الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 03:29 م
يقول ساسة "المصالح تتصالح"،، ومثل شعبي مصري يقول ايضا "مصرين البطن تتصارع وتتصالح".!
يبدو هكذا استقرت الشقيقة الكبرى، لطريق انهاء أزمة معاناتها في اليمن، وخلصت على مضض ببقاء جماعة الحوثي "سلطان زمانه" و"حاكما للشمال اليمني" رغم خطرها الوجودي و المستقبلي.!!
اقتناع السعودية إقامة علاقات مع الحوثيين، بعدما خاب ظنها في تحقيق أهداف انزلاقها إلى الحرب التدميرية مازالت تمتد لأكثر من 8 اعوام منذ شرارة اندلاعها، الا أن عدم اكتمال -برنامج أو بنك اهدافها- وفشلها شمالا على الأقل دفعها لتبديل مواقفها بالذريعة المفرطة "الازمة الإنسانية".!
في المحصلة لا يمكن اعتبار مشاركة السعودية في الحرب، دخولا معنويا للبلد الجار، فهي بطبيعة الحال متواجدة مسبقا فيه بل وشائكة في عمق صراعه المحلي، القضايا والمشاكل والأزمات على مر التاريخ اليمني.. بيد أن الحرب كازمة حالية شكلت امواج جارفه بما فيه الكفاية للاكتشاف فشلها في نيل اطماعها الاستراتيجية بعيدة المدى بالداخل اليمني واهمها شق منفذ مباشر الى بحر العرب المطلة عليه حضرموت وطبعا المهرة -و الاخيرة لا يمكن للمملكة القفز إليها دون العبور وتخطي اللاعب فيها سلطنة عمان.!!
تشير النتائج بأن السعودية استوعبت وقبل عامين تقريبا، درس حجم خسائرها، وكلفة الفشل السياسي الباهظ إقليميا ودوليا مع استمرارها في إدارة حرب لم تجني منها سوى ويلات الشركاء المحليين (الشرعية ومن التحف مظلتها السياسية).!
للوهلة الأولى كانت لدى السعودية إرادة في نجاح عبور "مستنقع اليمن"، لكن ذلك ينقصه الغطاء ولم تجد من قبعة افضل ك "إعادة الشرعية" طريقا للمبتغى إلا أنها فشلت و افشلت نفسها بيديها حين سلمت أمرها إلى جماعة إسلامية انتهازية ك جماعة الإخوان المسلمين فرع الجزيرة العربية وممكن ضم جزءا أو بضعة اجزاء من حزب الإصلاح للجماعة الإخوانية..!
تدرك الشقيقة عداء جماعة الإخوان العلني للحوثيين لكنها تعرف يقينا ايضا مدى ارتباطهما سرا بأجندات مصالح مشتركة خصوصا فيما يتعلق بالجنوب وثرواته، ولذا قررت دخول لعبة المساومة السياسية والعسكرية والأمنية والشراكة مع الأعداء الحلفاء معا (الحوثيين والإخوان).!
مالم يكن في حسبان الشقيقة هو تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت قصير ومربك نتج عنه تصالحات سياسية جنوبية جنوبية قصمت ظهر الجماعتين المتخاصمتين المتصالحتين في آن، وختمها بالانقضاض والقفز إلى الحصان الجنوبي الجامح (حضرموت)، التي ظلت تنتظر لحظة قدوم الفارس "الانتقالي" سنوات فائتة..!
اي سياسي سيدرك منح دولة الامارات الضوء الأخضر للتحرك السياسي الجديد للمجلس الانتقالي. يبدو التوقيت واضحا، ففشل الشركاء الإقليمين (الرياض وأبوظبي) في توحيد مواقفهما إزاء الجماعتين السياسيتين الاسلاميتين واللذودتين (الإخوان والحوثيين)..!!
يبدو فشل ابوظبي في إقناع الرياض ايضا بالتحرك العسكري نحو صنعاء من دون الاخوان، حيث تتمسك الشقيقة بهم وتعدهم طوقا سياسيا حاضرا ومستقبلا لانجاز مطامعها التي لم تتحقق بعد..!!
ابوظبي التي شاركت الرياض في قيادة الحرب منذ البداية وقدمت نصيبا اكبر من ابناءها ضحايا شهداء في معارك عدن، لحج وابين ثم الساحل الغربي ومأرب حيث فاجعة الغدر، فكم هو عدد الضحايا السعوديين الذين قدمتهم المملكة في سبيل اليمن وتحريرها من الحوثيين المدعومين من إيران كما كانت تقول في بداية نشوب الحرب وحتى قبل أشهر قليلة..!