تحقيقات وحوارات

الخميس - 13 سبتمبر 2018 - الساعة 04:42 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / حوار: سحر نعمان

أجرى موقع "عدن برس" الإخباري الإلكتروني، حواراً مع السياسي الجنوبي البارز علي نعمان المصفري، حول المستجدات العامة، وجهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، لحل الأزمة اليمنية، كما تحدث حول الجهود السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في سبيل استعادة دولة الجنوب. 

إليكم نص الحوار:

1 - في ظل المستجدات الحالية على الساحة اليمنية .. ماهي وجهة نظرك حول ما يدور بشكل عام؟

ج - الحرب يزداد سعيرها في اليمن في ظل جمود المشهد السياسي وتعقد المشهد العسكري، وهو الأمر الذي خلق وضعاً معقدا للغاية نتيجة عدم قدرة أي طرف من تغليب كفته على الآخر، ما أحدث رخوة استثنائية عطلت كل جهود العملية السلمية، وأدخل وضع اليمن والجنوب تحديداً في وضع كارثي استفادت منه أطراف في الشرعية بتحولهم إلى أمراء حرب واستنزاف واضح للتحالف العربي لعدم وضوح خريطة التحالفات لاستثناء المقاومة الجنوبية في الأهداف الإستراتيجية والاستفادة منها تكتيكاً، وكذلك هو ما جعل القوى الانتهازية اليمنية من أقصى اليمين إلى اليسار تستثمر إمكانات التحالف وجهود المقاومة الجنوبية بتحرير أجزاء واسعة في الجنوب وتحرير الساحل الغربي بدماء جنوبية وبعض من التحالف العربي.

وهذه الانتصارات استحوذت عليها أطراف الشرعية ووظفتها لصالحها وخصوصاً العناصر الانتهازية في أحزاب اللقاء المشترك وأولهم حزب الإصلاح الأواني وبقايا مخلفات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهذا الوضع المرتبك جمد كل جبهات الاشتباك ضد الحوثي التي يقودها حزبي الاصلاح بقيادة علي محسن الأحمر وبقايا الموالين لعفاش منذ بداية الحرب وتقوقعهم في ما يسمى بجمهورية مأرب الاخونجية والمنطقة العسكرية الأولى ومناطق الثروة دون أية تحرك للتحالف العربي تجاه ذلك وبقت الحالة حتى اللحظة بينما جبهات الاشتعال لمواجهة الحوثي جنوبية ١٠٠٪.

ولم يتحرك التحالف العربي لتطبيع أوضاع الجنوب بإعادة بناء مؤسساته منذ التحرير غير بناء أحزمة أمنية وألوية متعددة، كان لها أن تكون أكثر فاعلية في تكامل العناصر الأمنية والعسكرية في إطار موحد مع إدارة اقتصادية خدمية تفضي إلى إحداث نقلة نوعية بتطبيع الحياة للسيطرة كاملة على وضع الجنوب وبالتالي يستفيد شعب الجنوب من ذلك بعودة مؤسسات دولته ويستفيد التحالف بتغطية ظهره جنوباً لتأمين الأمن القومي لهم من جانب وتعزيز السلم المحلي من جانب آخر لتسهيل إمداد الجبهات شمالاً ومواصلة تحقيق انتصارات الجنوبيين وعزل القوى اليمنية عن التدخل بالشأن الجنوبي ويبقى الجنوب رهن الجنوبيين وبمؤازرة التحالف العربي وقطع يد القوى الإقليمية في الجنوب وخصوصاً حزب الإصلاح الاخواني.

وهنا، كان من الممكن أن تتجه الأحداث إلى مسارين الأول عسكري على الأرض، والثاني سياسي يفرض على الحوثي بالتوجه إلى العملية السياسية، ومن جانب آخر وهو الذي تم إهماله كان سيرتفع دور مشاركة شعب الجنوب إلى مستوى الاستحقاقات السياسية كطرف فاعل في معادلات الحل السياسي وليس مجهول حتى هذه اللحظة لغياب خارطة طريق واضحة بين القوى الجنوبية الاستقلالية الجنوبية منذ بدء مشاركتهم في عاصفة الحزم فجر ٢٦ مارس ٢٠١٥ وحتى اللحظة.

