تحقيقات وحوارات

الإثنين - 05 نوفمبر 2018 - الساعة 12:14 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

قال نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك، إن الهدف الرئيسي من زيارة الدول الأوروبية وبعدها أمريكا، هو نقل الصورة عن المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية.

وأضاف الشيخ بن بريك خلال استضافته، مساء الأحد، في برنامج بلا قيود على شاشة قناة بي بي سي البريطانية الناطقة باللغة العربية رصد موقع "عدن برس" تفاصيله، أن ثم هناك هدف آخر وشخصي وهو التعرف على شخصية هاني بن بريك، التي صاحبها الكثير من الدعايات من جانب الخصوم، والتي شوهت شخصيته وأرادت الإساءة له في المجتمع الدولي، فوصولنا إلى هذه البلدان الكبرى المؤثرة في القرار الدولي والتعرف على مسؤوليها عن كثب وعن قرب يعطي لهم انطباع مباشر، وعندنا في العرب مثل شهير "ليس الخبر كالمعاينة وما راءٍ كمن سمع".

وتابع بن بريك حديثه: أنه كما تقدم بأن المقصد الرئيسي من الجولة الخارجية هو نقل القضية الجنوبية، من خلال التعرف على قضيتنا وحقنا وترابنا واستعادة دولتنا، ومن ثم هناك سبب آخر وهو مصاحب بالنسبة لي لا يقل أهمية كوني ممثل للجنوبيين حامل لقضيتهم، ولا بد أن يتعرف الغرب على هذه الشخصية التي شابها الكثير من التخوفات والدعايات المغرضة من الخصوم.

وأكد أن كل من يعادي التنظيم الدولي والسري للإخوان المسلمين سيكون هدف لهذا التنظيم، ونحن نعرف يقيناً أن هذا التنظيم اخترق حكومات ودول ومن ضمنها الحكومة اليمنية الشرعية، اختطفها وسيطر عليها، فلا غرابة أن ترى مثل هذه المطالبات لدى "الانتربول" والزج باسم هاني بن بريك، ليكون في قائمة الإرهاب، ولكن ثقتهم كجنوبيين أن هذه الأجهزة الأمنية تتحرى المصداقية، وأوضح أن وجودهم اليوم في أوروبا وفي الغد القريب في أمريكا كل ذلك ليعطوا الانطباع ويضعون شخصية "هاني" أمام الكل.

وبشأن الحزام الأمني، قال الشيخ هاني بن بريك، أنا أحب أن أوضح الصورة هنا، فالحزام الأمني هي بالبداية خطة أمنية وضعناها كقيادات في المقاومة والحكومة بهدف فرض الأمن في عدن، وسُميت خطة الحزام، ورسمياً لا توجد قوة بهذا الاسم، وخطة الحزام الأمني أُسندت للواء من ألوية الدعم والإسناد وهي القوة الرسمية التي صدر بها قرار جمهوري من قِبل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، بقيادة العميد "هاشم" الذي كان قائداً ميدانياً للمقاومة في عدن.

وأضاف: واستوعبت هذه القوة رجال المقاومة، وتم دمجهم بهذه القوة الرسمية وإعطائهم الصفة الرسمية، فغلب اسم الخطة على اسم القوة، فصار المعروف على هذه القوة باسم الحزام الأمني، وهي لا تعرف بقوات النخبة، كون النخبة هي قوات أخرى تشكلت في محافظتي شبوة وحضرموت، وهذه النخبتين تشكلتا تحت غطاء شرعي بالكامل وبإطلاع كامل من قِبل فخامة الرئيس هادي.

ونفى بن بريك: قيام الإمارات بإدارة تلك القوات وتنفيذ أجندة خاصة، واعتبر ذلك كلاماً عارٍ عن الصحة، والسبب واضح أن كل قوة موجودة على الأرض في مسرح العمليات تُدار من غرفة العمليات للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ولكن خصوم التحالف خصوم السعودية والإمارات يريدون أن يظهروا بأن هذه القوات خارج إطار الشرعية وتعمل بشكل مضاد وبتوجهات إماراتية خالصة.

وذكر أن الانتصارات التي تحققت لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية ومساندة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، من الطبيعي أن تجد خصوم معادين للدولتين وبالأخص تنظيم الإخوان المسلمين، والذي أنا من هذا المنبر أعتب على التحالف تأخر الحسم مع هذا التنظيم الذي تسبب بتأخر الحسم في اليمن، وكان ضليعاً في التآمر على التحالف العربي، فمثل هذه الدعايات ووجود تباينات بين السعودية والإمارات غير صحيح جداً.

