كتابات وآراء


السبت - 22 أغسطس 2020 - الساعة 03:15 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب



لكل دولة فاشلة طريقتها بالفشل . وطريقتها بتبرير عجزها .. وحين لا تتطور الدولة فهذا يعكس قدرات من يتولون أمرها . والعقد الاجتماعي الذي تتأسس عليه الدولة الفاشلة هو عقد أمر واقع ، وليس إستحقاق . عجز الدولة وضعفها وفسادها وعدم اهليتها عن إدارة بلد , وإخراج شعب من محنته ، هو المصدر الأساسي لكل تراجع وإنهيار . وإذا كان تعريف الدولة المنهارة بانها هي التي تعجز عن القيام بوظائفها الأساسية ، فان تعريف الدولة الفاشلة المختصر هو : عندما تفقد حصرية إمتلاك القوة ، وحين تعجز عن تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها .
السواد الأعظم من مواطني الدول الفاشلة أو المنهارة يعانون من مختلف مظاهر الحرمان ، وكلما مر الوقت تزداد معاناتهم ، كما يفتقدون للعدالة الإجتماعية . وتعجز كل الحكومات تحت مضلة الدولة الفاشلة او المنهارة ، من تحقيق الأمن الغذائي والامن الصحي ، ولاتهتم كثيرا بمحاربة الفساد ، والتصدي للفوضى . وتؤدي سلسلة الإختلالات الهيكلية إلى تحول تلك الدولة لملاذ آمن للحركات والجماعات الإرهابية والإجرامية . بشكل عام الدول العاجزة التي ينخرها الفساد تنتج عنها حكومات عاجزة وفاسدة . حتى وإن كانت تسوق لنفسها أسماء مختلفة قد تبدو مقنعة ، كحكومة إنقاذ ، او كفاءات ..

* مجرد أسئلة :

هناك سلطتان في اليمن بحكم الأمر الواقع ، الاولى معترف بها دوليا ، والاخرى غير معترف بها ، ولا يبدو أنها تهتم كثيرا لهذا الأمر .. لكن السؤال هنا : ما نوع الدولة الراهنة في اليمن . وما التعريف الأدق الذي ينطبق عليها . هل هي سلطة شرعية ام دولة .
تحدد بعض التعريفات النظام السياسى على أنه الشكل الأخير فى بناء الدولة ، فماهو النظام السياسي في اليمن اليوم .
وهل هناك تعارض جوهرى بين الدولة والنظام السياسى القائم .
ثم ، ما هو المفهوم الذي يحمله اليمنيون عن الدولة ، وعن النظام السياسي . وماهي العلاقة التي تربط الحكومات اليمنية المتعاقبة بالدولة . وهل هناك أي مؤشرات لتوجهات بتحديد هذه العلاقة .