كتابات وآراء


السبت - 31 أغسطس 2019 - الساعة 11:58 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- سيكون أمام الجنوب طريق إقتصادي طويل وشاق للنهوض والنمو والوقوف على أرضية صلبة ومنيعة. فبسبب الاقتلاع والتدمير الممنهج والذي استهل في العام 1994م, لكل أسس وقواعد الإقتصاد الجنوبي من قطاعات صناعية وتشغيلية وخدمية وإنتاجية إلخ وإنتزاع مقوماتها من قوى بشرية كفؤ ومتدربة وماهرة وذلك من خلال سياسات وقرارات متعمدة ومسيسة أسموها "االعمالة الفائضة". وقد أدى هذا الوضع إلى تسريح الآلاف من الكوادر الجنوبية المؤهلة والتي كان باستطاعتها العمل الدؤوب والإنتاج الناجح في مجالات تخصصها لسنوات طويلة قادمة.

- وتحت ذريعة برامج الإصلاح الاقتصادي تم خصخصة هذه القواعد الإقتصادية وبيعها بأثمان بخسة الى القطاع الخاص والذي كان في أغلبه, إن لم بكامله, ينتمي إلى غير الجنوب والذي أعاد دورتها وتشغيلها كما كانت دون ضخ استثمارات رأسمالية فيها تزيد من إنتاجها وترفع من مستوى جودتها كما هو المتطلب المرجعي لأية عملية خصخصة تتم على الأسس المتعارف عليها.

- وعلى مراحل وخلال فترة الربع القرن الماضية تلاشت وغابت ملامح النشاط الإقتصادي في الجنوب وأصبح كل احتياجاته الأساسية والكمالية تأتي من الشمال او من الخارج.

- حتى القواعد والمعالم الإقتصادية الجنوبية الحيوية كميناء عدن ومطارها ومصفاها لم تسلم من موجة التعطيل والتخريب والهدم. وكلنا على معرفة وعلم بما هو الوضع الراهن لهذه المرافق الإقتصادية الاستراتيجية والهامة مقارنة إلى ما قبل 1994م.

- وجنب إلى جنب, تم دك وإهمال البنية الأساسية الخدمية كالكهرباء والماء والطرق والصحة والتعليم إلخ وأصبح المواطن لا يلقى الحد الأدنى من احتياجاته او متطلباته منها.

- وأخيرا, ولعله الأهم (والاصعب) هو ما عملت عليه الأنظمة التي كانت تستخدم وتشتغل من تغيير سلبي ومفزع وغير مسبوق في أخلاقيات ومعاملات المواطن أساسه فساد قذر عام وشامل في كل أوجه التعامل المؤسسي والمجتمعي.

- المستقبل الذي امامنا سيكون بإذن الله مشرق ومفعم بالآمال الواعدة. ولكن علينا من الآن وضع الأسس والمخارج وبمشاركة الإخوة المخلصين من التحالف, والتي ستوصلنا إلى أهدافنا بأقل قدر من الضرر والخسارة.

* آخر الكلام: وما استعصى على قوم منال ... إذا الإقدام كان لهم ركابا.