كتابات وآراء


الأحد - 15 نوفمبر 2020 - الساعة 08:43 م

كُتب بواسطة : صالح شائف - ارشيف الكاتب


قلناها مراراً؛ بأن الغموض في المواقف السياسية؛ هو الأب الشرعي للمفاجآت بأنواعها؛ وبأن غياب أو حجب المعلومات من قبل القيادات السياسية عن الرأي العام ومهما كانت الأسباب والدوافع أو المبررات التي تقتضيها السرية أحيانا؛ تجعل من عدم اليقين بصحة وصواب العمل السياسي المتعدد المجالات والمسارات أمرا واقعا لدى أبناء شعبنا؛ وهو ما يؤثر سلباً على مواقفهم وعلى همتهم وتفاعلهم مع مختلف الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية بصفة عامة وتحديداً في الجنوب؛ بالنظر لما آلت إليه الأوضاع وما أفرزته من نتائج تدميرية كارثية على حياة الناس وأمنهم وإستقرارهم النفسي والمعيشي؛ بل وأفقدتهم الأمل بقرب الغد الذي انتظرونه طويلاً وقدموا التضحيات الغالية والمتعددة الألوان على هذا الطريق الوطني المجيد.

ولقد ازدادت حدة الغضب وتوسعت دائرة الحيرة واليأس؛ وتنوعت وتعددت الأسئلة في الفترة الأخيرة والمتعلقة بموقف التحالف؛ والسعودية تحديدا من قضية تنفيذ إتفاق الرياض وهي الراعية الأول له؛ وبعد مرور أكثر من سنة على توقيعه؛ وهي التي تحتضن الشرعية اليمنية وبكل أجنحتها وتياراتها؛ وترصد وتراقب وتشرف على عملية تطبيقه في الميدان وما يصاحب ذلك من خروقات عسكرية جسيمة ومتتالية ويذهب بنتيجتها تضحيات وتسال الدماء وتزهق الأرواح ؟!

ويذهب الناس تبعا لذلك للتساؤل عن الموقف الحقيقي للمملكة من الجنوب وقضيته الوطنية العادلة؛ والذي يسوده مع الأسف الغموض المطلق تماماً؛ وإنعدام أية مؤشرات إيجابية لا تصريحاً ولا تلميحاً !!

وبالمقابل ؛ إن الناس لا يحصلون على ما يمكن لهم أن يطمئنوا إليه من المعلومات أو الحقائق ولو بالحد الأدنى بشأن أية مواقف إيجابية ولو ( مؤجلة ) تخص قضيتهم؛ وكل ما هو متاح لهم لا يتجاوز حدود التصريحات والبيانات التي تصدر عن قيادة الإنتقالي وهيئاته المختلفة؛ أو من قوى وكيانات أخرى؛ والتي تشيد بدور المملكة وتؤكد على الشراكة مع التحالف الذي تقوده في الحرب معها ضد الإنقلابيين في صنعاء؛ وأمر كهذا لا يمكن له أن يبعث الإطمئنان لدى الجنوبيين وبكل توجهاتهم السياسية وقناعاتهم الوطنية ولأسباب كثيرة؛ ولذلك فإن المصلحة الوطنية العليا تتطلب من كل قادة العمل السياسي والوطني مصارحة الناس بالحقائق وجعلهم بصورة الأمور وبطبيعة العلاقات القائمة مع دول التحالف؛ سلباً وإيجاباً ومن منظور المصلحة المشتركة لكل الأطراف؛ تجنبا لأية ردود أفعال عند الناس أو تداعيات محتملة بسبب هذا الغموض وغياب أو حجب المعلومات عنهم !!.