الإثنين - 19 أغسطس 2019 - الساعة 08:11 ص
صحيح من قال "حتى الجنان يباله عقل".. اذ قال بعض الشامتون ان عدن اصيبت بالشلل بفعل قرارات وزارتي الداخلية والنقل وقبلهمها وزارة الخارجية بتعليق اعمال ونشاط الوزارات الثلاث في اجراءات زعما وزراء الوزارات احدهم بالنيابة انها لمواجهة الانقلاب او قل انها لمواجهة الخطوات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي التي انتهت يوم وقفة عيد الاضحى المبارك بالسيطرة الكلية على المدينة المعلنة عاصمة مؤقتة.!
الصدق يقال "كلا يغني على ليلاه" باعتقادي هو ده الوصف للحدوثه المتعلقة ب "التعليق الحكومي المحدود".
لا اعرف اين الشلل الذي اصاب المدينة لكن ادرك ان الشلل فعلا اصاب عقول الوزراء الثلاثة ومن يغني ويطبل لهم.
اولا قبل اي شيء تعالوا للتذكير بان اول ايام الدوام بعد اجازة العيدين سوا الفطر او الاضحى يكون لا ضعيف ولا محدود بل يصل الى المدى المتوسط وهذا الامر عودتنا عليه وزارة الخدمة المدنية في كل عام في بيان تصدره وتشير فيه الى نسبة الحضور الوظيفي عن كل محافظة.
وما لمسته انا بنفسي من نزول وانطلاق معظم موظفو عدن الى مكاتبهم بشكل طبيعي وكالمعتاد هذا اليوم. فاين المشكلة اذن؟
لعمري انها المرة الاولى التي اجد فيها حكومة في العالم تطالب موظفي الدولة بالاضراب وتمنعهم عن مزاولة اعمالهم واداء وظائفهم حتى لو كانت تلك دعوات محدودة تقتصر في ثلاث وزارات.!
ثانيا لم يطرأ جديد في عدن.. المدينة ومنذ اول ايام العيد والوضع فيها عاد الى صورته المستقرة بيد ان لا نتائج التمسها تطفو عن تلك الضغوط والاجراءات التي اطلقها صبيا يرون انفسهم وزراء ورجال دولة وهنا الشيء المحزن والمضحك في آن واحد.!
الثابت والذي ينبغي اعلام الناس به سيما اصحاب الخارج كانوا من ابناء الوطن او منظمات ووسائل الاعلام ان الوزارات الثلاث معدومة النشاط اساسا وما تقدمه من خدمات للناس بمقابل مالي يتجاوز المعقول في حالة الرشاوي مثلا.
ولتفنيد نشاط الوزارات الثلاث تعالوا بداية نتحدث عن وزارة الخارجية فهي بناية عادية بحي ريمي بمديرية المنصورة لا يوجد في داخلها دبلوماسي واحد، ولم يجتمع او يلتقي يوما وزيرها في مكاتبها اي بعثة دبلوماسية او مسؤول دبلوماسي وبخاصة في عهد الوزيرين عبدالملك المخلافي وخالد اليماني.
شهادة لله وحق الرجل الوحيد الذي نوى تفعيل الوزارة وتطبيع دورها الدبلوماسي واسس لبنتها الاولى في عدن هو وزير الخارجية السابق رياض ياسين الذي اراد بالفعل ايجاد وزارة الخارجية في عدن قولا وعملا وليس مبنى فقط بل عمل على دور حيوي للوزارة الا انه اصطدم بالجناح المناهض لاقامة دولة في عدن وهذا هو السبب الذي دفع عصابة الرياض الى اقالة الرئيس هادي للرجل من منصبه وتعينه سفير اليمن بفرنسا.
الحقيقة ان وزارة الخارجية هي شباك لا أكثر يطل على الناس عبر غرفة في الحوش يقوم احدهم وبجواره حارس على ختم الوزارة (نسر الجمهورية) بالف ريال.
اما الميسري وزير الداخلية فحدث ولا حرج.. رجل غريب الاطوار والغرابة محاولته تصوير نفسه برجل قادم من زمن القوة والقانون من سطوة نظام الراحل صالح عفاش.
الميسري نائب رئيس الوزراء لم تطئ قدماه منذ تعيينه في منصب وزير الداخلية مكاتب واروقة الوزارة في معسكر النصر ولم يبدأ يوما دوامه من هناك على الاطلاق .!
المضحك ايضا ان الميسري الذي وجه بوقف عمل مصلحة الجوازات لم يقم بزيارة واحدة لمبنى المصلحة الواقع في صيرة بقرب معاشيق حيث مقر الحكومة.. بل لم يزر الميسري يوما مبنى شرطة المرور ولم يزور حتى قسم شرطة واحد في المدينة. عجبي!
اما الحديث حول قرار الجبواني وزير النقل اقل ما يقال عنه "اذا لم تستحي ففعل ما شئت".. تعليق نشاط وزارة النقل اشعرني الرجل بان عدن تحتضن محطة رمسيس للقطارات في القاهرة وصفير عربات القطارات تدوي من عدن الى المهرة، وان هناك اسطول من حافلات النقل تتزاحم على خطوط المواصلات لنقل الركاب من الشيخ عثمان الى صلاح الدين او الى التواهي، او هناك اسطول بحري من ناقلات سياحية ونفطية راسية في ميناء الوزارة بالمعلا تنتظر دورها للابحار او منتتظرة توجيهاته الموقرة.!
لا اتحدث هنا الا بصفتي مواطن من ابناء عدن وصحفي مستقل لا انتمي لاي جهة فقط اقول رأي مدفوعا بايحاء من ضميري خاصة بعدما لمست بعض الاشخاص المشمئزين ينظرون بشماته للوضع. اي عقول تملكون واي عار ستلعنون..!!