كتابات وآراء


الجمعة - 29 سبتمبر 2023 - الساعة 05:03 م

كُتب بواسطة : علي عبدالكريم - ارشيف الكاتب


لو قدر للرئيس الأمريكي بايدن أن يطارد الصين حتى زحل لفعل لكنه لم يملك من الأمر شيئا
الأمر رهن إشارات الانتخابات الرئاسية القادمة وكل المؤشرات تشير لعدم تمكنه من الفوز مرة أخرى لذا تراه يستميت في إطالة أمد الحرب الأوكرانية مجرجرا خلفه حلف الناتو والقارة العجوز مما اوصل العالم لحافة الهاوية........ ذلك أمر لا يعيره اهتمام بل هو يركز على قضايا ثلاث..
الأولى.. الاستمرار في محاولة عزلة وإضعاف روسيا وصولا إن أمكن لتفكيكها
الثانية....استمرار مظاهر هيمنة وقوة امريكا بواجهة التيار الصاعد المواجه لهيمنتها اقتصاديا وبدايات البحث عن بديل لهيمنة الدولار كعملة تبادل واحتياط حتى لو على حساب العالم كله... وبتواطوء أوروبي بريطاني ياباني
الثالث.......... مواجهة الصعود الصيني كتهديد استراتيجي في مجالات عناصر القوة. اقتصاد......... عسكرة تكنولوجيا......... هذه العناصر الثلاثة التي باتت الصين وروسيا والهند بدرجة اساس تتملك اليوم وغدا ما لم تكن تمتلكه بالأمس
من هنا بدأت القراءة الشيطانية للرئيس بايدن واليمين الحاكم اعماق الدولة العميقة بالولايات المتحدة التي بدأت مداميكها........ عرضة للاهتزاز عبر مواشرات كثيرة لعل أهمها ما يعتمل داخل المجتمع الأمريكي من صراعات إما بطابعها الطبقي أو الثقافي أو الاثنى هنا وجد بايدن ضالته كى يسعر ويصعد الحرب الأوكرانية ويبتكر جملة مشاريع ومواقف وتحالفات اعتقادا منه أن مركز الكون والقوة ينبغي أن يظل أمريكيا هو لم يذهب بعيدا امريكا مسكونة وتحت قبضة........ وسيطرة المجمع....... الصناعي الأمريكي القائم على تقنية السلاح وتوتير مناطق الصراعات وجعلها أسيرة الطلب المتزايد للتسلح عبر تسعير الصراعات وبؤرها التي اشعلتها بارجاء شتى في العالم وثانيا يظل جوهر الرأسمالية في مراحلها كافة المزيد من العسكرة والمزيد من الحروب ذلك جوهر الرأسمالية وأساس تطورها
الظاهرة الاخيره التي تزامنت مع تصعيد الحرب في اوكرانيا والتوجه نحو المزيد من إخضاع أوروبا مع نصعيد التوجه شرقا عبر تحالفات واحلاف جديدة وطرح افكار ومشاريع طابعها اقتصادي وجوهرها يتضمن خلق المزيد من مظاهر المواجهات مع التنين الصاعد حتى وان دفع الهوس الأمريكى لدى بايدن لمطاردة الصين حتى زحل وليس فقط مناوشتها ببحر الصين وخليج تايوان ومد تايوان بالأسلحة واستقبال ممثليها وتبادل الزيارات نكاية بمبدأ صين واحدة ونظامان
حتى زحل...ذلك محال لكن المشروع الذي بايدن بدأ رسم معالم خطوطه قبل أكثر من عام وبذل فيه جهودا مضنية بغية إيجاد معادل جديد لطريق الحزام الطريق وكما يقال مساو في القوة مضاد في الاتجاه طريق أو الممر الاقتصادي الذي يربط الشرق بالغرب.. ويجعل من الهند لاعبا جديدا نكاية بالصين.... يربط اسيا بافريقيا باوروبا ويحاصر في نهاية المطاف طريق الحزام الصيني
بايدن المدفوع بهوس تحقيق احلام صهيونيته اساسا وادعاءا ببراجماتية التي تسعى لخلق مساقات ومسارات ومصالح عالم جديد يربط بين القارات ويحقق منافع تبادلية للجميع مع أنه يهدف اساسا ل...
اولا.. خدمة وإدماج إسرائيل واعتبارها ثابتا لا يقبل الزحزحة وبذلك يلغي حقوق شعب فلسطين
ثانيا... محاصرة طريق الحرير
ثالثا..
ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد
.....استعادة مكانته خليجيا
....محاصرة الصين إيران
واخيرا الغمز الصاعد الهندي أنه يمكنه أن يكون ندا للصين ولاعبا له مكانة خاصة مع ما له من علاقات متميزة من إسرائيل
....الممر الاقتصادي الذي غمز به بايدن المملكة السعودية والامارات أساسا لم يكن يسعى للخير ولكن لغرض في نفس يعقوب التطبيع وارضاء اللوبي الصهيوني وهو على مقربة من انتخابات بات مؤكد بأن ترامب سيطرحه إذا لم تطرأ مفاجآت من العيار الثقيل كسجن ترامب مثلا
الطريق أو المشروع الذي روج له بايدن ورعاه وجلب لطاولة التوقيع عليه عتاولة من العيار الثقيل ماليا خاصة...... السعودية والامارات....... إذ هو مشروع خيالي الكلفة حيث...... ينقل السلع والخدمات من آسيا إلى أوروبا وبالعكس عبر ممرين بحريين وممرين بريين
ما يهمنا هنا الإشارة إلى ما يلي...
....نقل السلع والمنتجات من الهند سيتم بحرا اولا من الهند وعدد من الدول اولا إلى مضيق هرمز ثم إلى الامارات وبعدها تتحول إلى السعودية والاردن عبر السكك الحديدية حتى ميناء حيفا بفلسطين المحتلة وبعدها إلى أوروبا
ما يهمنا هنا اين موقع اليمن وميناءها الرئيسي عدن وباقي الموانئ الحديدة المخا المكلا اين نحن من أبعاد هذا المشروع ❓
هذا المشروع أغفل قناة السويس واغفل بلادنا لكن الكون ليس ساكنا ومداميكه ليست لعبة بيد امريكا..... فها مشروع روسي للتجارة الدولية يتحفز للظهور ممتدا...... من شواطئ الأطلسي قبالة سواحل غينيا.......... الاستوائية وصولا إلى باب المندب وخليج عدن كما سيمر بغينايا الاستوائية ودولة الجابون وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وحتى اثيوبيا وكيف لا وروسيا لديها استثمارات ضخمة بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس لابد من توافر كل اللوجستيات التي تدعم نجاحها وبالتالي تخدم قناة السويس بشكل أو بآخر خاصة ومصر قد هيأت بنية تحتية مناسبة تتناسب مع مخاطر وتحديات الممر الاقتصادي الذي يريد بايدن من خلاله إرباك العالم بدءا بالصين مرورا بروسيا واى أطراف تعارض المضى قدما بكوميديا التطبيع الإبراهيمي واحلام بايدن بالعودة سيدا للبيت الأبيض وحاكما للعالم كما يعتقد ويحلم خاصة إذا تجاوز عقدة أوديب عفوا عقدة ترامب.