسّخ الشراكة الإماراتية - السعودية " .. أضافت أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، ليس فقط لأنها تتطور باستمرار، وإنما لأنها تتسم بالشمول والتكامل في جميع أبعادها، وهذا يتضح بجلاء بالنظر إلى أهداف "استراتيجية العزم"، التي تسعى إلى تنفيذ مجموعة من المشاريع المشتركة لتوفير فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين، وهذا ما عبرت عنه بوضوح النتائج والاتفاقيات التي أسفر عنها الاجتماع الأول للجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي-الإماراتي، ما يجسّد حرص الدولتين على المضي قدماً بالشراكة الاستراتيجية إلى آفاق أرحب وأوسع، والعمل على تنسيق الجهود المشتركة.

وأوضحت النشرة الصادرة اليوم عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " .. أن المبادرات السبع، التي تم إطلاقها مؤخراً، تستهدف تعزيز التعاون بين الدولتين والارتقاء بمصالح الشعبين الشقيقين في العديد من المجالات، لعل أبرزها التعاون المشترك في مجال أمن الإمدادات وتنسيق الجهود في مجالات الأمن والسلامة، وإطلاق العملة الافتراضية الإلكترونية التجريبية، القائمة على تجربة تقنية " بلوك تشين" لإنشاء عملة رقمية موحدة بين البلدين واستخدامها بين البنوك المشاركة في المشروع بشكل تجريبي، والتعاون الجمركي لضمان انسيابية الحركة في المنافذ الجمركية بين الدولتين، وإنشاء منصة مشتركة تتيح للشركات السعودية والإماراتية المسجلة في المنصات المعتمدة من قبل الدولتين الاستفادة من المشتريات الحكومية المخصصة، وفتح المجال للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من البلدين للمنافسة والمعاملة بالمثل، والتعاون في مجال الطيران المدني من خلال السوق المشتركة للطيران التي تعتبر مرحلة متقدمة من مراحل التكامل الاقتصادي، باعتبار أن كلا البلدين من أكبر الاقتصادات في المنطقة، حيث سيكون هذا السوق من أكبر أسواق الطيران في العالم، وسينعكس إيجابياً على الناتج القومي لكلتا الدولتين، كما سيكون له أثر كبير في النمو الاقتصادي من خلال التقارب في التشريعات الخاصة بالطيران المدني بينهما.

وقالت إن في الوقت ذاته، تمتلك دولة الإمارات والسعودية كل المقومات التي تجعل منهما قطباً اقتصادياً مؤثراً على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تصل قيمة ناتجهما المحلي الإجمالي إلى أكثر من 1.2 تريليون دولار، كما تمتلكان أضخم المشروعات العمرانية والسياحية، وتتصدران قطاع الصناعات النفطية عالمياً، فهناك مشاريع واتفاقيات بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "أرامكو" السعودية للتعاون في التكرير والصناعات البتروكيماوية، وهي مشروعات تستفيد من نمو الطلب العالمي في هذا المجال.

وأشارت إلى نجاح الدولتين في تأسيس العديد من المشروعات المشتركة الحيوية في مختلف القطاعات، التي أتاحت العديد من فرص العمل، ليس فقط لأبناء الدولتين، بل لكل الشباب العربي أيضاً، ولهذا فإن الدولتين تقدمان تجربة متميزة في التكامل الاقتصادي.

وأكدت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي .. أن العلاقات القوية والاستراتيجية بين دولة الإمارات والسعودية، إضافة إلى أنها تصب في دعم وتعزيز المصالح المشتركة، فإنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ناحية، والأمن القومي العربي من ناحية أخرى، إضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، وخاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، كما تتوافق رؤية الدولتين حول مجمل قضايا المنطقة والعالم، وحرصهما المشترك على تنسيق الجهود العربية من أجل بلورة مواقف موحدة تنهي الأزمات والصراعات التي تشهدها بعض دول المنطقة، ولهذا فإن الدولتين تحظيان بتقدير القوى الكبرى، التي تحرص على التشاور مع قيادتيهما، والتعرف على رؤيتهما لطبيعة قضايا المنطقة وكيفية التعامل معها.