كتابات وآراء


الجمعة - 08 مايو 2020 - الساعة 10:24 م

كُتب بواسطة : أحمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


خطوة قد يعتبرها البعض مغامراتية متسرعة ، وأعتبرها أنا خطوة جهنمية ومدروسة ويتم تطبيقها بإتقان تام حتى اللحظة ، خطوة لو إستمر تتفيذها دون أخطاء أو هفوات ستكون بمثابة أخر مسمار يدق بنعش الشرعية اليمنية المهترئة ، أو القشة التي طالما إنتظرناها طويلا لتقصم ظهر الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح المسيطر على القرار الرئاسي.

هناك عدة أسباب ستجعل من خطوة الإدارة الذاتية للجنوب مؤلمة وقاسية وقاصمة للشرعية ، وستعجل من إنهيارها إذا لم يطبق إتفاق الرياض فورا:

إنهيار أسعار النفط عالميا وإنعكاسه الكارثي على المورد المالي الرئيس للشرعية الهادوية ، مرور المملكة العربية السعودية بأزمة مالية خانقة وإعلان حالة التقشف على مستوى المملكة وخارجها ، تمر المملكة بمرحلة لم تشهد لها مثيل منذ تأسيسها سينعكس سلبا على حجم الدعم المالي المقدم من اللجنة السعودية الخاصة للشرعية وجميع رعية اللجنة.

تحويل جميع أو معظم موارد عدن المالية إلى حساب إيراد عام جديد وبعيدا عن سطوة وسيطرة الشرعية الهادوية لدى البنك الأهلي التجاري أو غيره ، يعني فقدان الشرعية لآخر مصدر مالي لها ، وسينعكس ذلك سلبا على كل ما هو مرتبط ماليا بالشرعية محليا وإقليميا ودوليا ، لا ينكر أحد أن جزء كبير من الإيرادات العامة لعدن كان يتم المضاربة بها لشراء عملات أجنبية وتحويلها للخارج بعد وقبل إنهيار أسعار النفط عالميا.

إغلاق بزبوز عدن المالي سيسرع بهزيمة قوات مأرب الإخوانية ومن شايعهم من الجنوبيين بشقرة بعد تجفيف منابعهم المالية التي كانت تصلهم من عدن عبر شركات الصرافة والتحويلات المالية ، جميع المناطق العسكرية للشرعية وتحديدا بالمناطق الشمالية وسيؤن ستعاني كثيرا من ضائقة مالية قد تعجل من إنهيارها التام.

أصبحت مأرب الإخوانية ومنفذ الوديعة العائل الوحيد للشرعية الآن ، هل سيضحي عرادة السلطان بما جناه طيلة الستة الأعوام الماضية أم سيتمرد هذه المرة أيضا.