تحقيقات وحوارات

الخميس - 04 يوليه 2019 - الساعة 08:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

أماط عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، اللثام عن النتائج والنجاحات التي حققها الحوار الجنوبي - الجنوبي، الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي، بين كافة القيادة التاريخية والشخصيات والقوى الجنوبية في الداخل والخارج بما فيهم جنوبيي الشرعية، كما ألمح شطارة، إلى إغلاق التحالف العربي الحنفية على حكومة الشرعية بسبب فسادها.
  
وقال شطارة في مقابلة أجرتها معه إذاعة "هنا عدن"، مساء أمس الأربعاء، رصدها موقع "عدن برس"، إنه منذ بداية وأولى خطوات تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قام المجلس بوضع خطط لتحقيق التقارب الجنوبي - الجنوبي والتصالح والتسامح، وذلك من خلال إجراء الحوارات مع كافة الجنوبيين في الداخل والخارج.

وأضاف شطارة، أنه تم تشكيل لجان مخصصة لهذا الحوار الذي تؤمن به قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، كون الجنوب لن يأتي إلا بتلاحم الجنوبيين، وأن الجنوب هو سقفنا جميعاً وما تحت الجنوب يتم التفاوض عليه والتوافق بشأنه دون الاختلاف على التفاصيل، وأشار إلى إجراء لقاءات في الخارج مع شخصيات جنوبية بارزة من أجل الاتفاق على العديد من القواسم المشتركة التي تربط الجنوبيين من القيادات بالمجلس الانتقالي والشخصيات التاريخية.

ولفت إلى أنه في شهر رمضان قبل الماضي، أجرى رئيس المجلس الانتقالي القائد عيدروس الزُبيدي ونائبه الشيخ هاني بن بريك، لقاءات مع قيادات جنوبية في العاصمة الإماراتية أبوظبي بينها الرئيس علي سالم البيض، والرئيس علي ناصر محمد، ودولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس وخالد بحاح، وفي الداخل أيضاً قام الانتقالي بخطوات عديدة من خلال الجلوس مع مكونات جنوبية حتى بما فيهم الذين لا يؤمنون بالمجلس.

وجدد التأكيد على استمرار قيادة المجلس الانتقالي بمد اليد إلى كل المكونات الجنوبية، لأن الجنوب لن يكون إلا بكل الجنوبيين، ومهما كانت التباينات يستطيعون الاتفاق حولها، إلا الاختلاف على حق وإرادة شعب الجنوب في استعادة دولته وهذا خط أحمر، وما دون ذلك سيتم التفاوض حوله بما في ذلك توسيع المجلس واستقطاب القيادات والتوافق على وفد تفاوضي جنوبي موحد، وهنا لا يوجد أي خلاف بين الجنوبيين.

كما تطرق إلى لقاء القائد عيدروس الزُبيدي والشيخ عمرو بن حبريش، بالأمس القريب، واعتبر أن هذه خطوة تحسب للطرفين، وتؤكد أن المجلس الانتقالي فاتح أذرعه لكل الجنوبيين، وقال: إن هذه أيضاً ضمن الخطوات التي يطالب بها المجتمع الدولي بأن يكون هناك توافق جنوبي، ونحن نعمل حالياً على إثبات ذلك للمجتمع الدولي، والتأكيد بأن كافة الجنوبيين متوافقين لتشكيل وفد لتمثيل الجنوب في أي مفاوضات قادمة.

كما قال لطفي شطارة: وأيضاً عقدنا بالمجلس الانتقالي الجنوبي لقاءات داخل مكتب المبعوث الدولي في العاصمة عدن، مع مكونات جنوبية بينها مكون فادي باعوم، وفؤاد راشد وجماعته، وذهبنا إلى هناك لإثبات أننا في قيادة الانتقالي أكثر انفتاحاً، وذلك لتأكيد وتجسيد ما قاله القائد الزُبيدي، العام الماضي من ملعب المعلا "من لم يستطع أن يأتي إلينا، سنذهب إليه"، ولهذا ذهبنا للجميع وتحاورنا معهم.

