الأحد - 18 نوفمبر 2018 - الساعة 09:45 م
١- السلام قيمة إنسانية تستحق التضحية والكفاح من أجلها ، فلا تستقيم الحياة بدونها ، ولا تبنى الأمم من غير سلام .
٢- لسنوات طويلة واليمنيون يتطلعون إلى السلام ، وكلما بدا أنهم اقتربوا منه عصفت بهم موجات من الصراعات والعنف والحروب تنقلهم الى مربع الصفر الذي يبدأون منه الحديث عن السلام في مشوار جديد لا يستند على أي تراكم يوفر أفقاً واضحاً لهذه العملية ، أو ينتج قدراً من الثقة تبدد المخاوف التي ولدتها التجارب القديمة الفاشلة .
٣- في اليمن كان السلام يأتي ليوقف حرباً ، أو يفك نزاعاً ، أو يجمد صراعاً دون أن تتجه الأطراف المعنية بعملية السلام تلك إلى الأسباب الحقيقية التي أدت الى الحرب أو الصراع أو النزاع . ويترتب على ذلك أن تبقى أسباب الصراع والحروب قائمة .
٤- وكل ما يتم هو التوافق على تسويات تجمد الخلافات ، والتي لا تلبث أن تعيد إنتاج نفسها في صور جديدة من التناقضات السياسية والاجتماعية على نحو أشد بعد أن تكون قد حفرت في البنى الاجتماعية الهشة مسارب إلى الانتقام والثأرات وغير ذلك من نزعات التغلب التي لا تقف عند حد .
٥- لم تدرك أطراف الصراع ، بما شهدته من ألوان التحالفات وتبدلاتها ، أن السلام ليس قضية معزولة عن حاجة الناس إلى الدولة التي ستنتج الديناميات التي ستحمي السلام ، وتجعل منه قيمة سياسية واجتماعية وثقافية وأخلاقية في مواجهة نزعات الحروب .
٦- السلام بدون دولة تحقق الاستقرار وتوطد الامن وتحفظ حقوق الناس لن يكون غير تهدئة مؤقتة يصاحبها جمود لا يولد أي قدر من ممكنات التوافق على حياة مشتركة خالية من الصراعات .
٧- إن ما يحتاجه اليمن هو السلام الذي تحمله وتحميه دولة مستقرة ، وما لم نتجه بالحل في هذا المسار فإننا سنكرر نفس الأخطاء القديمة التي جعلت السلام مجرد غطاء للموقف السلبي من الدولة والذي أفرز كل هذه الصراعات والحروب .
٨- باختصار لا نريد مجرد "مفارعة" ، وإنما نريد موقفاً من القضية الرئيسية وهي بناء الدولة ، وموقفاً من حق الشعب في تقرير خياراته السياسة لحل القضايا المعلقة ومنها قضية الجنوب .
تعبنا من "المفارعة" بمسميات لا تحمل دليلاً واحداً على معرفة جوهر المشكلة ، وآن الأوان أن ينطلق السلام من جوهر المشكلة .