كتابات وآراء


الإثنين - 01 يونيو 2020 - الساعة 01:01 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


☆ قرار "الإدارة الذاتية "٠

- كنا في الفصل الأول قد وصلنا إلى الإستنتاج الجازم إن المسببات الإقتصادية (كما شرحت آنذاك) كانت واحدة من أهم (إن لم تكن الأهم) الدوافع والتي قادت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إعلان ال"الإدارة الذاتية" في مناطق الجنوب المحررة والواقعة تحت سيطرته والشروع وتولي زمام الأمور في المؤسسات والادارات الحكومية الايرادية عامة (الجمارك وأخواتها ومشتقاتها) والخدمية (الكهرباء والمياه) خاصة; وكل هذا على أن يطبق في مراحله الاولى في العاصمة عدن.

- ولكن إذا كانت مسببات قرار "الإدارة الذاتية " الجوهرية هي كما أسلفنا في الفصل الاول (إقتصادية بحتة), فلا بد وان سبقه طلب, من القائمين على إتخاذ (اصحاب) القرار في المجلس (قبل شهور, أسابيع, ايام من تاريخ إعلان القرار) الى الدوائر والادارات المعنية والمتخصصة بذاتها كالسياسية والإقتصادية على تقديم رؤيتها من خلال دراسات تأخذ بعين الإعتبار النواحي والمقومات والإمكانيات الإقتصادية والمالية المتوفرة على أرض الواقع حاضرا. على أن تتضمن هذه الدراسة/ الدراسات, من قبل المشار إليهم,الرأي والاستنتاجات والتوصيات فيما يخص توافق هذه الدراسات من عدمها في [إتخاذ قرار "الادارة الذاتية من عدمه"].

- ونفترض جدلا ان هذه الجهة والتي أسندت اليها المهمة قد قامت "بعملها المستجد والمطلوب, يسمى Due Diligence, وذلك من خلال اعدادها لدراسات علمية وعملية عميقة وجذرية ومستفيضة مدعومة بإحصائيات وأرقام عن جدوى Viability وفعالية وايجابية وامكانية الوضع المالي عام, وخاصة التدفق النقدي Cash Flow / Genearation في المؤسسات الايرادية الرئيسية مدعوما بدخول أقل حجما وأهمية من إدارات صغيرة. وان الإمكانيات المالية لهذه المؤسسات, مجتمعة, ستكون قادرة على مواجهة وتحمل وضمان ودفع كافة الأعباء والتعهدات المالية وخلافه, كما هي في الحاضر كما وكيفا, المستدامة منها كالرواتب والأجور الشهرية لموظفي الدولة (السلك المدني بكل فئاته والجيش والشرطة...) وشريحة المتقاعدين. إضافة إلى النفقات والصرفيات المتغيرة/ المتبدلة Variable كمطالب المؤسسات الخدمية المختلفة (الكهرباء بصفة خاصة) في توفير مواد اولية وخام. اضافة الى موسمية كقطع غيار وصيانة وإصلاح إلخ لضمان إستمرارها عملها وخدماتها إلى المواطن "بالحد الأدنى والمتواضع جدا".

-- كما وربما قد أضافت هذه الدراسات (في الحواشي) إلى قيادة المجلس إمكانية إسترجاع مبالغ كبيرة (بمليارات الريالات) من بعض قوى الفساد والقيادات والتي تدير بعض من هذه المؤسسات الخدمية والحيوية.

- ولعل افضل ما يمكن أن تكون هذه الدراسات قد وضعته تحت نظر أصحاب القرار هو تقديم عرض موجز ونهائي بصورة سيناريوهات Scenarios لحالات مختلفة تتكون في العادة من 3 مواقف وهي الآتي :

- سيناريو 1. وهو الوضع الافضل ممكن حدوثه بحسب تطلعات أصحاب القرار وتوقعات من قام بإعداد الدراسة / الدراسات والاستمرار في العمل به.

- سيناريو 2. الوضع الذي يختلف قليلا عن رغبات وتطلعات أصحاب القرار ويحيد نسبيا/ قليلا عن ما توقعته الدراسة/ الدراسات. ولكن يمكن تعديله/ مراجعته واستمرار العمل به.

- سيناريو 3. موقف ووضع سيء يختلف "كثيرا" عن ما هو مقرر ومرسوم. وهنا لابد أن يتخذ القرار بوقف العمل به مؤقتا أو بصفة فورية ونهائية.

- الآن وبعد نحو 40 يوما منذ إعلان "الإدارة الذاتية ", فإمكان أصحاب القرار بالمجلس "تحديد" ووضع الإصبع على السيناريو الفعلي والحاصل الآن على أرض الواقع أهو سيناريو 1 ام 2 ام 3 ? والعمل بما يجب عمله وتقتضيه الضرورة والمصلحة العامة.

- اما اذا كان المجلس الإنتقالي الجنوبي قد "اتخذ" على غير هذا التسلسل للأحداث والوقائع, فهذا شيء آخر وينطبق عليه "قانون "موريفي Murphy Law".

- الثقة مطلوبة ولكن الثقة "العمياء قاتلة".

- مع التمنيات بالنجاح والتوفيق لما فيه خير البلاد والعباد.

يتبع