كتابات وآراء


الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 09:10 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


النفاق الفاضح والتسول المشين من أجل مصلحة أو ترقية أو تلقي الثناء، هو ما تشهده تعز من صرف باذخ لتحسين المدينة لإسبوع واحد، لتعود إلى سابق وضعها السيء، وتتضاعف الجبايات على الفقراء لسداد كلفة ما صرف من زينة غير مبررة لإستقبال صاحب الفخامة.
الإستقبال الحقيقي يكمن في الإنجاز المستدام، في مدينة تسكن مفاصلها بنادق المليشيات، وتغتصب السلطة تدمر الشراكة وتؤسس لقندهارها الخاص، في عاصمة إقرأ حيث الكتاب الحداثي والثقافة المدنية.
أوافق أحد الأصدقاء في أمنيته أن يتم توفير ثمن اللوحات الإعلانية لتشغيل مشفى يفتقر لقيمة وقود، ويتسبب جراء ذلك موت العشرات في غرف العمليات.
تعز أبشع صورة للنفاق: جوع ونهب وسطو على المنازل واليغارشيا مسلحة بالعساكر والنفوذ، سجون ومعتقلات إخفاء وتصفية لأصول الدولة من المياه والمتنزهات والكهرباء، والإتجار بلحم الجرحى، وحتى صفقات إقتصاد الظل مع الحوثي وتجارة الوقود والسلاح، ومع ذلك تتزين السلطة الشمطاء لإخفاء رداءتها أمام الضيف الزائر.
ليت تعز لم تهدر كل هذا المال في لوحات إعلانات فخامته، حتى لا ترتفع سقوف الجبايات، ويدفع ثمنها خصماً من كسرة خبزه المواطن الجائع البائس.