كتابات وآراء


السبت - 05 أكتوبر 2024 - الساعة 04:01 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


لم يُمنح قبراً دائماً صار مجرد وديعة، ذات الشيء الذي ينتظر عبدالملك وهو يحزم عدة الرحيل من صنعاء إلى صعدة، بحثاً عن مغارة تذود عنه من القنابل الذكية.

لابأس لدى عبدالملك أن تحترق صنعاء التي تركها خلفه، أن تُمسح المدن المختطفة بالطائرات متعددة الجنسيات، لا يهم عبدالملك أن تزداد تهامة الميتة موتاً تحت حوافر خيول وبطش جنده وقصف الطائرات، ما يهمه أن يفر بجلده كفأر يبحث للنجاة من المصيدة عن شق في جدار.

غادر الرجل إلى صعدة بعد أن سكنه الشك بإنكشافه لغرف العمليات النوعية، أصدر قرار قبل المغادرة بإتلاف الهواتف، ومضى إلى حيث يعتقد بالأمان، ولا أمان لمن قتل شعباً ودمر بلاداً وأستدعى التدخلات وشرعن لتواجد الأجنبي.

الحوثيون يدركون جيداً أنهم على شفير هاوية السقوط، وما لايدرك ذلك هو الوسط الذي يحمل المشروع البديل، حيث حالة السكون لديه هي الغالبة على المشهدية الرسمية، وكأن لا جديد يلوح في الأفق، ولا حريق يحاصر الحوثي من كل إتجاه.

في اليمن الدوائر المتداخلة مع ملف الصراع تُرسم النهايات، وعلى القوى المناهضة أن تسجل حضورها في دفتر التغيير القادم، بالإمساك بمقاليد إدارة التحول، قطعاً ليس في وضعها الراهن المهلهل، بل بشد جسمها السياسي ووقف حالة الترهل، وتوسيع دوائر الإهتمام بمغادرة ثانوية الصراع إلى التوافق على واحدية المعركة، دون إغفال حقوق الأطراف والكيانات المتوافقة.

الحوثي راحل تحت ضغط المتغير الدولي تاركاً اليمن بين خياري :
توحيد البنادق والمواقف لرسم خارطة طريق سياسية وطنية جامعة، بلا تغول أو إقصاء، لمرحلة ما بعد كارثة الحوثي، أو إستغراق القوى بصراعاتها الجانبية، وترك البلاد مفتوحة على المزيد من التكسرات والفوضى.