واليوم ومن خلال معطيات الواقع السياسي لتجاهل الإقليم والمجتمع الدولي لقضية دولة الجنوب ووضعه الكارثي بدليل ما ظهر على السطح حتى اللحظة في جهود المبعوث الدولي السيد مارتين جريفثتس بعدم اعترافهم بالقوى الفاعلة على الأرض ومكونات الحراك السلمي ومنه الانتقالي وتم حصر العملية السلمية بين طرفي الشرعية الضائعة والتي هي أساساً غير حاضرة في المشهدين السياسي والعسكري وطرف الحوثي فقط، ما دفع بالوضع جنوباً إلى مزيد من التعقيد وتعطيل الحياة فيه.

وخلال ثلاث سنوات عملت ما تُسمى بـ"شرعية الفنادق والنهب والفساد"، على تكثيف جهودها ليس لتحرير صنعاء بل لمحاربة الجنوب في كل مجالات الحياة وهدم كل ما هو قائم جنوباً بما فيها الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية، حتى وصل الجنوب إلى وضع كارثي لا يُحسد عليه مقارنة بما هو في مناطق سيطرة الحوثي وتحول الحرب إلى الجنوب عنوة في ظل وقاحة نادرة من قِبل الشرعية وليس آخرها بإقدام المدعو أحمد بن دغر، يوم الإثنين الماضي، من العاصمة السعودية الرياض، على اتهام الحراك الجنوبي بأنه إيراني ونسى أنه لولا الحراك الجنوبية ومقاومته الباسلة لما كان يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة ولا يتواجد لثانية على أرض الجنوب الطاهرة.

وفي ذات السياق هبطت قرارات عاصفة الحزم على أرض الجنوب بعد شهرين من الصمود البطولي للمقاومة الجنوبية الأسطورة، ليختلط الدم الجنوبي مع الإماراتي والسعودي، ويعود تأخر الحسم العسكري لعدة أسباب منها، أن الشرعية وهشاشة تحالفها مع التحالف بحيث تحولت إلى بؤرة ارتزاق دون تحقيق نصر يذكر، وكذلك تواجد حزب الإصلاح وعلاقته بالاخوان إقليمياً ودولياً حوّل الصراع إلى صراع ضد الجنوب لنقمة ثأرية تواصلاً مع حلفاء حرب ١٩٩٤ لتطويقه عن الخروج إلى دولته المستقلة، وفي ذات الوقت تصفية حساب مع الإمارات والسعودية لمزيد من الاستنزاف، وذلك بلعب حزب الإصلاح مع بقية حلفاء اللقاء المشترك دور انفصامي أخرج مسارات العمليات العسكرية عن مسارها بل وعمل على تجميدها والاستحواذ على مقدرات التحالف العربي ومساعداته وكذا القدرات الاقتصادية المحلية بنموذج مناطق سيطرة الإصلاح وحلفاءه وتحديداً تعز ومأرب وبقية مواقع الثروة الجنوبية بتواجد مباشر لقوات علي محسن الأحمر وألوية تابعة لعفاش لم يستهدفها التحالف حتى اللحظة وكانت مصادر لداعش والقاعدة المنتشرة في الجنوب، وهو الوضع الذي حصل بسقوط ساحل حضرموت لمدة عام ومناطق مختلفة في الجنوب ومنها بعض أجزاء في عدن وأبين وشبوة ولحج، وأخيراً تصادم الجنوب والتحالف في الأهداف الاستراتيجية وتوافقهم بالتكتيكية حيث وأن الجنوب أصبح منطقة مفتوحة لأبناء الشمال وكل من هب ودب مع قواتهم وميليشياتهم وخصوصاً قوات الحرس الرئاسي.

