كتابات وآراء


الخميس - 26 سبتمبر 2019 - الساعة 06:31 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب



"معاشي الشهري لا يتعدى الـ 25 مليون ليرة بعكس ما يشاع وكنت أتقاضى في "ميريل لينش" أكثر بأضعاف من راتبي اليوم"...
رياض سلامة - حاكم (محافظ) مصرف لبنان المركزي.

- في أقل من ثلاث سنوات تشندق باب البنك المركزي اليمني ليدخله وليجلس على كرسيه 5 محافظين;قبل الأخير والحالي لم يستمر أكثر من 6 أشهر.
- ومنذ تولي هولاء الخمسة مناصبهم خلال هذه المدة القصيرة (في عالم المال والإقتصاد ) لم يطرأ أي تحسن يذكر او ملموس في مؤشرات الإقتصاد والمال ,بل على العكس وتدريجيا ساءت الأمور والتي كان على رأسها تدهور سعر صرف العملة الوطنية وتضخم غير قابل للإحتواء وبطالة عالية وغير مسبوقة وارتفاع في الاسعار سرقت في ضوء النهار قوة المواطن الشرائية ودفعت بهم إلى حافة الفقر المدقع. .كما تدهور أداء القطاع المصرفي وتقلص نشاطه إلى درجة فقدان ثقة ومصداقية زبائنه وعملائه وعلاقاته بالبنوك والمؤسسات المالية الخارجية,المراسلة على وجه التحديد.
- ولكن أستطاع ونجح إثنين من هولاء الخمسة في وضع بصماتهم (توقيع) على ورقة النقود (البنك نوت) وذلك عند تم طبع تريلونات من الريالات دون غطاء نقدي والتي أسهمت وسرعت في تدهور القوة الشرائية وسعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي.
- اما ما يخص الوديعة السعودية,حمأ الله أرض الحرمين الشريفين من كل شر واذى وسوء ومنقلب ومدبر, ووظيفتها الإنسانية والنبيلة فقد تم إستخدامها ك "شخشيخه" (بحسب المصطلح المصري) دعاية واعلام من قبل قيادات المركزي.
- وعليه وفي مثل هذه الظروف فقد البنك المركزي قدرته على بسط سلطاته على خارطة جغرافياته المالية مما مهد ل"قوى" السوق بأخذ زمام المبادرة والتحكم بمجريات الامور الإقتصادية (إستيراد / تصدير) والمالية (تحديد سعر صرف/بيع وشراء العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي , قبول ودائع مالية... إلخ ).
- وقد انكف جميع هولاء الخمسة المحافظين ومن لحظة تعينهم على العمل على بذل الجهد في موضوع "وقف تدهور العملة الوطنية " وكأن هذا الشق هو "المهمة" اليتيمة المناطين بها ك"محافظين". وللقدر, فقد أشيع أن بعض من هولاء قد شارك في عمليات "تربح" بمليارات الريالات من خلال عمليات "مضاربة" بسعر صرف العملة.
- وبناء على ما تقدم,ومن خلال السطور التالية نعرف بكل فخر واعتزاز عن شخصيةإقتصاديةومالية عربية ونوجز اهم منجزاتها ونجاحتها منذ تعينها واستلام زمام وظيفتها. إنه معالي السيد رياض سلامة (يوليو 1950م) حاكم (محافظ) بنك لبنان :
- ثقة مهنية وحرفية يتمتع بها السيد سلامة. وكل ما يصرح به هو واقع ملموس وليس من فراغ أو فقاعات إعلامية ; بل يؤخذ على مأخذ الجدية من قبل المعنيين في مجالات الإقتصاد والمال على النطاق الإقليمي.
- هذه المكانة والقدرة الإستثنائية والنادرة ,قولا وعملا, والتي يتحلى بها السيد سلامة سهلت تنفيذ وتطبيق مهام ووظائف البنك المركزي اللبناني كبنك الدولة(طبع النقود ,سياسات مالية ونقدية ,المحافظة على سعر صرف العملة...إلخ ) بصورة عامة ورسخت وبقوة كونه ودوره كبنك البنوك في الدولة اللبنانية.
- كل هذه الإنجازات والنتائج الحافلة تتحقق وتدرك برغم العواصف والمخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية والمذهبية التي عصفت وما تزال تعصف وتمر بها لبنان على المستوى الإقليمي.
- إقتصاديا, تعتبر لبنان إحدى أكبر دول العالم مديونية إذ يبلغ دينها العام نحو 85 مليار دولار أمريكي اي ما يقارب 150 % من ناتجها المحلي الإجمالي (GDP ); وبرغم هذا, يدير السيد سلامة هذا الوضع (إدارة الدين العام) بكفاءة عالية أبقت تصنيف لبنان الائتماني على المستوى الدولي دون تدهور او انخفاض(استطاعة طرح سندات تمويلية حكومية داخل وخارج لبنان).
-كما نجح في زيادة احتياطيات لبنان من النقد الأجنبي ليصل إلى مستويات مشجعة (38-40 مليار دولار) توازي تلك التي لدى مصرالغالية برغم كبر إقتصادها بست مرات عن حجم إقتصاد لبنان .
- على مستوى العملة اللبنانية (الليره), فقد استطاع البنك المركزي اللبناني (بنك لبنان) تحت قيادة السيد رياض سلامة الحفاظ على سعر صرف الليرة اللبنانية شبه مستقر(تذبذبات هامشية ) مقابل الدولار لقرابة 3 عقود من الزمن.
- بسبب وجود السيد سلامة على كرسي بنك لبنان استمرت وتيرة تدفق تحويلات المغتربين اللبنانيين في الخارج إلى القطاع المصرفي اللبناني مما دعم استقرار وديمومة بقاء ونشاط هذا القطاع المهم والإستراتيجي وبالتالي خدماته للإقتصاد اللبناني بكافة ومختلف قطاعاته.
- نجاحات وتفوق السيد سلامة مسبباتها بالدرجة الأولى هي ك "لبناني مخلص لوطنه" . كما هي محصلة مؤهلاته وخبراته الجامعة والشاملة, الأكاديمية والميدانية (لدي بنك ميريل لنتش العالمي) والفنية في مجال مهامه ووظائفه. وهي بالتأكيد لم تاتي وليست بسبب انتماتئه لحزب او قبيلة او جماعة أو جهة أو شخص.
- السيد رياض سلامة يعتبر اطول محافظ لبنك مركزي خدمة في العالم العربي,وربما العالم.فهو على كرسي بنك لبنان لنحو 26 عاما (أغسطس 1993م).
- وطوال هذه الفترة (نحو 3 عقود) رفض عدة عروض لتولي مناصب سيادية رفيعة في الدولة اللبنانية.
- نترك لكم أن تقارنوا بين سجل السيد رياض سلامة الحافل وذاك للخمسة الذين مروا على البنك المركزي اليمني مرور الكرام.... ببابه المشندق...
- ولربما السادس..... بالطريق!!!

آخر كلام: لعل من حسن حظ النائب الحالي أن عمل/ويعمل لثلاثة محافظين على التوالي وهي حالة مهنية نادرة الحدوث.


محمد نجيب