أخبار محلية

الثلاثاء - 04 فبراير 2025 - الساعة 05:59 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

شارك رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزبيدي، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف، الذي انطلقت أعماله في مدينة جنيف السويسرية، وتنظمه المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا.

وألقى الزُبيدي في المؤتمر، الذي يشارك فيه نخبة من القادة والشخصيات الدولية المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب، كلمة عبر الاتصال المرئي، قال فيها: إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم اليوم، ونحن نستهل عامًا جديدًا بآمال متجددة في إحلال السلام والاستقرار، إن مشاركتنا اليوم معكم في هذا المنبر يأتي في إطار سعينا الدؤوب للانتصار لقيم السلام والتسامح التي نتطلع إلى ترسيخها عالميًا، وقد بنى شعبنا في جنوب اليمن نضالاته على ذلك الأساس المتين، نهج التصالح والتسامح واتخذ منه مبدأ ساميا نحو تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.

وأضاف: في جنوب اليمن، نخوض منذ سنوات تحديًا أمنيًا معقدًا ضد الجماعات المتطرفة التي تهدد أمننا واستقرار منطقتنا، بما في ذلك تنظيمي القاعدة وداعش، إلى جانب التحديات التي تفرضها جماعة الحوثي الإرهابية ومع كل هذه التحديات، فإننا نؤكد التزامنا بمكافحة التطرف والإرهاب، ليس فقط دفاعًا عن أرضنا، بل أيضًا من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وتعزيز قيم السلام والتسامح.

ولفت الزُبيدي، إلى أن القوات التابعة لهم، رغم حداثة تجربتها، وقلة إمكانياتها تخوض معارك ضارية في مواجهة التنظيمات الإرهابية بعزيمة راسخة، وعلى جبهات متعددة، وقد تعرضت في سبيل ذلك لهجمات متكررة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سقط على إثرها (6794) ما بين شهيد وجريح بينهم نحو ٥٥٪ من المدنيين.

كما أشار إلى أن الجماعات الإرهابية التي يواجهونها في جنوب اليمن ليست وليدة اليوم، بل بدأت نشاطها منذ العام 1990م والذي شهد حشد وتجميع الأفغان العرب لغزو واجتياح الجنوب في صيف 1994م، تلى ذلك توطين تلك العناصر في عدد من مناطق الجنوب واليمن لتشكل ليس فقط تهديدًا محليًا فحسب، بل صارت جزءا من شبكة عالمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

وتابع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي بقوله: لقد شاهدنا كيف استهدفت تلك التنظيمات المصالح الدولية، بدءًا من الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) العام 2000م، إضافة إلى العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين في باريس، وهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، وصولًا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها ميليشيات الحوثيين الإرهابية لاستهداف أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما قال: إن الموقع الجغرافي لجنوب اليمن يجعله نقطة استراتيجية حيوية للأمن الإقليمي والدولي. فهذه الجماعات لا تسعى فقط إلى ترسيخ وجودها على الأرض، بل إلى السيطرة على الشريط الساحلي لبحر العرب، والتحكم بممر باب المندب وخليج عدن، بما يمكنها من فرض شروطها على التجارة الدولية وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، وإن تداعيات ذلك ليست محصورة في اليمن فحسب، بل تمتد إلى الأمن البحري العالمي، وحركة الملاحة التي يعتمد عليها الاقتصاد الدولي، وما الهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في البحرين الأحمر والعربي إلا مثال واضح على التهديدات التي تواجهها المنطقة بأكملها.

وأضاف الزُبيدي: اننا في جنوب اليمن نقف في الخطوط الأمامية لمكافحة التطرف والإرهاب، مدافعين عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك بدعم ومساندة من الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ورغم أهمية هذه الجهود في حماية المصالح المشتركة، فإننا نرى أن هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الشراكة الدولية، لا سيما من أصدقائنا في الغرب، لدعم هذه المعركة الحاسمة على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية، وأن مواجهة الإرهاب تتطلب استجابة عالمية منسقة، ونحن نأمل في رؤية تعاون أكبر يعكس التزامًا مشتركًا بمكافحة التطرف وضمان الأمن والاستقرار للجميع، حيث إن ترك تلك الجماعات تعمل بحريتها في بلادنا سيجعلها قاعدة انطلاق لتهديد الأمن العالمي.

وجدد الزُبيدي، التأكيد أنهم في جنوب اليمن دعاة سلام وليسوا دعاة حرب، وقد ظلت العاصمة عدن ومناطق الجنوب على مدى عقود حاضرة للسلام والتعايش والوئام، وما حملهم السلاح مؤخرا إلا مضطرين للدفاع عن أنفسهم وأرضهم بعد أن امتدت إليها يد الإرهاب ممثلا بمليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيمي القاعدة وداعش والجماعات المتحالفة معها، وأنهم يسعون اليوم إلى تأمين مناطقهم والمشاركة الفاعلة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وليعيشوا مع الجميع بسلام في منطقة يسودها الأمن والاستقرار، كما يسعون لتأسيس نموذج في الجنوب يكون منطلقا للسلام والتنوع في المنطقة، وسيستعيدون مكانة عدن التاريخية كعاصمة ونموذج للأخوة الإنسانية.

وقال الزُبيدي: إننا في الجنوب وإذ نثمن دعم شركائنا الإقليميين، نؤكد على الحاجة إلى شراكة دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، ودعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار، وتقديم المساندة السياسية والإعلامية لقضيتنا العادلة، كما ندعو المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل في التعامل مع الأوضاع في اليمن، بحيث يشمل دعم مسارات الحوار والسلام إلى جانب الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب.

كما أضاف: وإننا نطمح، مثل سائر الشعوب، إلى مستقبل يسوده السلام والديمقراطية والتعددية، بعيدًا عن العنف والتطرف، وإن معركتنا ليست مجرد معركة محلية، بل هي جبهة متقدمة لحماية الأمن والاستقرار العالمي. وإننا إذ نؤكد التزامنا بمبادئ السلام، فإننا نؤمن أن الدعم الدولي المنسق والفاعل سيكون له أثر حاسم في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا الاستقرار، نسأل الله أن يعم السلام والاستقرار والرخاء على بلدنا الحبيب وعلى جميع شعوب العالم.