أخبار محلية

الخميس - 20 مايو 2021 - الساعة 09:34 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للجيش والأمن الجنوبي عيدروس الزُبيدي، التأكيد بأنهم لن يكونوا بعيدين عن ملامسة هموم المواطنين، وتقديم الخدمات العامة، وتأمين الاحتياجات الأساسية، وأنه ستكون لديهم مجموعة من الخيارات والاجراءات الإدارية اللازمة لمعالجة أوضاع الخدمات، بما في ذلك إعادة النظر كلياً في مصادر الطاقة.

وقال الزُبيدي خلال كلمة هامة وجهها مساء اليوم إلى أبناء الشعب الجنوبي في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م، إن ما يعانيه شعبنا الجنوبي اليوم جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي المتعمد، ما هو إلا امتداد لممارسات قوى الاحتلال الساعية لتحطيم معنويات الجنوبيين، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وفي مقدمة ذلك قيامهم بتعطيل الخدمات العامة، وقد عملنا في المجلس الانتقالي الجنوبي على إيلاء هذا الملف أولوية من خلال مشاركتنا في حكومة المناصفة، وحرصنا أن يكون ملف الكهرباء والمياه في مقدمة المشاريع الخدمية التي كان يجب أن تقدمها الحكومة فور وصولها إلى العاصمة عدن.

وأضاف: إلا أن الالتزامات التي كان أبرزها إدخال محطة بترومسيلة ومحطة الحسوة 2 إلى الخدمة قبل شهر مارس 2021م، لم تنفذ، بل استمرت عملية التعطيل والتأجيل غير المبرر، وأننا نُحيي صبر جماهير شعبنا الأبي، ونؤكد أن صبره واستبساله رغم الظروف المعيشية الصعبة، إنما هو تعبير واضح عن وعيه الوطني وارتباطه الوثيق بقضيته الوطنية، وأن ذلك لمحل تقديرٍ كبيرٍ واعتزازٍ وفخرٍ لدينا في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ولقد أثبت هذا الشعب أنه يسير نحو هدفه الوطني بإرادة صلبه وعقيدة صادقة.

وأكد على دعمهم لشعب الجنوب العظيم في التعبير السلمي عن مطالبه وحقوقه، ووقوفهم في صفه وإلى جانبه، واستعداداهم الكامل لتصدر صفوف الدفاع عن حقه، وحمايته، من كافة المؤامرات والممارسات غير المشروعة التي تستهدف حياته، وكرامته، ومستقبله السياسي، وحقه في العيش الكريم، كما أكد في الوقت ذاته على عدم السماح بأي عمليات تخريب تستهدف الممتلكات العامة والخاصة، وتهدد الأمن والسلم الاجتماعي في كافة مدن ومحافظات الجنوب الحبيب.

كما جدد الدعوة لعودة حكومة المناصفة المنبثقة عن اتفاق الرياض إلى العاصمة عدن، وتحمل مسؤولياتها، وأداء المهام التي تشكلت من أجلها، وفي مقدمتها توفير الخدمات العامة ودفع المرتبات ومعالجة الأزمة الاقتصادية من خلال تنفيذ الشق الاقتصادي من الاتفاق، وشدد على أن عدم عودة الحكومة إلى العاصمة عدن أو محاولة افتتاح مقار للوزارات خارج العاصمة عدن، ما هو إلا تعطيل حقيقي لاتفاق الرياض، بل واستهداف وتقويض لجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، خدمةً للمشاريع المعادية.

وتابع الزُبيدي كلمته: تحلُّ علينا اليوم الذكرى السابعة والعشرين لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994م، من مشروع الوحدة التي أجهضتها قوى نظام صنعاء، بإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله، وآثرت أن تحولها إلى احتلالٍ يستبيح الأرض ويقتلُ الشعب، ومنذ ذلك الحين وشعبنا يقدّم التضحيات الجسيمة في نضال وطني أسطوري مستمر نحو استعادة دولته، وما زلنا نسير على ذات الدرب الذي قدم من أجله شهداؤنا أرواحهم، ولن نتوانى أو نميل حتى يتحقق لشعبنا استعادة وبناء دولته الجنوبية المستقلة الفدرالية كاملة السيادة.

واستطرد بالقوله: إننا نمرُّ اليوم بمرحلة مفصلية من نضال شعبنا، تحققَت له فيها مكتسبات وطنية كبيرة، وازداد فيها صلف وتعنّت قوى نظام صنعاء القديمة المتجددة ضد شعبنا، مكرسة سياسة العقاب الجماعي وتفريخ الإرهاب ونشر الفوضى ونهب المال العام وتسخيره لشراء الذمم ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، ظناً منها أن هذا النهج سيحقق لها مبتغاها، ولكن هيهات لها ذلك، فإنما تعجل موعد إنهاء احتلالها بكافة أشكاله.

وأشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تمكّن أعداء الجنوب بعد حرب 1994م من الإجهاز على قدرات الجيش والأمن الجنوبيين بالتفكيك والاغتيالات والتسريح والإحالة إلى التقاعد، لافتا إلى أنهم - وبعون الله تعالى - تمكنوا خلال السنوات الأخيرة وبعد تضحيات جسيمة قدمتها المقاومة الجنوبية من بناء جيش وأمن بعقيدةٍ وطنيةٍ جنوبيةٍ عربيةٍ راسخة، كما تمكنوا رغم حداثة نشأتهما من تحرير أجزاءٍ واسعة من أرض الجنوب، وتحقيق نجاحاتٍ مشهودٍ لها إقليمياً ودولياً في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن، وحماية المصالح العامة والخاصة، مؤكدا أنهما أصبحا اليوم مصدر فخر لشعب الجنوب، وعلى الجميع أن يسهم في تيسير أدائهما لمهامهما الوطنية، منوها بأنهم يعملون على تطوير منظومة الدفاع والأمن الجنوبي لضمان قدرتها على أداء مهامها العسكرية والأمنية وفق أطر مؤسسية تحقق القدرة الكاملة على تثبيت الأمن وحماية الجنوب من كافة التهديدات والمخاطر.

وقال الزُبيدي: إننا في المجلس الانتقالي الجنوبي نؤكد على شراكتنا الإستراتيجية مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى شراكتنا الإقليمية والدولية في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، كما نجدد تمسكنا باتفاق الرياض، وضرورة استكمال تنفيذ بنوده، ونشدد على دعمنا لوقف شامل للحرب، والدخول في عملية سياسية شاملة تستوعب الأطراف الفاعلة على الأرض، وتعالج المسببات الحقيقية للصراع، وفي طليعة ذلك قضية شعب الجنوب، ونشير إلى ضرورة احترام كافة القرارات الأممية وعلى رأسها قراري مجلس الأمن 924 و 931 لعام 1994م.

وأختتم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للجيش والأمن الجنوبي عيدروس الزُبيدي كلمته بقوله: نُحيي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن في مختلف مواقع الشرف والبطولة، وهم يسطرون أروع صور الشجاعة والإقدام والاستبسال للدفاع عن الوطن الجنوبي وحماية شعبه من مختلف التهديدات، ونهيب بكافة الوحدات الأمنية والعسكرية إلى رفع درجة اليقظة والحذر والجاهزية الكاملة للتصدي لأي أعمال إرهابية تستهدف أمن واستقرار الجنوب، رحم الله شهداء الجنوب الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى الأبطال، والحرية لأسرانا الميامين، وإننا على دربهم ماضون حتى استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.