كتابات وآراء


الخميس - 22 أغسطس 2024 - الساعة 07:58 م

كُتب بواسطة : د. عيدروس نصر - ارشيف الكاتب


هو قائد سياسي من الطراز الرفيع، وهو شخصية تربوية من المؤسسين للتعليم الحديث في مديريات يافع ومحافظة أبين عامة.
في العام ١٩٦٩م عاد الشاب عبد الله محمد قاسم بكر المحرمي(لم نكن نناديه وغيره بهذه الألقاب)، من دولة الكويت التي قضى فيها عدة سنوات مهاجراً، ثم ناشطاً سياسياً في إطار حركة القوميين العرب التي كان لها حضوراً طاغياً في هذه الدولة الفتية حديثة الاستقلال.
انخرط الأستاذ عبد الله في سلك التدريس وعين في المركز الثالث من المديرية الغربية ( يهر) حينما كان المركز جزءًا من المديرية الغربية في المحافظة الثالثة.
علَّم المربي عبد الله في مدرسة الحرية بيهر، بجانب عمله الطوعي في النشاط التنظيمي كعضو في المرتبة المسؤولة للمركز مستقطباً مئات الشباب إلى صفوف الجبهة القومية كما كان واحداً من مؤسسي المركز الثقافي ومن أبرز المتحدثين فيه.
بجانب شغفه اللامحدود بالقراءات المتنعة وقدرته الفائقة على الاستيعاب وبناء الاستخلاصات، يمتلك الأستاذ عبد الله قدراتٍ مميزةً على التنظير والتوعية وبناء فكر علمي بعيد عن التهييج والتحريض الأجوف، أو اللغة الشعبةية والسطحية، وقد مكنه هذا من المساهمة في نشر الوعي الوطني الحديث القائم على حب الأرض والإنسان وتقديس قيم العدل والكرامة والحرية واحترام آدمية الإنسان بصورةٍ عامة.
وبعد ضم يهر إلى المحافظة الثانية (لحج) انتقل عبد الله للعمل في مركز رصد (المركز الثاني من المديرية الغربية) بمعية الفقيد المناضل خضر صالح السليماني الذي أصبح مساعد مأمورٍ للمركز، وبرفقة القادة المؤسسين في المركز والمديرية.
كان لحضور عبد الله في مركز رصد أثراً كبيراً في إحداث تغييرات مهمة في العملية التربوية والحياة السياسية عامةً، فبجانب عمله كنائب سياسي للمدرسة الإعدادية بالمديرية، كان عبد الله قائداً حزبياً من النوعية المتسمة بالكاريزما والوعي والثقافة السياسية الحديثة.
وأصبح في منتصف السبعينات سكرتيراً لمنظمة التنظيم في المركز وعضواً في لجنة المديرية، وبموازاة هذا أحرز عبد الله شهادة الثانوية العامة عن طريق الانتساب، وينزل بعدها دبلوما جامعياً من كلية التربية عدن من خلال الدراسة المسائية.
في العام ١٩٧٦م ابتعث عبد الله للدراسات العليا في العاصمة السوفييتية موسكو، ليعود بعدها سكرتيرا للمنظمة مرةً أخرى ويصبح عضوا في لجنة الحزب في محافظة أبين.
ومرةً أخرى وفي نهاية الثمانينات يعود الأستاذ للعمل في سلك التربية، ولكن هذه المرة موجهاً للعلوم الاجتماعية على صعيد المحافظة، واستمر في هذا الموقع حتى تقاعده.
يمر المربي والقائد السياسي والمناضل الوطني، الأستاذ عبد الله محمد قاسم، بوضعٍ صحيٍ حرجٍ نتيجة إصابته بوعكةٍ صحية مزمنة، لم ينفع معها علاج المستشفيات الحكومية، ولا حتى مستشفيات القطاع الخاص، التي ليست جميعها محل ثقة الناس ولا بالكفاءات والتجهيزات المطلوبة .
وكعادة السلطات والنقابات والأحزاب، التي تتعامل مع الكفاءات وأصحاب الخبرات والمهارات، ورموز العطاء والنضال الوطنيين، كما يتعامل المستخدم للآلة مع آلته، ويرميها عند أول عطب، يجري التعامل مع الأستاذ المربي والمناضل الوطني عبد الله محمد قاسم ومثله آلاف الحالات.
من أين للمسؤولين للطارئين، المصنعين معملياً والجاهلين بتاريخ أبين وكل الجنوب، أن يدركوا معاني العطاء والكفاح الذي خاضه جيل عبد الله ليفكروا في كيفية مساعدة أبناء ذلك الجيل ردا لجمائلهم واعترافا بأفضالهم ومنحهم ما يستحقون من الرعاية المعيشية والصحية؟
إنها رسالة أتوجه بها إلى السلطة المحلية ولقيادة المجلس الانتقالي في محافظة أبين، ولقيادة الحزب الاشتراكي اليمني!!!
تذكروا مناضليكم واسألوا عن أحوالهم وردوا لهم بعضاً من الاعتبار الذي يستحقونه،
فقد يأتي اليوم الذي ستكونون فيه أنتم في ما هم عليه من أحوال اليوم، حتى وإن اعتقدت أن ثرواتكم وما تمتلكونه من أصول وأموال (بغض النظر عن طريقة حيازتها) ستحميكم من نوائب الدهر ومكر الزمن وفوائده.