كتابات وآراء


الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 04:16 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


إن شعب الجنوب وعلى قاعدة فك الإرتباط لاريب يتمسك باستعادة الدولة التي تم الدخول بها عام 1990م وحدة شراكة وتراضي طوعية سلمية بين دولتين وكيانين والتي اعتبرها الطرف الشمالي مجرد خديعة واستدراج وضم وإلحاق ومالبث ان انقلب عليها و على الشريك والشراكة بالحرب والاحتلال عام 1994م، وتدمير ونهب الدولة الجنوبية بكل مؤسساتها ومقدراتها ومقوماتها وبُناها التحتية واطلق جحافله للسلب والفيد حيث نهبوا كل ما وصلت إليه اياديهم العابثة وفي اسوأ احتلال همجي غاشم عرفه التاريخ، وتحت شعار(الوحدة أو الموت)، لقد اختار شعب الجنوب المكافح ابداً عن قيم الحرية والسيادة والاستقلال الموت على وحدتهم، وقدم خيرة رجاله وشبابه على مذابح الحرية والاستشهاد منذ اعلان تلك الوحدة (الخطيئة) وصولاً الى مقاومة الحرب والاحتلال وما تلاها ومقاومة حرب الاحتلال الثانية عام 2015م وطَرَد جحافلها ومعها بقايا جحافل حرب عام 94م من أرض الجنوب وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويضه حاملاً سياسياً لقضية شعب الجنوب وممثله لاستعادة دولته، وإذ هي جملة تلك الحقائق مدعومة بحقائق التاريخ والجغرافيا اساس مشروعية إستعادتها كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل 22 مايو 1990م، فإنها ايضاً اساس موقف شعب الجنوب بقيادة مجلسه الانتقالي في مواجهة نهج الانتقاص الذي تكشَّفت ملامحه وتحت اكثر من عنوان، فمن محاولة انتقاص القضية الجنوبية وتهميشها واعتبارها مجرد قضية خلافية يتم حلَّها ضمن بقية القضايا الخلافية- الحقوقية-الاخرى الى محاولة الابقاء عليها رهينة حل قضية الحكم في صنعاء طالما كانت الاطراف الشمالية ترى فيه حلاً للقضية الجنوبية وكما لو كانت الوحدة كما تتوهم- اضغاث احلام- ، قائمة ولم تكن قد قُتَلَتْ بحرب عام 94م وتم دفنها بحرب عام 2015م ناهيكم أن هناك قوى مُتَعدَّدة تلتقي مصالحها وكلاً بحساباته- عند الحيلولة دون استعادة شعب الجنوب لدولته وابقاءه في وضع اللادولة طمعاً بمساحة الجنوب واهمية موقعه الجيو- سياسي وثرواته المتنوعة، وهو ما بات واضحاً ليس من خلال ما سلف استعراضه وحسب ولكن من خلال اجندة تسوية ومفاوضات واتفاقات دون مشاركة المجلس الانتقالي وفي محاولة لاستبعاده او تهميشه في احسن الاحوال طالما كان يتمسك بنضالات وتضحيات شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته ويرفض التوقيع على مادون ذلك.
ان من اهم مقومات الصمود والثبات وفي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة هو التفاف شعب الجنوب بكل شرائحه واطيافه وقواه السياسية والمدنية حول المجلس الانتقالي وبما يُمكِّنْه من مواجهة نهج الانتقاص وإزالة الشوائب العالقة بتجربته وفي كل مجالات الأداء وحيث وُجِدَتْ وفي اطار اصلاح السياسات وتصويب المسار، والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك...