الجمعة - 07 ديسمبر 2018 - الساعة 03:36 م
فيلم أمريكي جوهره "حسن الظن" أو ربما "التسيب واللامبالاة". الفيلم يروي كيف يمكن أن تؤخذ الأمور بمأخذ "كما تجري الأمور" بدون التوقف والنظر وإعطاء دراسة وتقييم وتحليل لمثل هذه الحالات/ الأمور/ الأوضاع، برغم أنها أمريكا!!
الأمر/ الظرف هو "البيت الأبيض" في واشنطن والذي يعتبر أقوى بيت في العالم، لأنه مكان عمل وإقامة رئيس أقوى دولة في العالم، عسكريا واقتصاديا .. ولكونه كذلك يعتبر "البيت الأبيض" (بعض أجنحته / قاعاته غير المستخدمة) وجهة سياحية رئيسية، يزوره سياح من داخل الولايات المتحدة وكذلك أجانب من خارجها .. وقد أصبح روتينيا أن تصل أفواج السياح في حافلات إلى داخل بعض من حرم "الأبيض" بدون تطبيق إجراءات أمنية دقيقة وصارمة، وذلك اعتمادا على تاريخ سابق خالٍ من أي مشاكل / انتهاكات من أي شكل / نوع .. وعليه اعتمد القائمون على هذا النشاط السياحي وكذا مسؤولو الأمن "حالة استرخاء واطمئنان"... "كله تمام".
وفي أثناء هذه الحالة العقيمة تصل إلى حرم "الأبيض" ثلاث حافلات سياحية كبيرة جل ركابها ينتمون إلى جنسية غير أمريكية، وبمجرد نزولهم بالكامل قاموا بإخراج أسلحة خفيفة ومتوسطة وتصويبها وإطلاق نيرانها نحو الحراس وقوى الأمن المساندة لهم التي تحرس كل "البيت الأبيض"، وكذلك على الزوار والسياح الأبرياء العزل. ولأن العدد المهاجم كان أكثر سقط الهدف برغم شجاعة وبسالة المدافعين عنه .. ولكن الذي ساعد المقتحمين بجانب عددهم وعدتهم كان معرفتهم الخارقة بخارطة وخفايا "البيت الأبيض" والأماكن المهمة / الحساسة فيه والتي لابد من الاستيلاء / وضع اليد عليها، .. وتم توفير هذه المعلومات الخطيرة لهم من قِبل أفراد من داخل "البيت" - "حصان طروادة" .. بعدها صارت معارك عنيفة وشرسة استُعمل فيها الطيران انتهت بتصفية كامل المهاجمين وإنقاذ الرئيس الأمريكي (الرهينة) على يد ضابط (البطل) سابق .. انتهى الفيلم.
حالة "حسن الظن" و "الاسترخاء" الخالية من الحيطة والحذر لـ "أسوأ السيناريوهات الافتراضية" نراها كل يوم واضحة وجلية في بعض أهم مؤسساتنا السيادية.
على سبيل المثال نأخذ مطار عدن .. هذا المنفذ السيادي الحساس تقع بوابته الرئيسية، التي يحرسها عدد قليل من الجنود، أمام طريق مزدحم وبحركة مرور كثيفة خاصة من قِبل سيارات الأجرة (الهيسات والدبج) التي تقف ومباشرة (أحيانا 4 - 5 خلف بعض) عند البوابة وعلى بعد 2 - 3 أمتار فقط من الحراسة .. ولأن وطننا، خاصة عدن، مستهدف لكم أن تتخيلوا "سيناريو" شبيه بالفيلم الأمريكي.
بالوقاية والحس الأمني، وبقرار سريع وسهل التنفيذ والتطبيق بإمكاننا أن نستبعد حدوث مثل هذه الافتراضات "الكارثية والمفجعة" بأن "يمنع منعا باتا" وقوف أي مركبة أمام بوابة المطار لمسافة 500 متر في الاتجاهين، بالإضافة إلى عمل استخباراتي لوحدة الجوار .. كما يمكن العمل بمثل هذا الإجراء الوقائي والاحترازي على باقي الأماكن والمقرات السيادية.
أعطوا الموضوع "حقه" ولا ترهنوا لـ "حسن الظن" أو "النخوة" أو "النشمة" أو حصان طروادة ... انتهى "فيلمنا" بإذن الله بسلام.