كتابات وآراء


الثلاثاء - 01 مايو 2018 - الساعة 03:09 ص

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


قبل ثلاثة أعوام وعندما أهدر الانقلابيين دم الجنوبيين ، لم يكن معنا الا الله وشباب مقاومتنا ، وهبة أخواتنا في دول التحالف العربي .. دفع الجنوب وخيرة شبابه أرواحهم لقطع يد إيران ومشروعها في إحتلاله عبر اذنابها الحوثيين ، والسيطرة على باب المندب وتهديد العالم عبر التحكم بأهم ممر ملاحي للاقتصاد العالمي .. كان امام الجنوبيين خيار واحد لا غير ، وهو الانتصار او الشهادة .. دفع الانقلابيين ثمن خياراتهم الغير محسوبة في استرخاص الجنوبيين واذلالهم ، واعتقادهم ان الجنوب جسر سهل يستطيعون تجاوزه لتحقيق حلم إيران في الهيمنة ، فكانت المقاومة تأكيدا بأن الجنوب لم يعد ذلك الفرع الذي يراد له الركوع للأصل باستمرار كما أعتقدوا .. في ذلك الوقت أيقن أخوتنا في التحالف أن الصمود الأسطوري للمقاومة الجنوبية ، هو ما يجب المراهنة عليه ودعمه حتى تحقق النصر .. فأمتزج الدم الجنوبي والاماراتي والسعودي على أرض عدن ، فجاء النصر سريعا وفاق كل التوقعات في الإرادة على انتزاع الحرية وانتصار الجنوبيين لقضيتهم ، التي تجاهلها الجميع قبل حرب 2015 .. عندما نستذكر تلك اللحظات التي كانت فيها عدن تقاتل دفاعا عن الجنوب وبسواعد كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج ، كيف سقط خيرة شباب الإمارات في عدن ليكونوا شركاء بالدم معنا ، ويبقى التاريخ شاهدا على الأخوة والتعاون المشترك في تحقيق النصر الوحيد لنا وللتحالف على أرض الجنوب .. عندما نستذكر لحظات إحراق عدن وبحقد ، ونتذكر لحظات العبث بدم الجنوبيين واسترخاصه ، عندما نتذكر رائحة الموت تلف المدينة والجثث مرمية في الطرقات ، وعندما نتذكر أيضا زغاريد وفرحة الانتصار .. علينا ان لا ننسى أن نتاج ذلك بسبب تلاحمنا والتحالف وتحديدا الإمارات ، وسيبقى دماء أبنائها وأبنائنا في معركة التحرير ، جسرا منيعا وشراكة معجونة بالدم ضد اي مشروع قد يعتقد البعض انه سهل تدميره .. من نصرنا في لحظة الموت لا يمكن خذله والتنكر له بعد أن استعدنا حريتنا وخلاصنا .. الجنوب والتحالف والإمارات مصير مشترك في وجه الانقلابيين وفي وجه من يحاولوا الانقلاب علينا بعد تحررنا.