كتابات وآراء


الجمعة - 28 مارس 2025 - الساعة 11:47 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏إرتباك ما قبل الموت أو رفسة الذبيح يعيشه الوسط القيادي الحوثي، وهو يرى ما تفعله حمم الطائرات بعتاده وصفوف قياداته الميدانية، من تدمير وتقتيل، ودفعه إلى حافة الهاوية.

حتى وإن لم تصرح القيادة الأمريكية بذلك بلغة قطعية، إلا إن كل شيء يذهب بإتجاه طي صفحة الحوثي وكتابة سطر حكمه الأخير.

لا سيناريو على الطاولة للتداول العلني، العنوان المتداول شل يد الحوثي، وإخراج الممرات الملاحية الدولية بعيداً عن قبضته الصاروخية، فيما التفاصيل تجزم بلا شيء يمكن أن يؤمن المصالح الدولية من خطر الحوثي، ما لم تستأصل شأفته وتعيد ترتيب أوضاع اليمن، كجزء من ترتيب جيوسياسي لكل المنطقة.

لا تصعيد في لغة الخطاب الرسمي اليمني، ولا خروج عن تقليدية النص ونمطية القوالب السابقة، حيث الجاهزية المعلنة دفاعية، وخيارات الحسم أما مؤجلة أو تدار ضمن حوارات سرية، بين المناهضين للحوثي والفاعلين الإقليميين والدوليين، تتمحور حول اليوم التالي في روزنامة ما بعد القصف.

إجمالاً اليمن حقل تجارب مميتة لكل أشكال ومسميات الطائرات والعتاد الأمريكي، وإن إستعادة الحوثي لفاعليته العسكرية وعافيته الميدانية، لما قبل بدء الهجمات لم يعد في حكم الوارد، بحسابات حجم الدمار الذي طال مؤسسته العسكرية وأفراده ومخزون السلاح.

نحن أمام حالة لا تشبه سابقتها: حوثي بلا أنياب، وسياسة اللاحرب اللاسلم في نزعها الأخير ولم تعد قابلة للحياة، ولا شيء يؤجل إستعادة الدولة، وهندسة النظام السياسي البديل بالتوافق بين جميع الفرقاء، فمن غير إشراك القوى المحلية في رسم قوس النصر، لا أحد سيمنح الشرعية مفاتيح القصر ما لم تنزعه عنوة بقوة السلاح.