تحقيقات وحوارات

الجمعة - 04 مايو 2018 - الساعة 05:26 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / نقلاً عن قمر الخليج - حوار: روما ناصر

حوار مع دكتورة يافعية أجرته معها مجلة قمر الخليج وهي مجلة إلكترونية نسائية شاملة، ويعيد "عدن برس" نشر الحوار نقلاً عنها، إلى التفاصيل:
 
ممكن تعرفينا من هي الدكتورة نعمة؟

- في البدايَةِ يسعدني أنْ أحِلُّ ضيفةً في مجلتكم ( قمر الخليج الإلكترونية ).. وأتمنى لكم النجاح حتى تحقق مجلتكم أسماً عربياً مرموقاً ..

أنا د. نعمه صالح عِوَض إختصاصية علم الأمراض (أنسجة وخلايا) أختصاص يُعنى بتشخيصِ الأمراض المعقدة والسرطانية منها، متزوجة وأُم لولدين مبدعين وبنتين.

نشأتُ فتاة ريفية حالمة .. في طفولتي التي عشتها في ريفِ نقي من ضوضاء المدينة؛ لكنه كان يكسوه الجهل وأميّة المرأة التى كانت تقريبا ١٠٠٪‏ حينها .. كان ذلك في مطلع السبعينات .. تلك الفترة الثورية التي عنيت بالتغيير الجذري في مختلف جوانب الحياة ..

فبعيد الاستقلال بدأ الناس بشق الطرقات، وبناء المدارس والتعاونيات والوحدات الصحية وإطلاق المبادرات الجماهيرية الطوعية كل حسب إمكاناته، وكانت مبادرة والدي رحمة ألله عليه؛ التبرع بجزء من أرضِهِ للطريق والتبرع بمنزلهِ المكون من ثلاثه أدوار .. كأول مدرسة في القرية بعد أن كانت الخيام هي البداية في تعليم الأولاد فقط
وبذلك أُسست أول مدرسة للبنين والبنات صباحاً.. ومركز لتدريس محو الأمية عصرا ًوسكناً للمبيت للمعلمين القادمين من لحج وأبين ..

وقد التحقْتُ بِها عام ٧١/٧٠ .. وكان حُلُمي أنْ أكون أول طبيبة من بنات المنطقة لما كنت أرى من حاجة المرأة الريفية الماسَة لطبيبة تبلسم جراحهنَّ، وتم بناء أول مدرسة في القرية التي درست بها الإبتدائية وبعدها تحولت الى عاصمة المديرية (القارة يافع) ومكثتُ ثلاث سنوات في الداخلية مع ثلاث أخريات، حتى أنتقلتُ إلى ثانوية جعار لإتمام سنة ثالثة ثانوي ٨٤/٨٣م.

خدمتُ الخدمة المدنية في القرية وبعدها ترشحت لدراسة الطب العام والجراحة في الإتحاد السوفيتي ٨٦/٨٥م، وذلك بفضل الله ثم بفضل تشجيع أمي وأبي رحمهما الله ..
وتشجيع أخواني وكل الأهل والجيران الذين كانوا يحلمون بطبيبة تعالج نسائهم وكذلك تشجيع أساتذتي ومنظمات المجتمع المدني منها إتحاد نساء اليمن الذي أرسلني بمنحة دراسية حينها جزاهم الله عني خير الجزاء.

وبعد تخرجي عملت سنة الإمتياز في مستشفيات عدن وبعدها في مجمعات عدن، ولكني كنت أزور القرية بين الحين والآخر، وكنت أقضي وقتي بين المرضي من بيت لبيت ولم تنقطع علاقتي بمرضى قريتي البتَّة حتى أنَّهم كانوا يأتوني إلى بيتي الذي ظلَّ مفتوحا ً لهم خصوصاً لأولئك الذين لايوجد لديهم معارف في عدن.

بعدها تخصصت في علم الأمراض – الذي يدرس أسباب السرطان وطرق تشخيصه، وأصبحت رئيسة قسم الأنسجة والخلايا هيئة مستشفى الجمهورية العام النموذجي ..

ماهي هواياتك؟

- هواياتي القراءة وكتابة القصة القصيرة والخواطر .. كتبت قصة قصيرة على صفحتي على الفيس بوك بعنوان: وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل جرح امرأة عظيمة رجل ..

كيف كانت سنوات الدراسة في كلية الطب؟

- أقول لكِ بكل فخر أنا كنت أول طالبة تبتعث للدراسة العليا من يافع، وكنت من أوائل الطلاب وأنشطهم، حيث أانتخبت ضمن قيادة المجلس الطلابي لعموم الإتحاد السوفيتي وتحملت مسؤولية الدائرة الدراسية والطلابية لمدة خمس سنوات، وكانت علاقاتي جيدة مع الاتحادات الطلابية لأكثر من ٦٦ بلد .. الذين درسنا معاً في جامعة روسيا الطبية الأولى في موسكو (الطب الثاني سابقا)،  لله الحمد كنت سفيرة بلدي بإمتياز حتى أن عمادة الجامعة بحفل التخرج تقول أرى وزيرة الصحة المستقبلية في اليمن الديمقراطي وإن لم يتحقق حلمهم لكني حققت الكثير من النجاحات على الصعيد الأسري والمجتمعي.