ولفت إلى أنهم وصلوا إلى أعلى مستوى قيادي في الدولتين، وبينهما تفاهمات كاملة، ولا يوجد تحالف عربي على مر التاريخ بهذه القوة والتكامل والتفاهم والتنسيق، كما هو الحال عليه في التحالف العربي في اليمن، وأكد عدم وجود أعضاء سابقين في المجلس الانتقالي الجنوبي حتى نقول إن هاني بن بريك، حوّل الصراع مع الإخوان المسلمين إلى صراع شخصي.

وأشار إلى أن هاني بن بريك، هو أكثر شخصية في المجلس الانتقالي ظهرت على مستوى السوشيل ميديا، ويمكن متابعة كافة خطاباته وهي تتحدث عن القضية الجنوبية، ولكن في نفس الوقت يحذر من أن عدوهم الحقيقي في القضية الجنوبية هو تنظيم الإخوان المسلمين، لأنه هو الذي سيعرقل فك الارتباط وعودة الدولة الجنوبية، وبالنسبة لانتقاد عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي السابق نبيل عبدالله الذي قال: إن هاني بن بريك، حوّل القضية الجنوبية من قضية وطنية إلى صراع سياسي مع الإخوان المسلمين، وعقّب بن بريك على ذلك بقوله: إن "نبيل" على تواصل شخصي معه، وهو صاحب شخصية جميلة جداً، وناقد نستفيد من نقده وآرائه الجميلة، وهو معنا مؤيد ومناصر وبالإمكان أطلعكم على رسائله حتى الأمس القريب.

وأوضح بن بريك، أن الأخ "نبيل" كانت له وجهة نظر في الجمعية الوطنية وهي ليست رئاسة المجلس الانتقالي التي تعتبر أعلى هرم في القيادة وهي معروفة بقيادة سيدي الرئيس عيدروس ابن قاسم الزُبيدي، كما رأى بن بريك، أن حديث الأخ "نبيل"، بشأن أن "هاني بن بريك" انحرف وهذا كلام لا يذكره، أن هذا غير صحيح وهو رأي شخصي للأخ "نبيل" يحترمه.

وقال إنه إذا حدث من هاني بن بريك، أنه زود العيار شوية على تنظيم الإخوان المسلمين، فهذا من واقع المثل القائل "قال الجدار للوتد لما تشقني، قال سل من يدقني"، كما أحب أن أقول إن هاني بن بريك، يحب ويعشق السعودية والإمارات حتى الثمالة، وأنا سعودي وإماراتي وجنوبي، وكلامنا عن أن هناك قيادات للإخوان في السعودية يتقبله القادة والساسة السعوديون بكل رحابة صدر، وهذا يدل على عظيم سعة صدر هذه القيادة العظيمة متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك على مستوى المسؤولين الذين هم أدنى من مستوى سقف الهرم، وأنا مقيم في السعودية منذ 27 عاماً وكل أبنائي من مواليد السعودية.

وتابع: أنه يسعى لتحقيق مصلحة السعودية والإمارات وبلاده، وأنا ما زلت أقول هذا إن هناك قيادات إخوانية موجودة في السعودية، وللسعوديين وجهة نظر في التحفظ عليهم والبقاء داخل السعودية، ونحن نقدر ونحترم السعودية، والسعوديون هم أخبر وباللهجة السعودية نقول هم أبخس وأعرف بالوضع في السعودية، ونفى الشائعات التي زعمت أنه في وقت من الأوقات أن ميناء جدة في السعودية رفض دخول هاني بن بريك، إلى السعودية وقال: إنه كان حينها في أبوظبي بين أسرته وأصدقائه، ولا صحة لهذا مطلقاً.

ولفت إلى أنه لا يتذكر أن هناك خطاب تحدي ورد من هاني بن بريك، لفخامة الرئيس هادي، إلا في جزئية وردت في قرار الإقالة من منصب وزير الدولة، حيث كان نص قرار الرئيس هادي، الموجود في موقعه الرسمي لا يوجد فيه الإحالة إلى التحقيق، وفرق بين الإحالة إلى التحقيق وبين الإحالة إلى القضاء، ولا يُحال إلى القضاء إلا بعد ثبوت التهمة، فالخطاب الذي صدر منه ليس تحدياً، وهو قال أنا موجود هنا في عدن، وكانت الإقالة مساءًا وكان حينها في أبوظبي وتحرك مباشرة إلى عدن، وذكر، أن علاقته كانت بالرئيس هادي، كابن بوالده، ولا زال شخصياً يحتفظ بهذه العلاقة وإن كان التيار المختطف للحكومة أفسدها من جهة الرئيس وليس من جهة بن بريك.

