تحقيقات وحوارات

الجمعة - 06 يوليه 2018 - الساعة 12:47 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

أكد نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق المهندس خالد بحاح، أن المخرج الأساسي للأزمة الحالية في البلاد هو الحوار الجاد بين كل الأطراف المتصارعة، محملاً جماعة الحوثي تفويت الفرص السابقة ابتداءً بجنيف ١ وانتهاءً بالمبادرة التي استضافتها دولة الكويت الشقيقة، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الجماعة الإنقلابية بين كل فرصة وأخرى.

جاء ذلك في لقاء أجرته معه قناة الحرة بنسختها العربية في برنامج "حديث الخليج" وبثته مساء الأربعاء، حيث تطرق بحاح، إلى عدد من الملفات التي أسهمت في استمرار حالة الحرب في البلاد، وما تشهده المنظومة السياسية والعسكرية من فساد لم تشهده البلاد منذُّ سنوات طويلة، جعلت من "كذبة الجيش الوطني" تنكشف بمرور الأيام دون نتائج تتوافق مع ما يحظى به من دعم كبير من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

كما تحدث عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة الحديدة، وشدد على أن التحرير وتمكين النصر لابد أن يكون تهامياً بالدرجة الأولى، وان الكرة الآن باتت في ملعب المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث، ليستثمر الفرصة المواتية لخلق أجواء مناسبة لتحقيق اختراق في عملية السلام، كما أكد على ضرورة إعادة ترتيب وضع الجيش في سياق وطني بعد أن شهدت قوائمه أرقام تجاوزت الخمسمائة ألف جندي مما يعزز وجود فساد واسع في منظومة الجيش الوطني.

وقال بحاح: إنه جزء من الشرعية ومن المبادرين للنداء الوطني برفقة أعضاء حكومة الكفاءات الوطنية بعد إنطلاق عاصفة الحزم، وإنه يشعر بالأسف لما تشهده السلطة الحالية من "كسل سياسي" على الرغم من الظروف الصعبة، وأضاف بأن توصيفه لها "بالسلطة المهترئة" لإستفزازها ودفعها لتقييم نفسها والعمل ولو بالحد الأدنى بعد أن أصبحت "أطلال منظومة سياسة" بعيدة عن اللياقة والجاهزية لإنتشال البلاد من هذه الظروف الصعبة.

وعن ما شهدته جزيرة سقطرى، مؤخراً، قال بحاح: إنها زوبعة مفتعلة، تعود بدايتها إلى قيام فرد محسوب على الشرعية بتدريب "ميليشيات" في محافظة مأرب من أجل نشرها في سقطرى للسيطرة على المطار والميناء، على الرغم من وجود لواء من أبناء الأرخبيل تابع للجيش الوطني مسؤول عن ذلك، مؤكداً أن قوات التحالف تعاملت بحكمة مع الأطراف الشرعية المحسوبة على جماعة "الإخوان المسلمين" والتي تواجه مشكلة ظاهرة مع دول مهمة في التحالف العربي.

كما أعرب بحاح عن أسفه، بأن جماعة الإخوان ممثلة بحزب الاصلاح باتت المسيطر الأول على قرارات الشرعية وتوجهاتها، الأمر الذي يعيق عملها بصورة صحيّة وطنية شاملة، وتسبب بصورة مباشرة في ضعفها.

وأشاد بحاح، بالعلاقة الإنسانية التي تربطه بالرئيس هادي، معتبرا إيّاه في مقام الأب، موضحا بأن المحيط الذي حول هادي شوّه شخصية الرئيس التي يعرفها الجميع، كما أن "حزب الاصلاح" ساهم في ايجاد هذه الفجوة بينه وبين الرئيس هادي، مستفيداً من كل ذلك بشغر فراغ حكومة الكفاءات بعد قرار إقالة رئيس وزرائها.

وفي حديثه أكد بحاح، بأن ما تقوم به السعودية والإمارات هو جهدٌ كبيرٌ لإستعادة اليمن وترميم بنيته السياسية والاقتصادية، وأشاد بالدور الإنساني الكبير الذي يقدمه التحالف على مختلف الأصعدة.

وأختتم بحاح حديثه بذكر "أطلال الشرعية" التي اهترأت بسبب الفساد، كما اعتبر أنه من الأهمية أن يكون العلاج شامل باستبدالها بشكل يتلاءم مع متطلبات المرحلة السياسية التي تقتضي مؤسسة شرعية قوية ومتماسكة وقادرة على إخراج اليمن من أتون الدمار الذي هو فيه، فالبلاد غنية بشبابها وكوادرها المخلصة، بعيداً عن تجار الحروب والمتنفّعين بمعاناة العباد والبلاد.