2 - بعد متابعتك لمساعي وتحركات المبعوث الأممي غريفيث، في إطار محاولاته لإيجاد حل لوضع اليمن، هل تعتقد أنه يتحرك بشكل ممكن يصل إلى حل للأزمة اليمنية وهل سيستطيع إيجاد حل للقضية الجنوبية بشكل خاص؟

ج - السيد مارتن غريفيث في إحدى إحاطاته المقدمة لمجلس الأمن الدولي بدا متفائلاً لإيجاد حل سياسي، لكنه قام بتصفير العداد بعيداً عن مرجعيات ما تُسمى بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات ما يُسمى بمخرجات الحوار اليمني وقرار 2216، واتكئ على أرضية واقع ما بعد 26 مارس 2015 مقتربا بالإعتراف الرسمي بواقع سيطرة الحوثي، ولهذا وضع مرحلتين لمبادرته الأولى فيما يختص بالحديدة وإشراف الأمم المتحدة عليها بما يتضمن الميناء أيضاً وبقية الموانئ الصغيرة المجاورة، المخا والصليف وعلى أن تتحول كل الإيرادات إلى البنك المركزي اليمني صنعاء مع استمرارية تدفق الإغاثات الدولية، وهو الأمر الذي يعني رافد مالي تجاري تضمنه الأمم المتحدة هذه المرة لخدمة نظام الحوثي وإنقاذه من الضائقة الاقتصادية المالية الصعبة جرّاء الحرب والانهيارات المتتالية الكارثية التي حلت بالبلاد والعباد وانهيار العملة المحلية الريال وقيمته بما يعادل 70% تقريباً، وهذا ما يعطي الحوثي نفس أطول لمواصلة الحرب.

أما المرحلة الانتقالية الثانية التي يراها المبعوث الدولي جريفثتس أنه حصر المحادثات بين ما تُسمى الشرعية ويعنى بذلك حزب الإصلاح المسيطر عليها وبين الحوثيين وهنا قام بعزل التحالف نهائياً، بحيث يبقى دور الإمارات والسعودية خارج المعادلة الرئيسة وهي الخطة التي تدفع بها دول إقليمية منها إيران وقطر وتركيا لجانب الإخوان المسلمين ومن تحت الطاولة توجد أجندة غير معاني عنها بتوافق الحوثي وحزب الإصلاح للعب دور محوري في اختطاف الحكومة التوافقية القادمة، وهو بالنتيجة يعني تقوية دور وسيطرة ونفوذ لإيران ومشروعها بدعم قطري تركي بمعنى استكمال حلقة النفوذ على مضيق هرمز وباب المندب ولكن هذه المرة تحت مظلة الأمم المتحدة.

والجانب الآخر بما يتعلق بالقضية الجنوبية لم يقترب جريفثتس منها ولو شبراً واحداً، مؤكداً على ذلك في أنها يمكن النظر إليها في المرحلة الانتقالية ضمن اليمن الواحد، وفي لقاءاته في لندن وغيرها ابتعد جريفثتس عن مكونات الحراك الاستقلالية بما فيها المكون الأكبر المجلس الانتقالي والسبب يعزى لعدم فرض مكونات الحراك سياسة الأمر الواقع ولم يتم حتى الاتفاق على خارطة طريق إلى استعادة دولتهم مع التحالف وهذا الضعف جعل القضية الجنوبية بعيداً عن متناول أبناء الجنوب ومقاومته وأعطى فرص للقوى اليمنية الحاقدة على شعب الجنوب في تحالف حرب 1994، وأعطاهم مساحة كبيرة لاستغلال دعم التحالف العربي للشرعية ومن جانب آخر الدعم الإقليمي السخي لحزب الإصلاح للقيام بتعطيل تطبيع أوضاع الجنوب بعد تحريره واستمرار سياسة التجويع وتردي الخدمات وتدمير البنية التحتية وتعطيل استعادة مؤسسات دولة الجنوب، الأمر الذي أوصل الجنوب إلى حد الكارثة الإنسانية وما نراه اليوم في واقع الحنوب هو إنما نماذج تعطي الدليل إلى ما ذهبت إليه.

