أخبار محلية

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 08:26 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / عدن

في الـ 27 من ابريل 1994م، قبل 30 عاما، اعلن نظام صنعاء برئاسة عفاش وحلفائه في جماعة الاخوان المسلمين في اليمن الحرب على الجنوب، اطلق التحالف السياسي القبلي الرصاصة الأخيرة في نعش الوحدة بإعلان الحرب من ميدان السبعين بصنعاء اليمنية في الوقت الذي لم يجف فيه حبر وثيقة العهد والاتفاق التي تم توقيعها في الأردن برعاية الملك الحسين بن طلال رحمه الله.

في 26 من ابريل 1994 تكالبت القوى القبلية في محافظة عمران اليمنية والمحافظات اليمنية المحيطة بها مع القوات الشمالية المرابطة في المنطقة الشمالية الغربية بقيادة الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها علي محسن الأحمر، وقامت تلك المليشيات بمهاجمة اللواء الجنوبي "الثالث مدرع" المرابط في عمران اليمنية، حيث اندلعت معارك شرسة استبسل فيه ابطال اللواء الثالث مدرع وتمكنوا من الصمود في وجه القوى الشمالية العسكرية والقبلية المتحالفة حتى ٣٠ ابريل ١٩٩٤، حيث هدأت المعارك بعد تدمير أكثر من 150 دبابة، ونحو 22 عربة مدرعة، وما يزيد على 200 قتيل، وما يراوح ما بين 250 إلى 300 جريح وأكثر من ٤٠٠ اسير من الجانبين.

في الوقت الذي انفجر فيه الموقف في محافظة عمران، بدأ التوتر في محافظة ذمار اليمنية، وأبين الجنوبية، حيث بدأ الشماليون بالدفع بتعزيزات حول جبال أنس، في محافظة ذمار، لتطويق لواء باصهيب الجنوبي المتمركز هناك, كما تصاعد احتمال قصف القوات الجنوبية، معسكر لواء العمالقة الشمالي، المتمركز في محافظة أبين، قرب عدن.

وفي الرابع من مايو 1994، اندلعت الحرب على نطاق واسع واتخذت في بدايتها، صورة اشتباكات عنيفة، في محافظة ذمار الشمالية، الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوبي صنعاء، بين قوات لواء (باصهيب) المدّرع الجنوبي، والوحدات الشمالية المحاصرة له، التي كانت تفوقه في العدد والعدة، ثم امتدت الاشتباكات بعد ذلك مباشرة، إلى منطقة يريم، الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب ذمار، بين اللواء الرابع مدفعية للجيش الجنوبي هناك، ومليشيات القوات الشمالية بالمنطقة، في الوقت الذي اتخذت فيه المعارك، خطاً تصاعدياً على جميع المحاور، على الحدود السابقة بين الشمال والجنوب.

وشاركت عدد من الألوية منها لواء المجد القادم من باجل في الحديدة والألوية من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والآلاف من القبائل التي طوقت ودمرت لواء باصهيب ميكانيك الجنوبي المتمركز في مدينة ذمار في الشمال في 4 مايو 1994م، وكذلك تدمير اللواء الأول مدفعية جنوبي المتمركز في مدينة يريم بعد أن سرقوا إبر المدافع، وكذا تصفية وحدات الشرطة وحراسات المسؤولين الجنوبيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

عقب ذلك اندلعت المعارك على حدود الجنوب وسط قصف جوي وبري للقرى والمدن الجنوبية وامتدت على طول وعرض الجنوب اشتركت فيها "قوات الجمهورية العربية اليمنية" والمكونة من الألوية البرية والجوية والبحرية والصواريخ والأفغان العرب والمليشيات الحزبية منها مليشيات جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) والى جانبهم الآلاف من القبائل الشمالية التي اتجهت صوب الجنوب من جميع الاتجاهات والمحاور، ودارت معارك طاحنه وحربية دامت 67 يوماً انتهت في 7 / 7 / 1994م باحتلال أرض الجنوب وعاصمته السياسية عدن بعد أن أحدثوا تدمير قرى ومناطق ومدن محافظات الجنوب، وجرى نزوح مئات الآلاف بعد تدمير منازلهم وقطع المياه والكهرباء عليهم من قبل قوى الإحتلال اليمني على الجنوب.

وتسببت الحرب الظالمة والعدوانية بإلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بالجنوب، نظراً للعدوان البربري والغزو الانتقامي الهمجي الغاشم على الجنوب أرضاً وإنسانا رغم قراري مجلس الأمن الدولي رقم (924 و 931) في عام 1994م، والموقف الأمريكي الرافض لاحتلال عدن، بالإضافة إلى الموقف الخليجي والعربي والعالمي وبيان أبها لدول مجلس التعاون الخليجي، والذين أكدوا على عدم فرض الوحدة بالقوة، رغم كل تلك المواقف الدولية والعربية والغربية وقراري مجلس الأمن الدولي الرافض لاحتلال الجنوب وفرض الوحدة بقوة السلاح، إلا أن نظام الجمهورية العربية ومليشياته الإرهابية والقبلية لم تستجيب لذلك، وفرضوا على الجنوب والجنوبيين وحدتهم المزعومة بقوة السلاح وتحويلها إلى  احتلال غاشم لأرض الجنوب بعد أن أنهت حربهم الظالمة هذه الوحدة السلمية، وأنهت بذورها في قلوب الجنوبيين وحولتها إلى احتلال مشين لم تعرف له البشرية مثيل.

موقع درع الجنوب