وأشار إلى أنه من على منبر ساحة العروض في خورمكسر، إنه قال لمن أحالني إلى التحقيق فأنا موجود في عدن، وتساءل بن بريك بقوله: هل كان هذا الخطاب تحدياً أم كان استعداد للجلوس والتحقيق والاستماع، ولم يكن هناك أي خطاب تحدي، كما قال: إنه بالرجوع للإحالة إلى التحقيق، لا يوجد هذا النص في القرار، ولكن وجدناها في موقع وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي يديرها ويتحكم بها جماعة الإخوان المسلمين، فأضافوا لفظة "مع إحالته للتحقيق"، ومن هنا نريد تأكيداً من رئاسة الجمهورية إن كانت الإحالة للتحقيق بقرار رئيس الجمهورية ثابتة فيفيدونا بذلك.

وبشأن حديثه حول اقتحام قصر معاشيق بالقوة وعدم البقاء في الأبواب إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، قال بن بريك: هذه تغريدة له موجودة في حسابه الموثق، وأنا لا زلت عليها، وما حدث مطلع هذا العام في يناير 2018م، من وقوفنا عند بوابة قصر المعاشيق كان امتثالاً لتوجيهات التحالف العربي، وخاطب بن بريك مقدمة البرنامج بقوله: أخت رشا أنتِ لك شعب، فإذا رأيتي شعبك يُذبح ويُنحر وبيدك ما تدفعي به عنه، فهل ستتأخرين، لن تتأخري أنا واثق من ذلك، ونحن عندما نرى شعبنا يٌذبح ويُنحر بعمد وتقصّد وإهانة وإذلال لشعب كريم وشعب أبي لا يمكن أن نقف نتفرج.

وأضاف بن بريك: ولهذا قلنا إذا تحرك الشعب متوجهاً للسيطرة على مؤسسات الإيرادية، من سيوجه له السلاح سندفع عن شعبنا، ونحن لسنا دُعاة حرب وفوضى، ولكن من سيوجه سلاحه لشعبنا والله لن نتأخر، ولم يخذلني أحد في يناير، ولكن قولي من الذي واجهكم في يناير، وقواتنا الجنوبية لم تخذلنا أبداً، ونعم ذكرت المرتزقة وهم ميليشيات حزب الإصلاح تحت غطاء الشرعية، ونحن في يناير لم نواجه قوات حكومية، وإعلام الإصلاح يعمل على أن قوات الحرس الرئاسي، هي قوات حكومية شرعية، فإذا كانت قوات الحرس الرئاسي التي اختطفها حزب الإصلاح وتسير بأجندات حزب الإصلاح، فقوات النخبة والحزام الأمني والأمن في عدن كلها قوات حكومية، إذاً الاشتباك بين قوتين حكوميتين، ولكننا نقول إن الاشتباك كان بين قوة حكومية رسمية تحمي الشعب الجنوبي، من ما وُجه له من قِبل ميليشيا الإصلاح.

وأكد أنهم لا يدعون إلى حروب رئيسية وفرعية، وأنهم دُعاة سلام في كل أدبيات ولوائح المجلس الانتقالي يدعون إلى السلام، وبسطوا أيديهم للمبعوث الأممي السابق والحالي، ولا زالوا يبسطون أيديهم للسلام وخطابهم ضد الكراهية والعدوانية، ويأملون أن يسعد اخوانهم في الشمال والجنوب، وقال الشيخ بن بريك: نحن قوميون عرب، والوحدة العربية كانت هاجس كل عربي، ودعا لها كل القادة العرب، والزعيم الراحل الكبير جمال عبدالناصر، حققها في مصر مع سوريا وفشلت وتم فك الارتباط، وما حصل في جنوب اليمن مع الجمهورية العربية اليمنية في الشمال من هذا القبيل، وحدة عربية وفشلت، وتم فك الارتباط ولا أقول انفصال، فالانفصال هو فك عضوين من جسد واحد.