ولهذا الحل بيد الجنوبيين لا غير من يقدر يفرض واقع تحرره، ولو فقط أعلنوا تحركهم للعودة من الجبهات وخصوصاً الساحل الغربي وتحرير بقية مناطق الجنوب وفرض سياسة الأمر الواقع، متأكد وبدون تردد من أن الكل سيذهب إلى الاعتراف بدولة الجنوب وهو الوضع الذي يجب التقاطه من قِبل مكونات الحراك الاستقلالية وأولهم المجلس الانتقالي الجنوبي والخروج من دائرة الشعارات إلى واقع اليوم ومواجهة تحدياته بالإرادة الجنوبية السياسية والشعبية المتوفرة عبر 22 مليونية، والتأسيس لذلك على معطيات واقع ما بعد تحرير عدن ومناطق شاسعة منه، وهنا لا بد على جريفثتس أن يتبنى مبادرتان.

وهما مبادرة لاستعادة دولة الجنوب وآخرى لليمن الشقيق لحل أزمة تقاسم السلطة بين القوى اليمنية في صنعاء وفقاً لخصوصية عقليتهم وبيئتهم الاجتماعية المذهبية والقبلية المتكيفون معها منذ مئات السنين لبناء دولة تساعدهم في خروجهم إلى العصر الحديث لضمان استقرارهم والمنطقة والعالم، وتأمين السلم الوطني في الشمال والجنوب والأمن القومي العربي والخليجي والدولي، ومن دون ذلك تظل أجراس الحرب تقرع وتتوالى مسرحية الموت بنعوشها لتزور كل بيت.

3 - ما هو رأيك بما يقوم به المجلس الانتقالي من نشاط على الساحة السياسية بما أنه يتحرك تحت ضغط من عدة جهات معارضة؟

ج - المجلس الانتقالي رسالته، تحركاته وآفاق عمله: حيوية شعب الجنوب وغزارة فكره الإنساني خلق دائماً في كل مرحلة نخب وتكوينات سياسية لإدارة العمل الوطني وكان كل ما تأتي مرحلة يخرج إلى الوجود كيان لمعالجة الوضع من تلك الكيانات من نجح على قدر ومنها من تعثر وأمته واقع التجربة.
 
وخلال مرحلة النضال التحرري الجنوبي بعد مأساة حرب 1994 تعددت الكيانات السياسية منها المسلح وأغلبها السلمي ولكنها لمجمل تراكمات تجاربها ساعدت على فرض واقع جديد من رفع شأن القضية بجرعات متباينة لكنها نفعت كثيراً وهي جهود تستحق التقدير والاحترام لما وثبت به القضية الجنوبية في اتجاه التصعيد السياسي البارز في جبهات متنوعة على الصعيد الداخلي والإقليم والدولي وأصبحت قضية الجنوب رقماً من اليمين لايتجاوز أحد.
 
والمجلس الانتقالي جاء في ظرف حساس للغاية وذهب الناس خلفه بقدر عالي من الأمل والهدف الخروج من محنة اليمن الجار وحروبه على الجنوب للذهاب إلى الدولة حامل تطوره، والهدف عظيم وسامي لكن آليات حمل الجماهير إلى الهدف كانت ضعيفة لم تنهض بالشكل الكافي مع أن إرادة الناس كانت تكفي لفرض الواقع لو تم الاستفادة منها بعقل جمعي بتحريك المجلس ذاته في رؤية شاملة وعميقة تستوعب احتياجات العمل المؤسسي مع بقية مكونات الحراك الاستقلالية بفتح ذراعيه لهم عبر برنامج عمل وطني يدعي إليه لعقد مؤتمر جنوبي شامل يؤسس فيه قاعدة الحامل السياسي الكبير وآلياته عبر ميثاق وطني جامع يستوعب تحديات المرحلة وحلول المواجهة وذلك تحت سقف الجنوب في ثوابته استعادة الدولة والهوية وآفاق العمل الوطني القادمة.

