كتابات وآراء


الأحد - 06 أكتوبر 2024 - الساعة 09:03 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


مقال كتبته قبل عشر سنوات للأسف لا أحد يسمع

اتركوا جلد الذات يا أبناء الجنوب
.
✍️لطفي شطارة
.
لا أدري لماذا الجنوبيين يجلدون ذاتهم أمام النخب السياسية المتفرقة في الشمال .. استغرب كثيرا عندما يكتب أحد السياسيين في الشمال أن الجنوبيين ممزقين ولن يتوحدوا .. واستغرب أكثر أن الجنوبيين يتقبلون مثل هذا الطرح القادم من الشمال والهادف إلى تمزيق اللحمة الجنوبية ووحدتهم حول مشروع استعادة دولة الجنوب بعد أن وصلت الوحدة إلى طريق مسدود .
الشمال هو الممزق سياسيا ومناطقيا ومذهبيا وفكريا وصراعاته قتل فيها ما لم يقتل في الجنوب على مدى تاريخه بما فيها احداث 13 يناير 86 .. ويكفي البحث في ملفات الحروب الدائمة في الشمال منها حروب المناطق الوسطى وحروب صعدة الست ومسلسل القتل المستمر حتى اليوم تحت مبررات مختلفة ، ولهذا فالتركيبة السياسية في الشمال تعيش أسوأ حالتها تصل حد الاستحالة في لملمتها حول مشروع واحد يفضي إلى بناء دولة حديثة وهذا ما وصل إليه المجتمع الدولي بعد حوار استمر عام كامل .. ولعل وصول أنصار الله إلى صنعاء وفرض واقعا بالقوة أو " الصميل " إلا دليل على قمة الخلاف بين الفرقاء السياسيين في الشمال وفرض واقعا ما يزال الكثير من النخب تعارضه هناك سياسيا وفكريا ومذهبيا.
الجنوب يعيش لأول مرة في تاريخه حالة توافق سياسي حول الهدف الذي يريدونه وهو استعادة دولتهم .. التباين القائم بين الجنوبببن يكمن في كيفية الوصول الى الهدف لا على الهدف نفسه .. صحيح أن التباينات بين الجنوبيين تؤججها جهات في الشمال بكل ذكاء لعلمها المسبق ان الجنوبيين موحدين كما لم يسبق من قبل حول هدف استعادة الدولة ومستعدين التضحية من أجل بلوغ الهدف مهما طال الزمن .
واختصارا للزمن والوقت فإني اناشد أبناء الجنوب بل واتوسل إليهم أن يكفوا عن جلد ذاتهم وان يتنازلوا لبعضهم البعض للوصول بسرعة إلى تحقيق الهدف الذي يستحيل أن تجد اليوم من يقف بقوة ضد مشروع استعادة جنوبنا الذي خسرناه بنفس الشطط والمزايدة على بعضنا البعض .. جنوب اليوم ليس هو جنوب الأمس والكل يتوق لعودته وبناؤه والاستفادة من أخطاء تجربتي ما بعد الاستقلال عن بريطانيا وما بعد الوحدة أيضا. أفيقوا يا أبناء الجنوب فنحن نعيش لحظات تاريخية لن تتكرر ابدا ان بقينا نفتح آذاننا لمن يكرس أننا ممزقين وهو في الشمال يعيش أوج حالات التمزق واكرر سياسيا وفكريا ومذهبيا وبحاجة إلى عشرات السنين للوصول إلى توافق ، وعشرات السنين لبناء الدولة التي يتوافقون عليها أيضا.. فهل أنتم واعون.