كما قال نائب رئيس الانتقالي بن بريك في اللقاء: كانت هناك دولة جنوبية منذ نيل الاستقلال من بريطانيا عام 1967م إلى أن تمت الوحدة الاندماجية بين الجنوب والشمال عام 1990م، وفي صيف عام 1994م أعلن فخامة الرئيس علي سالم البيض، الانفصال وتم غزو الشمال للجنوب، وآنذاك كان العالم كله يشجب ذلك الغزو، كون الوحدة لا تُفرض بالقوة.

وأضاف: أنه تم اقتحام الجنوب وانتهاك واستباحة الحُرمات، وأن التوصيف القانوني الدولي والعُرفي بأن ما تم في 94م هو احتلال كامل الأركان، وردنا على من يقول إن اليمن يجب أن يبقى موحداً، فليتوحد هو مع الشمال، أما نحن جربنا الوحدة وتجريب المجرب هو نقصان عقل، ونرى نحن في الجنوب، والقوى الناضجة والعقلاء قبلياً وسياسياً في الشمال بأن الوحدة فشلت، ونأمل بالبقاء في دولتين متجاورتين متحابتين متصالحتين ترعى مصالحهما ومصالح دول الجوار والعالم أجمع وهو الأصلح والأفضل.

كما أكد أنه لن يكون هناك أعضاء من هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي في أي حكومة قادمة واحدة، ولكنهم يؤمنون أن المجلس الانتقالي هو مجلس انتقالي يقود مرحلة انتقالية في ظل حكومة واحدة للشمال والجنوب، واقترح أنه بالإمكان أن يدفعون بمرشحين للوزارات والمحافظات الجنوبية فقط، كمرشحين للمجلس الانتقالي من خارج أعضاء هيئة الرئاسة.

واعترف بن بريك، إنه قال إن المجلس الانتقالي لا خير فيه إذا فرط بقضية الجنوب، وتابع: إذا خذل المجلس الشعب الذي فوضه لنيل الاستقلال، فلا خير في المجلس الانتقالي، وأنا أتحدث بهذا من حسابي الشخصي على تويتر الذي أعبر فيه عن ما بداخلي، وقال أيضاً، إنه هو وأعضاء هيئة رئاسة المجلس من كل مكونات الجنوب العربي كلنا رؤيتنا واتفاقنا واحد، والتغريدات قد تكون رداً على كلام يُدار في السوشيل ميديا أو في المجالس الخاصة، فقد يُثار أن المجلس الانتقالي قد يُفرط بالقضية الجنوبية ويدخل في مساومات لينال مناصب في الحكومة، وهنا نقول لا خير فينا إذا قبلنا ذلك، وفهي رسالة تطمين للشارع والجنوبيين.

وأضاف: نحن أصدق من قاتل الحوثيين والإرهاب، حيث تخلصنا من الحوثيين، ودخلنا وما زلنا في حرب مفتوحة مع الإرهابيين الذين يحركهم تنظيم الإخوان المسلمين، ولا زالت قوانتا الباسلة تقاتل الحوثيين في كل جبهات القتال المستعرة والمشتعلة والفاعلة، وليس في هذا تشتيت، بل على العكس نحن بهذا نكون وضعنا الدواء على الجُرح، والعرب يقولون "إذا ما الجُرح رُم على فساد تبين فيه تفريط الطبيب"، وإذا كنا نقبل أن يكون خائن في أوساطنا يطعن في ظهورنا ويرفع إحداثياتنا ويكشف عوارنا وثغراتنا، فهذا انفضاح كامل بالجانب العسكري.

وأختتم نائب رئيس المجلس الانتقالي الشيخ بن بريك حديثه بقوله: لا بد أن نكون منتبهين لكل الجبهات نقاتل عدو بسلاحه وعدو أشد منه في الداخل، ونحن أولوياتنا واضحة ولهذا نجحنا، وكان لي لقاء قديم في إحدى القنوات، وكان السؤال كيف نجح الجنوبيون بتحرير أرضهم في وقت وزمن قياسي ولم يتم هذا النجاح في الشمال، وقلت إن الجنوبيين صفوا صفوفهم من الخونة من تنظيم الإخوان المسلمين، ولم نقبل بوجود التنظيم في صفوفنا، ولم نقبل أن يمسك التنظيم مواقع وجبهات في الجنوب، ولهذا نجحنا، وأما سياسة الابتزاز التي يمارسها التنظيم في مواقعه والأماكن التي يسيطر عليها في الشمال هذه السياسية في هذا الوقت أنا لا استغربها من هذا التنظيم، ولكني أتعجب من استمرار التحالف العربي بالصبر على هذا الابتزاز ولهذا قدمت عتبي على التحالف.