ولازال أمام المجلس فرصة من أجل التقاط هذه اللحظة التاريخية الحرجة للخروج بأقل الخسائر للأسباب التالية وهي أن الشعب عن بكرة أبيه يريد الدولة، وضعف الشرعية ومكوناتها الهشة وعدم قدرتها على فرض تواجدها على أرض الجنوب، وفشل الشرعية في تقديم حلول عسكرية أو سياسية ودبلوماسية، وعدم قدرة المجتمع الدولي على إيجاد معالجة مرضية مع الإقليم لحل القضية الجنوبية ولا معالجة وضع الشمال الحوثي، وحاجة التحالف العربي إلى حليف استراتيجي وهيئ أموره الجنوبيين لهم وبالمكاشفة والشفافية معهم سوف يذهبون إلى الجنوب لعدم ثقتهم بالحليف الشمالي بدليل ثلاث سنوات ونيف ولم يتحقق أي انتصار لشرعية فنادق الرياض والقاهرة والدوحة وتركيا وعمان، وأخيراً موارد الجنوب كافية لتمويل كل هذه الخطوات المطلوبة للتحرك الشعبي المدروس بأيدي أمينة ووثيقة قادرة على التعامل مع الوضع برمته وهناك الكثير من هذه الكوادر.

4 - الانتقالي مظلة لكل الجنوبيين المؤمنيين باستعادة الدولة وهذا ما ينشده كل جنوبي بما فيهم الموجودين في الخارج .. فلماذا لا يمد الجنوبيين في الخارج يدهم لتكامل الجميع من أجل هدف وحيد؟

ج - إذا توفرت النية بالإرادة  السياسية فهي نصف النجاح وهذه الأداة متوفرة ولذلك لما لا يمد الجنوبيين يدهم في الداخل والخارج إلى المجلس الانتقالي في تقديري للإجابة على هذا السؤال المهم أنا حاولت أن أشرح ذلك في السؤال الرابع عن مؤتمر وطني جامع يدعي له المجلس الانتقالي لكل أبناء الجنوب وفق رؤية جامعة شاملة يكون هو أي المجلس الوعاء لطرح هذه الرؤية في مبادرة شاملة مع مكونات الحراك السياسي الجنوبي تحت سقف الجنوب واستقلاله وحريته وثوابته في الدولة والهوية للخروج بتوافق وطني موحد يعزز من الوحدة الوطنية ويقفز بالجنوب إلى مستوى الحل الناضج، لأن هذا الحامل السياسي القوي يمكن أن يضع كل القوى السياسية الجنوبية المؤمنة بالعمل تحت سقف دولة الجنوب وبعيداً عن باب اليمن.

هنا نضمن الديمقراطية والتعددية السياسية الفكرية لنذهب بروح موحدة للعمل الوطني الجاد والمسؤول تحت راية الوطن الموحد الجنوب، دولة مستقلة بحدود 22 مايو 1990 الأسود، ونتحرك إلى بناء الدولة بدستور ناضج يستوعب كل معطيات الواقع والطيف السياسي بإيقاع موحد للشارع السياسي الجنوبي وبعيداً عن العصبيات والعصبويات.

الجنوب أولاً، وهنا كل أبناء الجنوب في الوطن والشتات سيعملون معنا بكل وجهد وإخلاص لبناء الوطن ودولته، من جد وجد ومن زرع حصد، وهنا سنجني ثمار هذا الجهد الإنساني الوطني الشاق والعظيم بالتنازل لبعضنا واخلاصنا لقضيتنا وتسامحنا وتصالحنا والتضحية لنكن حاضراً ومستقبل أجيالنا القادمة.