كتابات وآراء


الأحد - 16 يوليه 2023 - الساعة 08:36 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


في الحوار عرضنا الإقليمين مع فترة زمنية واستفتاء كحل يجنب اليمن شمالا وجنوبا أي انزلاق نحو المجهول .. غالبية الأطراف رفضت ذلك وذهبوا إلى سفراء الدول ال 16 الراعية للعملية السياسية وابلغوهم أن الأقليمين هو إستعداد للانفصال .. طلبت حينها من السفير الفرنسي فرانك جيليه الذي نقل لي ذلك بصفتي أحد أعضاء فريق الثمانية الجنوبيين .. أجبت : اذا كان الأخوة في الشمال يرفضون الإقليمين ويعتبروه مقدمة لانفصال فلماذا لم يقدموا مشروعا يرغب الجنوبيين بالبقاء في الوحدة ، وابلغهم يعطوك مشروع يتوافقون عليه هم أولا حتى يمكن مناقشته .. بالنسبة لحق تقرير المصير فضع نفسك في موقعي وجاءت لك فرصة سياسية لتنتزع لشعبك حقوقه هل ستقبل أن تجعلها تفلت منك أو تتنازل عنها طالما هذا الحوار يعطيك الحق أن تطرح المشروع الذي يلبي لشعبك تطلعاته بعد نضال طويل .. التفت إلي وقال لا تعليق .
انتهى اللقاء وانسحبنا من الحوار لأن الأطراف الشمالية تختلف بكل شيء وتتفق على الجنوب سواء قبل الحرب أو بعدها .. بدون شك ان كل الحروب تنتهي باتفاقيات بعد حوار حولها ، ولهذا أي قوة ستمثل الجنوب في أي حوار بعد الحرب عليها أن تفهم أن الفيدرالية من اقليمين رفضها الشمال أثناء السلم ولا أعتقد أن يقبلها الجنوبيين بعد حرب ظالمة فرضت عليهم .. أي حل سيفضي إلى منح الجنوبيين الحق في تقرير مصيرهم وبشكل واضح وصريح والتزامات دولية وإقليمية أسوة بدول عدة فيمكن النقاش حوله .. غير هذا سيكون الأمر مضيعة لوقت الجنوبيين وتضحياتهم والالتفاف عليها، لأنه وبكل صراحة الشمال لا يحمل أي رؤية سياسية حتى الآن ، ولهذا أرادوا بالحرب ضرب المشروع الجنوبي وإعادة احتلاله بالقوة وفشلوا وسيفشلوا .. ولهذا أكرر ان ما رفض بالسلم صعب أن يقبل بعد الحرب.. لسنا ضد أي حل سياسي ولكن لن يكون على حساب إرادة شعب يناضل من أجل حريته وبناء دولته.