كتابات وآراء


الأحد - 25 أغسطس 2019 - الساعة 08:17 ص

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب


يتوهم الكثير ان معركة شبوة حسمت لصالح الاخوان وحلفائهم بشرعية المنفى وانتهى الأمر بعتق، ويحلمون أن القوات الجنوبية قد هزمت وأوقفت القتال ولن تقوم لها قائمة، غير ان الحقيقة مختلفة تماما لأنها ببساطة _ وكما أخبرني ذات القيادي البارز بالانتقالي عن معركة عدن _ لم تبدأ معركتها الحقيقة بعد في عتق، وإنما لاتزال تحشد قواها الضاربة وتعيد ترتيب أوراقها العسكرية وتدارس خطتها لحسم عسكري خاطف للمعركة بأقل الخسائر وأسرع وقت ممكن، رغم اعترافه واقراره بالمناسبة بتقدم قوات الفريق الآخر وتمكنها من استعادة سيطرة مؤقتة وانتشار مقنن في أكثر من شارع وموقع كانت تحت سيطرة قوات النخبة والمقاومة الجنوبية بشبوة، لغاية معينة وهدف عسكري مدروس رفض الكشف عنه ولم يقنعني بفكرته أو اي جدوى عسكرية من الانسحاب وتسليم مواقع وشوارع للعدو كي يتمركز بقواته ودباباته ومدرعاته فيها قبل الشروع بمواجهته.

لكن ما يمكن التأكيد عليه ان حقيقة المعركة الفاصلة والحرب الحاسمة لم تنطلق بعد، كون قوات الإنتقالي الجنوبي لن تستسلم او تقف عاجزة عن حسم تلك المعركة المصيرية لصالحها مهما كلفها الأمر من ثمن. نظرا لما تمثله شبوة من أهمية نفطية وموقع توسطي هام يربطها بثاني اهم المدن الجنوبية واكبرها وأهمها واغناها حضرموت التي ماتزال قوات الجنرال علي محسن الأحمر وحلفائه الاخونجيين تعوث في واديها فسادا وارهابا لا يمكن السكوت عليه او القبول باستمراره بالنسبة للقيادة الحضرمية نفسها قبل التحالف وقيادة الإنتقالي. سيما بعد ان سبق لمحافظها اللواء الركن فرج البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية أيضا ان أكد استعداد قواته النخبوية في الساحل وجاهزبتها لاستعادة السيطرة على الوادي وبسط سيطرة النخبة الحضرمية عليه وفق خطة جاهزة تنتظر فقط موافقة الرئيس هادي وقيادة التحالف عليها وتقديم الدعم اللوجستي النوعي لبدء تلك المعركة المنتظرة بكل تأكيد رغم تزايد الأصوات الحضرمية الداعية لضرورة تحييد حضرموت عن الصراعات والنأي بأهلها عن أي معارك تعكر صفو امنهم واستقرار ساحلهم المحرر.

شبوة معركة كسر عظم ورهان الجميع على عدم التفريط فيها أو ترك فرصة للآخر كي يهيمن عليها ولذلك سارعت كل الأطراف المحسوبة على شرعية الهزائم والمتعثرة في حسم اي جبهة لها مع الحوثيين منذ خمس سنوات إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة وبمختلف الاسلحة من مأرب والجوف ووادي حضرموت خلافا لأبين الفقيرة التي تركت لقمة سهلة للانتقالي للسيطرة عليها دون معركة حقيقة تذكر.

ومن هنا يمكن الجزم ان معركة شبوة ستطول ولن تحسم في غضون ٩٠ دقيقة ولا ساعة ولا ٩٠ يوما كما كان يتوعد اللواء أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية للانتقالي الجنوبي ولا تحتاج أيضا لضربات ترجيح كون حسمها لن يكون الا بانهاك احد طرفي القتال ووصوله إلى نقطة الاستسلام كما هي مؤشرات البروفات الأولية للحرب التي شهدتها عتق خلال الثلاثة الأيام الماضية.