ما هو شعورك بممارسة مهنة الطب في المستشفى؟

- أحب أن اقول لك الحقيقة التي قد يعرفها من يعرفني عن قرب، أنا إنسانة قبل أن أكون طبيبة وطبيبة علاقتها تكاد تكون مباشرة مع مرضى السرطان، تحس بألمهم وهمومهم بل وتتقاسمها معهم، من ذلك المنطلق حرصت كل الحرص أنْ أعمل بكل جهودي من أجل مساعدة مريض السرطان إذْ حاولت توفير الأجهزة الضرورية لإستمرار العمل حتى في أحلك الظروف بإمكانيات بدائية وبسيطة عن طريق المبادرة الذاتية بالبحث عن داعم إلى أنْ تم توفير الأجهزة الأساسية وإعادة تأهيل القسم من قبل إدارة مستشفى الجمهورية ممثلة بالدكتور أحمد سالم الجرباء رئيس الهيئة وتحت رعاية وزير الصحة د. ناصر باعوم الذي رصد لنا مبلغ لشراء أجهزة حديثة وصبغات خاصة ولكن مازالت المالية هي الحاجز بيننا وبين دعم سعادة الوزير.

كما أتمنى ان يمسنا دعم المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الطبي منها الواحة ومنظمة الصحة العالمية سيّما وقد وعدتا بالمساعدة كي نقدم خدمة أرقى .. وأشعر بألم عندما أرى مريض السرطان يتخبط هنا وهناك، وكم هي سعادتي أنْ يتطورَ عمل القسم الذي سأسعى بكل ما أملك من خبرة وعلاقات وحجة إلى تحسين وضعه وتوفير أحدث الأجهزة والصبغات والمحاليل الضرورية للنهوض بعمل القسم النوعي والذي يتطلب:

١. مبنى مناسب لعمل القسم المستقبلي
٢.توفير أجهزة حديثة رقمية ومكتبة إلكترونية وشبكة إنترنت
٣. توفير المحاليل والصبغات الخاصَّة وكذلك دلائل الأورام
٤. دورات تأهيلية للكادر الطبي والفني حتى يعملوا بطريقة صحيحة على الأجهزة الحديثة ..

ما هي الصعوبات أمام المرأة العدنية العاملة؟

- تحملها أعباء البيت ودراسة الأولاد والعمل، بغياب الروضة للطفل والحضانة للرضع والكهرباء التي تؤجل بعض أعمالها وأيضاً الزحمة والضوضاء وانتشار العادات الدخيلة على عدن كإطلاق الرصاص والمخدرات وتواجد الشحاتين من كل حدب وصوب تلك العادات الدخيلة تعكر صفو العيش والسكينة العامة.

ما هي الرسالة التي تحب ان توجهيها لطلبة الطب؟

- أقول لهم أنتم من اختار مهنة الطب؛ لذا تعلّموا، اسألوا وطبقوا دامكم مازلتوا طلاب فمهنة الطب مسؤولية كبيرة وإنسانية تتطلب بذل الجهود المضنية وسهر الليالي فمن طلب العُلى سهر الليالي ..

لو رجع فيك الزمن للوراء وعدتي طالبةً من جديد، ما هي الأشياء التي لم تقمي بها في ذلك الوقت وتتمني القيام بها؟

- لو عاد بي الزمن للوراء وعدت طالبة من جديد لن أضيف شيئاً غير تعلم لغة النت والكمبيوتر التي لم تكن موجودة حينها إلإ بصورة بدائية .. فقد بذلت كل جهدي مُنذ نعومة أظفاري حتى تخرجي .. لم أندم على وقت أهدرته دون فائدة.

ماهي الأنشطة والشهادات العلمية التي حصلتِ عليها؟

- حصلت على العشرات من الشهادات التقديرية والجوائز ومن شهادات التفوق العلمي، وايضاً جائزة الأم المثالية محافظة عدن ٢٠٠٩م .. وحصلت على شهادة تقديرية من منظمة الأمم المتحدة للمتطوعين اليمنيين وآخر شهادة تكريمية كانت بمناسبة عيد العمال العالمي من قبل زملائي بالعمل، وكم أسعدتني لأننا نعمل بروح فريق العمل الواحد من أجل تقديم خدمة أفضل لمريض السرطان.

_ شاركت في عدد من المؤتمرات العلمية والمخيمات الطبية.
_ شاركت ببرنامج من سيربح المليون.
_ أسهم في أنشطة توعوية من أجل إعادة بناء الإنسان عبر صفحتي على الفيس بوك.
_ مشاركة نشطة بحملات التوعية بالكشف المبكر عن السرطان.

كلمة شكر لمن؟

- كلمة الشكر هي لأسرتي التي وقفت وما زالت تقف إلى جانبي، ولوالدي رحمهما الله وإخواني واخواتي وأيضاً لزوجي الذي يعتبر شريك نجاحي ولكل أساتذتي وكل من دعمني بصورة مباشرة وغير مباشرة في مسيرة حياتي.