الإثنين - 06 يوليه 2020 - الساعة 07:31 م
إيضاح لابد منه :
أَجد نفسي هنا مضطراً ولأكثر من سبب يبرر لنا إعادة نشر المقال المرفق بحديثنا هذا ؛ والذي سبق وأن تم نشره قبل عام من الآن وتحديداً في ٧ يوليو ٢٠١٩م ؛ وكان تحت عنوان ( ٧ يوليو الإحتلال و ٧ يوليو الثورة ) ؛ ولعل السبب الأول والرئيسي لذلك وفي تغيير العنوان ؛ يكمن في دلالة ومحتوى الرسالة التي يعكسها ذلك الحدث التاريخي ؛ وببعده الوطني العميق ورمزيته وطابعه الثوري الذي حظي بها ذلك اليوم المصادف للسابع من يوليو عام ٢٠٠٧م ليكون عنوانا وبداية لمرحلة جديدة من العمل الكفاحي المنظم لشعب الجنوب ؛ وكان إختياره دون سواه من الأيام ردا مدروسا وبعناية بالغة على يوم السابع من يوليو الأسود عام ١٩٩٤م ؛ وتعبيرا عن إرادة التحدي والمواجهة الشاملة مع نتائج ذلك اليوم المشؤوم الذي دشن به نظام صنعاء رسمياً إحتلاله للجنوب ؛ والذي تحول إلى شاهد على هزيمة مشروع صنعاء وعلى جريمتها التاريخية بحق مشروع ( الوحدة ) بين الدولتين ؛ وسيبقى بالمقابل أيضا يوم ٧ يوليو ٢٠٠٧م شاهداً على إنتصار مشروع عدن الوطني التحرري العادل الذي يقترب بثبات من تحقيق الهدف العظيم لشعبنا في الجنوب.
وأما الرسالة التي أود أن أبعث بها هنا فهي دعوة صادقة موجهة وبدوافع وطنية مخلصة ؛ وبكل حرص ومحبة للبعض من إخوتنا الجنوبيين الذين ما زالوا يقفون مع الأسف في الصف المعادي لقضية وطنهم وشعبهم ؛ مطالبين إياهم إلى التأمل وأخذ العبر والدروس من واقع الحياة ومعطياتها ؛ بعد أن أتضحت الصورة أمام الغالبية العظمى ممن كانوا في يوم ما في المكان الخطأ ولأسباب وعوامل قاهرة ؛ وانتقلوا إلى حيث ينبغي أن يكونوا في وقت مبكر ؛ وها هم اليوم في الصفوف الأولى للدفاع عن الجنوب وقضيته الوطنية العادلة ؛ وأن يحسموا أمرهم دون تردد وبعيدا عن أية حسابات تحول دون وقوفهم مع شعبهم في هذه المرحلة التاريخية المفصلية !
*وإلى نص المقال كما نشر حينها :*
سيبقى التاريخ شاهداً حياً ولن يموت أبداً من ذاكرة أبناء الجنوب جيلاً بعد جيل ؛ لما لذلك من دلالات ومعاني تختزل أشياء وأشياء لا يمكن القفز عليها وتجاهلها ؛ أو حتى التبسيط أو التسطيح لفعل ( الرقمين ) اللاحق وعلى صعيد تدوين التاريخ ؛ بما هو تاريخ صنعته الحقائق ودونته الوقائع ..
فالفرق واضح وساطع — فعلا ونتائج — ما بين يوم ٧ يوليو الأسود عام ٩٤م ؛ الذي اجتاحت فيه جحافل قوى النفوذ والأطماع الشمالية الغازية أرض الجنوب ؛ وأسقطوا منذ ذلك اليوم إعلان مشروع ( الوحدة ) ؛ وسقطت معه بعدوانهم هذا تحت جنازير دباباتهم وراجمات صواريخهم وطائراتهم المتعطشة لدماء أبناء الجنوب وتدمير مدنهم وقراهم ؛ بل وحتى تم قصف مؤسسات الخدمات التي تعينهم على الحياة كالمياه والكهرباء والمستشفيات ومصافي عدن ؛ وما بين ٧ يوليو ٢٠٠٧م يوم إنطلاق المارد الجنوبي الجبار نحو تحقيق هدفه العظيم والمتمثل بإستعادة دولته وكرامته وكبريائه الوطني وتاريخه المجيد ؛ والذي أثبت قدرته وجدارته بإستعادة حقه وحقوقه وسيادته على أرضه ؛ حينما توج ذلك بإنتصاره المؤزر حين جرع الغزاة وبنسختهم الجديدة مرارة الهزيمة في حرب عام ٢٠١٥م ؛ فقد أصبح ٧ يوليو الأسود منذ ذلك العام شاهداً مخزياً على أصحابه ومسجلاً صمود وعنفوان المارد الجنوبي المدافع عن حقه وحقوقه وتاريخه ومستقبل أجياله.
أن الطريق الأمثل والآمن لعلاقات سوية وندية وأخوية سليمة بين جنوبنا وشمالكم ؛ هو الإعتراف بحق الجنوب في إستعادة دولته وسيادته على أرضه بعيداً عن أية أوهام ؛ ضماناً لعلاقات حسن جوار متينة بين شعبين شقيقين ؛ تربطهما علاقات متميزة وأواشج الأخوة التي تكونت عبر عقود طويلة من الزمن ؛ وهي متعددة الأبعاد والميادين وفي مختلف جوانب الحياة ؛ والتي بها وعبرها تصان فيها الحقوق المختلفة ؛ وتضمن كذلك إنسياب المصالح والمنافع المتبادلة وما أكثرها ؛ والقائمة على الإحترام المتبادل لطبيعة وخصائص النظام السياسي في الدولتين الشقيقتين.
وبغير ذلك فلن نجد للأمن والإستقرار مكاناً ؛ وستبقى الحروب عنوانا للصراع الذي يريده ويتمناه الطامعون والمتنفذون بثروات الجنوب من القوى التقليدية وأصحاب المشاريع الأيديولوجية المغلفة بالدين زوراً وبهتاناً ؛ وهو الأمر الذي لن يتحقق لهم بكل تأكيد ؛ مهما أبدعوا وتفننوا في محاولاتهم الدنيئة والخسيسة في إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الجنوب وتحت ذرائع مختلفة ؛ ولن ينجح مالهم السياسي المدنس من تحقيق غايتهم الشيطانية هذه ؛ فقد أدرك أهلنا في الجنوب من أرخبيل سقطرى الساحرة على بحر العرب وجبل صرفيت وضربة علي في حوف شرقاً وحتى جزيرة ميون وباب المندب غرباً ؛ كل مآربكم وخطورتها على حياتهم ومستقبل أجيالهم ؛ ولن تمروا هذه المرة !.