كتابات وآراء


الأحد - 24 نوفمبر 2019 - الساعة 06:37 م

كُتب بواسطة : أحمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


مخاض عسير لولادة إتفاق الرياض ، تنفس الشعب الجنوبي الصعداء بعد التوقيع على المسودة وما رافقها من مماطلة وتسويف بإعلان التوقيع الرسمي الذي تأخر بعض الوقت مما زاد طين التكهنات بلة.


اعتقدت كغيري من المتابعين وعامة الشعب بأن الفترة الزمنية الطويلة لحوار جدة وإتفاق الرياض كانت كافية وكفيلة لتقريب وجهات النظر وإختصار المسافات ، لم أتصور كغيري أن منصب محافظا لعدن ومدير أمنها سيكون بالصعوبة بمكان ، وأنه خلال مراحل حوار جدة وإتفاق الرياض لم يناقش هذا الموضوع بجدية للخروج رغم انه من بنودها الأولى ، بتوافق على شخصية تستحق عدن وعدن تستحقها.


أيها الرئيس المؤقت هادي ، أيها اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، لا مانع بأن يكون محافظ عدن من المجلس الانتقالي الجنوبي إن كان شخصية إستثنائية من الطراز الرفيع بهكذا مرحلة صعبة ، ولا مانع بأن يكون محافظ عدن من الشرعية اليمنية إن كان مشهود له بالنزاهة والكفاءة وقوة الشخصية والقرار.


عدن عانت كثيرا وآن لها أن ترتاح لبعض الوقت ، أهالي عدن عانوا هم الآخرين بما فيه الكفاية ، حتى ظن البعض بأنهم يسكنون قرية بصحراء الربع الخالي المقفرة الموحشة خالية من مظاهر الحياة ، لن تجد بعدن مكان تشعر فيه بالأمن والأمان و الاستقرار ، تمزق النسيج الإجتماعي وأنكشفت عورات المجتمع المدني الجنوبي ، زمن الطيبين صار من اساطير الأولين ، ونعيش اليوم زمن الفجار الفساد ( بتشديد السين ) ، إندثرت القيم والأخلاق والمبادئ إلا من القلة القليلة من رحمها الله.


طبقوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أنفسكم وبطانتكم تخرجون من جميع المأزق بسلام ووئام الإحترام :
رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه.


اليوم نشاهد من لايعرفون قدر أنفسهم يتزاحمون على المناصب وطلب المسؤولية وبضراوة من أجل سرقة المال العام والتنكيل بالشعب الفقير البائس ، غير عابهين بفشلهم وبفسادهم الذي أدى إلى مآسي وويلات وفقر وجوع ، إنهم يستثمرون معاناة ومأساة الشعب للإثراء غير المشروع دينيا وأخلاقيا ووطنيا بهكذا مرحلة صعبة وحرجة.


دائما ما تكون رغبات وتطلعات ومطالب الشعوب هي العيش الكريم وتوفير الخدمات ، مطالب الشعب السياسية ليست معناها رغبة بتقلد المناصب بقدر ماهي رغبة بالخروج من الوضع المتردي المزري وتوفير لقمة العيش الكريم ، ومتى ما وصل الشعب لقناعة تامة بعدم جدوى السياسيون سيخرج متمردا على الكل.


ولهذا أحذر واكرر من إنتفاضة قادمة ستاكل الأخضر واليابس في عدن والجنوب ، اليوم الشرعية و الانتقالي شركاء وحلفاء بالسلطة ، وعليهم تحمل المسؤولية بجدارة وحزم ، ما يحدث في بغداد وطهران وبيروت ثورات شعوب جاعت وخرجت دون موعد مسبق.