كتابات وآراء


السبت - 23 أبريل 2022 - الساعة 06:50 ص

كُتب بواسطة : محسن عبيد - ارشيف الكاتب



رغم ماعانته عدن وأهلها من ظلم واقصاء وتهميش وقتل وتشريد واعتقال ونهب وحصار تجويع ورغم العبث بجمالها وتخريبها لكنها تأبى الا ان تقدم درسا في الأخلاق للذين قاموا بكل ذلك من جيرانها وخاصة وهي تشاهدهم يمرون باصعب اوقات ضعفهم .

كان من حقها ان تنتقم فقد قاست الكثير منهم لكنها لم تتجه للشماتة والانتقام الذي يسهل عليها الكثير جدا القيام به لكنها مجردة من الحقد وتتمتع بأخلاق عالية فاتجهت لتعليمهم الاخلاق الرفيعة في واجب التعامل مع الاخوة وحسن الجوار الذي شرعه ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام
فها هي عدن المحبة عدن الاسلام الحق تفتح لهم ابوابها وتوفر الفرصة الذهبية لهم باللحظات الاخيرة ليستعيدوا عزتهم وكرامتهم وارضهم من السيطرة الحوثية بعد جار عليهم الزمن وأصبح الكل قيادة وشعب مشردين منها في كل عواصم العالم حيث تستقبل عدن بمفردها ملايين منهم مشردين من الحرب .

وتشارك عدن بقية أخواتها من عواصم محافظات الجنوب لتقدم لهم المأوى ولقمة المعيش والخدمات على حساب اهلها المحتاجين بشدة اليها ولم تتنهد او تقول اف من منازعتهم لها واقتسامهم لتلك اللقمة التي لاتكفيهم اصلا نتيجة حصار قادتهم الشماليين لها وجعلهم الحصار لا يحصلوا عليها الا بشق الانفس ولا زالت عدن بهذة الظروف تستمر ليس فقط باستقبال المشردين منهم بل ومن ساهم ويساهم حتى اليوم بتعذيبهابكل مجالات حياتها وابنائها.

ولم ولن ينقطع املها في عودتهم الى جادة الصواب للتعامل معها مستقبلا وأن يغمر فيهم هذا الموقف الاخوي الذي تجسد من خلالة عدن نهجها في التعامل باخلاقيات سيدنا الصادق الامين صلى الله علية وسلم مع الجار بمساعدتة في محنته.

عدن تجاوزت التعامل بالواجب مع الجار العادي في تقديم الاحسان والمعروف بل تقدمه ايضا لجار استخدم ولازال يستخدم كل اصناف الظلم والاستعباد لابنائها وانتزاع طمأنينتها والعبث بجمالها وتناست انه من لازال منهم من يقوم بذلك حتى اليوم وهو بين احضانها.

وبالمقابل فان عدن المحبة عدن المؤمنة دوما بتعاليم الاسلام الحقيقية الخالية من التوظيف السياسي تعلن وبشموخ وقوة انها لا تستجدي المعاملة بالمثل من قوى وشعب الشمال ولا تقدمه عن ضعف بل تقدمه اليوم من مصدر قوة والتزاما بتعاليم الاسلام وشريعته السمحاء التي اكدت على التأخي وحسن الجوار وتجاوزته للوقوف معهم لاستعادة كرامتهم وهذا لايصدر الا من عدن المحبة .

لكنها في الوقت نفسه تؤكد وبقوة انها لن تقبل اعتبار ذلك التسامح ضعفا بل ستعتبر اي عمل استفزازي جديد بغيا وعدوانا من فئة ضالة وقد اعدت كل مايلزم لتلقينها درسا كما اوجب الاسلام ان يرد عليها بقوة لتوقف والى الابد هذا الشذوذ وهم الخاسرون.