وأشار شطارة، إلى دور رئيس الجمعية الوطنية - رئيس لجنة الحوار الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك، من خلال إجراء الحوارات مع كثير من الأطراف الجنوبية، وما حدث من نوع من التوافق لتفعيل عمل سياسي بين المجلس الانتقالي والمكونات السياسية الجنوبية، وذكر أن فريق من المجلس الانتقالي الجنوبي ضم لطفي شطارة وأمين صالح، قالموا بالجلوس مع وزير الداخلية أحمد الميسري، وتم التوصل إلى نقاط توافق مشتركة، بحيث يتم إنشاء فريق عمل يضم جنوبيي الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وأكد شطارة، إيمانه بتنفيذ تلك النقاط خلال المرحلة القادمة.

وتابع عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة حديثه بقوله، نريد أن يشعر كل الجنوبيين بأن لهم مكان في الجنوب، ولا نريد أن يكون في المستقبل هناك معارضة من الخارج، ومن يريد أن يعارض عليه أن يعارض ويطلق صوته بكل حرية من داخل البلد، كونه كفاية تشريد، فالناس تشردت من سابق باسم الوحدة، ولهذا لا نريد تشرد أي جنوبي في المستقبل، والجنوب لن يكون إلا بكل الجنوبيين.

كما أكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يريد العودة للماضي ولا تغييب أي قوى جنوبية، كما لا يريد تكرار التجارب السابقة مثل ما حدث عند دخول الوحدة بدون استشارة الناس، وذكر أنه حالياً الكل متفق حتى جنوبيي الشرعية جميعهم مع الجنوب ولكن يريدون تطمينات، بأنه لا أحد يستأثر بالجنوب، والزُبيدي دائماً يقول نحن لا نريد السلطة والاستئثار بالجنوب، وما نريده هو استعادة الجنوب وبعدها الشارع هو يقرر يختار من يرأسه، وهذه أدبيات ووثائق المجلس الانتقالي الجنوبي.

وجد شطارة التأكيد أن الجنوب سيكون في إطار دولة فيدرالية "حكم ذاتي"، ولن يكون هناك نظام شمولي يسمح لأي قوى بالسيطرة على الجنوب، وقال: يجب أن نتعلم من تجارب الماضي، ونجدد التأكيد بأن الجنوب يتسع للجميع، وتحت سقف الجنوب سنتفق على التفاصيل، ولفت إلى أن مشاركة الجنوبيين في حوار صنعاء أعطاهم حُجة، وأنهم كانوا حينها مدركون بأنهم لن يذهبون للتوقيع على اتفاق الانفصال، ولكنهم ذهبوا لإثبات للمجتمع الدولي بأن القوى الشمالية لا تريد بناء دولة، بل تريد احتلال واستعباد وإهانة الجنوب، وحينها وضعوا النقاط على الحروف من خلال طرحهم لحل الإقليمين جنوب وشمال، وهو ما رفضته تلك القوى أمام المجتمع الدولي.

وأختتم لطفي شطارة حديثه لإذاعة "هنا عدن" بقوله: حالياً لم يعد ينفع مجيء القوى والأحزاب السياسية في الشمال لطرح خيار دولة من إقليمين بعدما حدث في حرب 2015م، وبعد الوضع الجديد الذي أفرزته تلك الحرب والواقع الجديد الذي فرض فيه الجنوبيين أنفسهم على أرضهم وصار القرار الجنوبي بيد أبنائه، وبعدما رفضت تلك القوى والأحزاب الشمالية خيار الإقليمين وهي في عز قوتها السياسية والعسكرية، كما أن الحوار الجنوبي - الجنوبي ساهم في تقريب وجهات النظر بين كافة الجنوبيين بما فيهم الذين في الشرعية، رغم وجود بعض الشطحات، ونقول لكافة الجنوبيين عليهم التعقل كون الجنوب لن يكون إلا بجميع أبنائه.

وفي السياق ذاته، قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة خلال استضافته في برنامج قضايانا الذي يقدمه الإعلامي وديع منصور على شاشة قناة "الغد المشرق" رصدها موقع "عدن برس"، إن هناك أزمة دبلوماسية حقيقية بصفوف حكومة الشرعية، وعبّر عنها بكل صراحة وزير الخارجية المستقيل خالد اليماني، وأضاف شطارة: أن تلك الأزمة باتت واضحة من خلال ما قاله اليماني أن الأزمة هي مادية، ولم يركز أنها قضية سياسية.

وتابع شطارة: أن حديث اليماني حول أن الأزمة مادية وليست سياسية، يأتي رغم أن هناك أزمة سياسية في التعامل مع المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، حيث فشلت دبلوماسية حكومة الشرعية في التعامل مع المبعوث الدولي غريفيث، كما احرجت الشرعية التحالف العربي بشأن إيقاف الكثير من التعيينات والقرارات المهولة، كون هنا فقط تعيينات بالمئات لعناصر من الإصلاح سفراء وملحقيين وإعلاميين في سفارات اليمن بالخارج، دون حاجة تلك السفارات لتلك التعيينات في ظل الوضع الاستثنائي الراهن الذي لا تمتلك فيه تلك السلطة الموارد الكافية لإدارة شؤونها.

واستطرد شطارة حديثه قائلاً: لا أقول إن غريفيث حقق نجاحاً، ولكن أيضاً حكومة الشرعية أخفقت في مجاراة اتفاق السويد الذي وقعته مع الانقلابيين الحوثيين، وإذا قبلت حكومة الشرعية توقيع الاتفاق معنى ذلك أن عليها تنفيذ الاتفاق مع الأمم المتحدة، ولكن حكومة الشرعية وجدت نفسها غير موجودة، ولا تمتلك القوة على الأرض، وتساءل شطار بالقولة: كيف وافقت حكومة الشرعية على القبول بتوقيع اتفاق السويد وهي تعلم أنها لا تستطيع تنفيذه، كون جميع القوات لا تتبع الشرعية بل هي قوات جنوبية وقوات العمالقة، واعتبر شطارة، أن قبول حكومة الشرعية باتفاق السويد كان بمثابة خطأ دبلوماسي حتى بشكل التوقيع عليه.

كما قال عضو رئاسة الانتقالي الجنوبي شطارة: نستطيع القول إن التعيينات المهولة الحزبية في سفارات اليمن بالخارج واختراق الإصلاح لتلك السفارات، وأيضاً إن عملية بيع الجوازات الدبلوماسية التي تباع بشكل علني لمن هب ودب، إلى درجة لأنه لم يعد للجواز الدبلوماسي أي قيمة مثله مثل الجواز اليمني في أي دولة، إضافة إلى تعيينات الأقارب، جميع ذلك يؤكد أن الخارجية اليمنية باتت واحة فساد لحكومة الشرعية، كما يجب الاعتراف أن حكومة الشرعية مخترقة من جانب "الإخوان المسلمين" في الجانب الدبلوماسي والسياسي والعسكري، وأنها لم تحقق أي إنجاز على الأرض، رغم الدعم الكبير المقدم لها من التحالف العربي، وحالياً كافة جبهات الشمال متوقفة، وتم فتح جبهات القتال على الجنوب، وعلى الرئيس هادي إجراء عملية تصحيح عاجلة قبل فوات الأوان.

وأضاف: يعرف الكثيرون أنه عندما تم تعيين نبيل ميسري نائباً لوزير الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق بحكومة الشرعية عبدالملك المخلافي، بدأ يظهر فسادة الخارجية وبدأ ميسري حينها القيام بعملية إصلاح وتصحيح مسار وزارة الخارجية، ولكن للأسف بدلاً من دعمه لتصحيح الاعوجاج والاختلال بوزارة الخارجية، تم إبعاده من وزارة الخارجية وتعيينه سفيراً لليمن لدى مملكة اسبانيا، وكذلك الدكتور رياض ياسين لعب دوراً كبيراً عندما كان وزيراً في قيادة وزارة الخارجية، وأيضاً تم إبعاده وتعيينه سفيراً لليمن لدى فرنسا، وهذا يؤكد أن هناك لوبي داخل الشرعية ومخترق للشرعية، يقوم بالتخلص من أي شخص يسعى للقيام بعملية تنظيم العمل الدبلوماسي.

وأختتم شطارة حديثه في برنامج "قضايانا" على شاشة قناة "الغد المشرق" بقوله: التحالف العربي ليس حنفية مفتوحة، ومن حق التحالف معرفة أين تذهب الأموال التي يقدمها لتسيير وإدارة شؤون الجهات التابعة لحكومة الشرعية، واعتبر أن خروج وزير الخارجية المستقيل اليماني وحديثه عن أزمة مادية يدل أن التحالف بدأ يغلق الحنفية على حكومة الشرعية، كما استغرب شطارة: كيفية تعيين شخصية يمنية في اليونسكو بقرار رسمي في ظل استقالة وزير الخارجية وعدم تعيين آخر وغياب رئيس الجمهورية، واستغرب أيضاً استمرار التعيينات العشوائية في ظل الأزمة التي تتحدث عنها حكومة الشرعية.